من المؤكد أن هذا الاسم بات محذوفاً من مفكرة السوريين مؤيدين قبل المعارضين...قدري جميل ليس أكثر من ورقة للإيجار، وطامح صغير لكرسي بلا وزن في معادلة التوازنات السياسية، وهذا ما ورطه بأدوار فاضحة لخدمة النظام تحت شعارات خبز الشعب ولقمته كما أغلب اليسار الرسمي المحسوب على سلطة الأسد، ومن اختراع أجهزته الأمنية حتى ذاك الطرف الأصيل الذي تحول إلى سلطة متوارثة بين آل بكداش، وقيادتهم الحكيمة.
قبل الثورة لم يكن قدري جميل أكثر من شخص محسوب على اليسار يمتلك جريدة ومعه مجموعة من الشباب المبهورين بالماركسية ويعتقدون أنه يمثلها بعض سقوط آل بكداش وتداول عجائزهم على اليسار فيما رابطة العمل تقبع خارج السجن، وفي الجانب الشخصي قدري جميل كما ذكر بعض محبيه تاجر سلاح ومالك لشركات كبرى رأسمالية.
الجريدة وللأمانة كانت ترى انتقاد النظام من باب المسموح سياسياً أما اجتماعياً واقتصادياً فلم تتجاوز مشاكل المواطنين البسيطة متوافقة مع انتقاد إعلام النظام لمؤسساته في الحدود الدنيا، مع الاعتراف بأن جريدة (قاسيون) قفزت من حيث الشكل والمضمون مع استلام الصحفي المعتقل جهاد أسعد محمد رئاسة تحريرها، وتصدت لملفات كبرى في الاقتصاد والمجتمع السوري...وجهاد اعتقل في فترة شهر العسل بين قدري والنظام وأجهزة الأمن مع ذلك ترك رئيس التحرير في غياهب السجن حتى الآن مع انقطاع أخباره نهائياً بحسب أصدقائه.
ملف المشغل الثالث - الذي يروج عجائز قدري جميل في دمشق أنه السبب في هروبه من دمشق، وتهديد جماعة رامي مخلوف بقتله لدعوته تأميم شركة "سيرياتيل" واعتبارها ملكاً للشعب- تبين أنها مجرد كذب مفضوح لأن ما اشتغل قدري عليه في موسكو كان لصالح النظام، وإعطائه مشروعية القتل، ودعوة الروس للتدخل لحمايته، وفي آخر أعدادها ترثي جريدة قاسيون السفير الميت "فيتالي تشوركين"، وترى فيها صديقاً حمى سوريا بيده الملعونة.
قبل أيام صدر تصريح عن مكتب قدري بدمشق فيما يعرف بحزب التغيير والتحرير-الذي أسسه قدري مع وزير المصالحة علي حيدر- يرفض فيه المشاركة بجنيف 4، وينتقد فيه انزلاق المبعوث الدولي في مواقفه لجانب منصة الرياض، واليوم بعد أن تم توجيه دعوات لمثليه بحضور المؤتمر يعود قدري عن انتقاده، وهذا ببساطة ما يريده قدري وهي سياسته القديمة الجديدة في كل الملفات التي أعطي فيها بعض الدور.
يقول أحد من عملوا مع قدري إنه كان بعد كل لقاء مع إذاعة (شام اف م) أو أي لقاء تلفزيوني يدخل مكتب تحرير الجريدة ويبدأ بسؤالهم واحداً واحداً عن رأيه بأقواله المأثورة...كان قدري فرحاً كمن ينشر مادته الصحفية الأولى ومحباً للظهور والأضواء.
اليوم منصة موسكو ومن معها من منصات القاهرة وحميميم ليست سوى صناعة روسية بالتعاون مع النظام من أجل الحفاظ على البعث ومجرمه، ولكل منها دوره في لعبة باتت مكشوفة لإفشال أي طيف معارض موحد يمثل تطلعات السوريين وآمالهم.
*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية