أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نريد معارضا انتهازيا.. كفانا "دراويش"!!*

أرشيف

كلما قيل عن معارض بأنه انتهازي ووصولي وبأنه "مقطع وموصل"، أسأل على الفور إن كان يفهم أما لا؟ فإذا قيل: نعم ..تسري في أطرافي قشعريرة من اللذة، وكأن أحدهم يعد علي نقودا!
أما إذا قالوا: لا ..يحدث معي العكس، وأصرخ من أعماقي: يا خسارة ..! يا حرام ..!

لقد شعرت بهذا الإحساس والناس تتحدث عن الدكتور "نصر الحريري"، ويتهمونه بالانتهازية، فقلت لهم: إذا أنتم متأكدون أنه أصبح يفهم، فلا تخشوا من شيء، فما تعتبرونه مذمة ومثالب، هي صفات أصيلة في كل سياسي، ولولاها لن يكون سياسيا ناجحا، وأما إذا كان غير ذلك، فهو البلاء بحد ذاته، لأننا بصراحة تعبنا من قليلي الفهم، وبنفس الدرجة تعبنا من الذين يفهمون ولكن طباعهم ليس فيها ما يكفي من الانتهازية والوصولية في الدفاع عن حقوق جماهيرهم، فهؤلاء أيضا لا يقلون بلاء عن النوع الأول، ولنا في هيثم مناع أسوة حسنة، فهو كثير الفهم، لكنه قليل الحيلة والتدبير، وسهل الانقياد وراء المديح الفارغ..!

وهناك نوع ثالث أو آخر من المعارضين، يحملون الكثير من صفات المعارضين السابقي الذكر، لكنهم ليسوا سياسيين، هم تقريبا يعملون في مهنة القوادة السياسية، لكن يختلط علينا الأمر فنعتقد أنهم سياسيون، وفي هذا الصنف يقبع العدد الأكبر من المعارضين، أمثال رندة قسيس ولؤي حسين وميس كريدي و"صبي" المخابرات آفاق أحمد و"صبي" روسيا قدري جميل، بالإضافة إلى عدد كبير من قادة الائتلاف وأعضائه. 

وبالعودة إلى الأخ نصر الحريري، رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، أنا على يقين أن اللحية "الإخوانية" التي أثارت خوف الكثيرين، قابلة لأن تصبح سلفية، أو ماركسية، أو علمانية، في أي لحظة، لذلك نطمئنهم من هذا الجانب..!! وأما على مستوى العقل والفهم، فقد سمعت الرجل مؤخرا في مناسبتين مختلفتين، مرة متحدثا على القنوات، ومرة أخرى في أحد المؤتمرات، وقارنتهما مع أول لقاء جمعنا في نهاية العام 2012 في الأردن. فوجدت أن خطابه قد تطور كثيرا.

في تلك الفترة من عام 2012، بدا لي انتهازيا صرفا، وهو يجادل في مخصصاته المالية مقابل مجهوده الطبي في معالجة عذابات الجرحى.. ولا أخفيكم أنني كرهته إلى حد القرف، ولدرجة أنني غادرت الاجتماع، وأنا أضرب كفا بالأخرى .. ثم غابت أخباره عني إلى أن شاهدته يقف ويضع بجانبه الطبيب البيطري محمد قداح في نهاية العام 2013 على ما أذكر، معترضا على حصته السياسية أو حصة درعا في الائتلاف، فعرفت أن الرجل وضع رجله على الدرجة العاشرة من السلم دفعة واحدة!! 

إذاً نحن أمام مواصفات رجل من الناحية العملية والبراغماتية، يمكن أن نعتبرها جيدة بالنسبة للسياسي، وتبقى مشكلتنا معه من ناحية الفهم والحنكة، وفي هذا الجانب، ومن خلال سماعي له، لم أر ذاك السوء في كلامه، بل على العكس كان قوي الشخصية وفاجرا في مهاجمة النظام، وهذا النوع من الأشخاص وفي تحليلي لنمط شخصيته، لا أظنه ينتمي إلى النوع الذي يفرط بحقوق الآخرين ويساوم عليها، أو من الذين يقادون إلى الغرف الجانبية، لأنه يتحدث بصوت مرتفع وأمام الجميع، هكذا فعل عندما كان يطالب بحصته كطبيب في معالجة الجرحى في الأردن، بينما غيره ممن "استشرف" خلال الاجتماع وعاب عليه فجاجته، لم يخف امتعاضه فيما بعد، بأنه لم يرفع صوته كـ"نصر الحريري"، فقد نال حصة أقل منه..!

وأعتقد جازما، أن الذين حاولوا النيل من شخصية "نصر الحريري" من هذا الجانب، وحاولوا استثمار موقفه من الجرحى عندما كان في الأردن، فهم لا يحرجونه بذلك، ولو أتيح له تكرار التجربة، لطالب بأجره مرة أخرى وبنفس الصوت المرتفع، أظن أن الرجل له فهم خاص نحو مخصصاته، وهذا حقه.. فهو طلب أجرا، ولم يسرق !

يبقى عندي ملاحظة صغيرة على نصر الحريري وغيره من أطباء درعا.. لقد لفت انتباهي في سيرته الذاتية أو من حديثه أنه كان من الأطباء الذي فضح النظام في قضية استشهاد الطفل حمزة الخطيب، وتمت ملاحقته بناء على هذه القضية، وهو كلام سمعته سابقا من عشرات الأطباء والممرضين من أبناء درعا، حتى الذين صوروه وشيعوه ودفنوه والذين زاروا قبره، كل أولئك استفادوا من قضية الطفل حمزة الخطيب، واستخدمها البعض كمطية له للوصول إلى مواقع في العمل السياسي والإغاثي، أظن أنه من غير المقبول لسياسي كان طبيبا، أن تكون هذه القضية من ضمن خبراته في مقارعة النظام، مع تحفظي كذلك على الكثير مما ورد في سيرة نصر الحريري الذاتية المنشورة على موقع الائتلاف، ففيها الكثير مما لا يقبله أو يصدقه عقل خروف. 
لنتجاوز يا شباب مرحلة النشطاء السياسيين، ونكون سياسيين عن جد، وعدا ذلك فأنا أقف مع كل من يحافظ على قضيتي ويدافع عن حقوقي حتى لو كان المفاوض عني هيفاء وهبي .. ودمتم. 

*فؤاد عبد العزيز - من كتاب "زمان الوصل"
(210)    هل أعجبتك المقالة (206)

محمد سعيد

2017-02-20

قصة قصيرة ...المحامي خسرت الدعوى أمام القضاء ، عدت إلى البيت كاسفاُ حزيناً خائب الرجاء . بقيت الدعوى خمس سنوات تجول في المحاكم . عشرات التأجيلات وعشرات المرافعات بين النقض والاستئناف ، كدت فيها أبيع بيتي بعد أن تراكمت ديوني وتورمت اقدامي وتقرحت عيوني . أكد لي المحامي أن سأربح الدعوى المقامة مئة بالمئة لأن الوثائق التي زودته بها لايمكن دحضها حتى لو اجتمع المحامون والقضاة والمشرعون ومن خلفهم المخابرات ...! ومع ذلك خسرت الدعوى . رآني جاري التاجرفشرحت له ماجرى فقال : ولك ياجارنا أنت تحتاج إلى محام ابن حرام كي تخلص حقك من دولة الحرام . اتكل علي وأنا سأربح لك الدعوى لكن يجب أن تطعم التسعة لتأكل العشرة ..!!.


محمد سعيد

2017-02-21

تتمة القصة السابقة .............قال جاري : محاميك رجل تقي ومتدين ومهذب و لايصلح لمحاكما ..لذلك وكلت لك محيامياً ابن حرام يستطيع اخراج الجنين من بطن أمه ...لكنه يريد نصف قيمة الأرض المنتازع عليها ، قلت: يار ..هذا كثير ...! قال : إذا أعطيته النصف سيبقى لك النصف ، أما في الحالة الأولى فسوف تخسر كل شي ء . فكرت وقلت : جارنا عاقل ومنطقي فقلت له : على بركة الله ...بالفعل ربحت الدعوى بعد أيام ....وحصلت على نصف الأرض ....


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي