كشفت وثيقة حصلت "عليها "زمان الوصل" قائمة بأسماء 170 معتقلا سياسيا كانوا في معتقل "تدمر" قبل أن يرحّلهم نظام الأسد إلى "طرطوس" قبيل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة عام 2015.
القائمة التي ضمت معتقلين تتراوح أعمارهم بين 57 و82 عاما، ولايزال نظام الأسد يحتفظ بهم رغم بلوغهم "من الكبر عتيا"، تكشف للعالم أن في سوريا "منجما" لعمداء المعتقلين في العالم تجاوزوا الكثير من الرموز التي احتفت بها جمعيات حقوق الإنسان مثل "نيلسون مانديلا"، فأحد المعتقلين المنقولين إلى طرطوس من أبناء مدينة حمص تولد1935 (عمره 82 عاما)، ولم يكن زملاؤه المعتقلون بعيدين عنه بالعمر، فضلا عن عدد سنوات الاعتقال.
ومنهم من اعتقل عام 1979 أي مضى على اعتقاله 38 عاما، وفي ذلك ما يكذّب ادعاءات نظام بشار الأسد حول الإصلاحات المزعومة وما أشيع عن تبييض أو إغلاق سجن تدمر ضمن شائعات سرت في البلاد في بدايات وراثته الحكم.
كما تدحض الوثيقة مزاعم النظام أيام الأسد الأب في اعتقالاته شبان الكثير منهم لم يتجاوز 20 عاما، ضمن مزاعم مكافحة الإرهاب، والتي كان حافظ الأسد أول من أطلقها، إذ خلت (الوثيقة) من أي اتهام موجه ضدهم، وذلك في وقت لم يكن الكثير من مؤسسي ورموز تنظيم "الدولة" قد ولدوا بعد. والآن يكرره ابنه بشار الأمر نفسه بحق عشرات آلاف السوريين المعتقلين، الذين استحال الكثير منهم بين مفقود ومجهول المصير.
وتوضح الوثيقة أن جميع المعتقلين من الذكور المتحدرين من محافظات حلب وحمص وحماه ودير الزور وإدلب وريف دمشق، حسب ما ورد في المعلومات المدونة في خانة "مكان الولادة" والتي تضمنت أيضا بجانب بعض الأسماء أعمالهم ومهنتهم وبينهم المهندس والتاجر والطالب.
وبينما افتقرت الوثيقة إلى ذكر التهمة التي اعتقل على أساسها هؤلاء، فإن من المعروف أن نظام الأسد اعتقل آلاف السوريين في ثمانينيات القرن الماضي باتهامات أهمها الانتساب إلى الجناح المسلح للإخوان المسلمين داخل وخارج القوات المسلحة، وإثارة الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي، القيام بأعمال الشغب وتنفيذ فعل معاد لثورة آذار، الخيانة والتجسس والقتل العمد، الانتساب لتنظيم اليمين "المشبوه"، ولتنظيم اليمين العراقي "المشبوه"، وقبض الأموال من سوريين لاجئين، وقبض الأموال من دولة أجنبية لصالح نظام عميل ضد القطر، التجسس، وصولا لتهم مثل الاتصال بدولة أجنبية بغية الاعتداء على القطر.
وإضافة إلى الأسماء التي تضمنتها، فإن الوثيقة التي زودنا بها مصدر مسؤول من داخل واحد من أسوأ المعتقلات صيتا في العالم، تكتنز الكثير من الدلائل والإثباتات التي تدين نظام الأسدين قبل الثورة وأثناءها، حيث تدعم خطط النظام لنقل المعتقلين إلى خارج معتقل "تدمر" ما ذهب إليه الكثير من المراقبين بوصف سيطرة التنظيم على المدينة التاريخية بأنه لم يكن سوى "مسرحية" تسليم بين النظام والتنظيم، وأقل ما يقال في تجهيز النظام لنقل معتقلي "تدمر" إنه (النظام) لم يكن ينوي الدفاع عن المدينة أمام التنظيم أصلا.
واتهمت تقارير إعلامية نظام الأسد بتعمد الانسحاب أمام التنظيم في صيف 2015 نقلا عن مصادر من أهالي تدمر وبعض المسؤولين المنشقين من أبنائها ومحللين سياسيين.
لتصفح قائمة الأسماء أنظر أدناه أو حملها من خلال الضغط هنا
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية