أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيلم "أبناء الشمس".. حين يعود طائر الفينيق السوري من تحت الرماد

يشرح الفيلم للمشاهد كيف نهض أطفال سوريا من تحت الركام بين فكي الموت والمحن

انتهى المخرج والكاتب السوري "غسان بركات" من إنجاز فيلمه العلمي الوثائقي "أبناء الشمس" الذي يضيء على جوانب من مسيرة حضارة سوريا التاريخية التي تعود إلى الألف العاشر قبل الميلاد ويتتبّع الحضارات التي مرّت على البلاد، وصولاً إلى الكارثة السورية والمذبحة الرهيبة التي وقعت فيها سوريا وهي خارجة عن جوهر حضارتها وتاريخها، لكنها في النهاية تؤكد أنها وليدة حضارة طائر الفينيق الذي يستيقظ من الموت والرماد ويغمر العالم بأشعة نوره وحكمته. 

وأشار مخرج الفيلم ومؤسس ورئيس فرقة "صوفيا" للفنون المسرحية لـ"زمان الوصل" إلى أنه أراد من فيلمه الذي استغرق تحضيره عدة أشهر التصدي للظلم الذي تعرض له أبناء سوريا وتشويه تاريخهم وسمعتهم، وخصوصاً بعد نفور العديد من السوريين من الانتماء إلى أصلهم بسبب هذا الظلم. 

بدأ نشاط بركات في المجتمع المدني والفني مع الأطفال في مدينة السويداء منذ عام 1995 من خلال مشروع يرتكز على تحريض وعي العقل الجمعي وفتح كنوز المعرفة الفطرية، وحينها كان الأطفال وأسرهم يأتون إلى المسرح ولكن أجهزة النظام حاصرت المشروع آنذاك -كما يقول- وتوقفت العروض المسرحية، فلجأ الفريق إلى الأفلام الوثائقية والبحث العلمي التي يتم إنجازها اليوم من خلال "مركز صوفيا لرعاية المواهب والإبداع" الذي قدم مجموعة من الأعمال الناجحة، ومنها "تكريم ابن الإنسان" و"العفاريت يا قرد الزمان" و"بياعة البندورة" و"صرخة حياة"، وعدة أفلام وثائقية أخرى منها "فرصة للسلام" "أطفال تحت القصف" إلى جانب "أبناء الشمس". 

ويشرح الفيلم الجديد لابن السويداء للمشاهد كيف نهض أطفال سوريا من تحت الركام بين فكي الموت والمحن كاشفين للعالم سبلا ووسائل علمية جديدة في العلاج بطاقة الفرح، علّ الحب والرحمة يغمران قلب العالم ويلجان إلى الفرح الكلي والسلام.

وحول مفهومه للعلاج بطاقة الفرح ومدى ملامسة هذا المفهوم لفكرة العلاج بالفن أوضح بركات أن "هذا المفهوم يستمزج "السيكودراما" وعلم طاقة الريكي وعلم النفس والمسرح لافتاً إلى علاقة علم الطاقة بالمسرح الإغريقي بدأت من المعابد القديمة، حيث كان الإنسان يتحد مع نواميس الطبيعة من خلال طقوس دينية، لكنها فنية بحتة تماما كطقوس إحياء تموز أو آلهة الارض.

ولفت محدثنا إلى "الشفاء جاء بالمصادفة حيث لفت انتباهه مع فريق الفيلم وجود حالات استشفاء لم تكن ضمن حساباتهم ولكنهم عندما طابقوا تجاربهم مع علم "الريكي" و"السيكودراما" عرفوا -كما يقول- أنهم يمارسونها بالفطرة لهذا قاموا بدراستها علمياً وتعميم تجاربهم هذه. 

وأعرب بركات عن أمله بأن يتم تبني الفيلم ونشره إلى العالم كي يدرك أن حضارة سوريا هي الأقدم في العالم وهي من بثت ثقافة الحب والسلام وأن العنف الذي ظهر مؤخرا فيها-كما يقول- كان دخيلاً على ثقافتها وسيستيقظ أبناؤها من الرماد كطائر الفينيق ويعيدون للعالم وجه الخير والحب والجمال.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(163)    هل أعجبتك المقالة (141)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي