نورا.. طفلة سورية تفتح ملف اغتصاب الأطفال في معتقلات النظام

تروي الأم كيف أن ابنتها لم تتعاف بعد من آثار جريمة النظام، التي تمثل انتهاكا يقشعر له الأبدان..

أفرد أهم موقع فرنسي مساحة للحديث عن "سلاح الاغتصاب" الذي يستخدمه النظام ومرتزقته (الشبيحة) ضد الأطفال، واصفا جرائم الاعتداء الجنسي بأنها انتهاكات تمر بصمت شبه مطبق، ودون أن تحظى بالاهتمام الكافي، أسوة بجرائم القتل والتعذيب والقصف بمختلف الأسلحة.

وفي تحقيق مطول، أطلعت "زمان الوصل" على جزء منه وترجمته، قال موقع "ميديا بارت" الفرنسي إن نشره للتحقيق يأتي في إطار المساعي لتضييق الخناق على مرتكبي الجرائم فوق الأرض السورية، تطبيقا لسياسة عدم الإفلات من العقاب، لاسيما أن كل من ارتكبوا انتهاكات جنسية ضد أطفال سوريا، كانوا وما زالوا يرتكبونها وهم مطمئنون إلى أن أفعالهم ستمر دون مساءلة أو محاكمة.

وتحت عنوان: "اغتصاب الأطفال.. جريمة حرب أخرى لنظام الأسد"، استهل معدو التحقيق تحقيقهم بالإشارة إلى حادثة طفلة (11 عاما) من محافظة درعا، وصرخاتها المدوية "لقد خلعوا ملابسي"، حتى دون أن تعي حقيقة ما تقول، وهي التي تعرضت للاعتداء من قبل مرتزقة النظام.

"خلعوا ملابسي.. خلعوا ملابسي"، تكرر الطفلة "نورا" في صرخات هستيرية، وهذا ما لم تنسه "فاطمة" أم الطفلة الضحية، رغم مرور أكثر 5 سنوات على تعرض ابنتها الصغيرة للاعتقال والاعتداء.

وتروي الأم كيف أن ابنتها لم تتعاف بعد من آثار جريمة النظام، التي تمثل انتهاكا يقشعر له الأبدان.. "قالت لي طفلتي: أخذني واغتصبني، كان ينام معي"، كانت الطفلة تصرخ وهي تتذكر كيف كان الضابط المسؤول عن مكان احتجازها يتعاطى معها.. محاولا تغطية جريمته بإعطاء الطفلة حبوبا لمنع الحمل، كما حقنها في ذراعها بمادة جعلتها لاتعي ما يدور حولها.

وحاول "ميديا بارت" وهو يتحدث عن مأساة الطفلة "نورا" أن يستعيد ذكريات الطفل "حمزة الخطيب"، الذي قتله النظام تحت التعذيب في وقت مبكر من اندلاع الثورة السورية، فتحول إلى إحدى أيقونات هذه الثورة.

ولا تخفى دلالات الاعتداء الجنسي المغرق في وحشيته في حادثة قتل وتعذيب الطفل "حمزة"، حيث تؤكد كل الأدلة أن النظام قطع عضوه الذكري، ومن بين تلك الأدلة صور حصلت عليها "زمان الوصل" حصريا من ملف "قيصر"، المؤلف من نحو 55 ألف لقطة لضحايا التعذيب في سجون النظام، وقد سبق لجريدتنا أن نشرت تلك الصور مع مقال مطول ربيع عام 2015 (للاستزادة...  اضغط هنا) 
وفي نفس السياق، دعمّ الموقع الفرنسي تحقيقه الموسع حول انتهاكات النظام ضد الأطفال، برواية لمدير مدرسة الشرطة ومدير سجن حلب السابق العميد المنشق "بسام علولو" أكد فيها أن النظام وجه لهم أوامر صريحة بعدم التمييز بين كبير وصغير عند قمع المظاهرات، محتجا –أي النظام بالقول-: ما دام الأطفال موجودين مع الكبار في المظاهرات فيجب أن يعاملوا بنفس الطريقة.

إيثار عبد الحق - ترجمة
(282)    هل أعجبتك المقالة (291)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي