حصد فيلم "آخر الرجال في حلب" للمخرج السينمائي السوري "فراس فياض" مؤخراً الجائزة الكبرى في فئة الأفلام الوثائقية، بمهرجان "ساندانس" أكبر مهرجانات السينما المستقلة في الولايات المتحدة.
ويروي الفيلم، الذي أُنجز بالتعاون مع الدنماركي "ستين يوهانسن" و"مركز حلب الإعلامي" قصة ثلاثة من متطوعي الدفاع المدني السوري أصحاب "الخوذ البيضاء" في حلب الذين أصبحوا أبطالاً رغما عنهم في النزاع المدمّر الذي تعيشه بلادهم منذ زهاء 6 سنوات.
ويضع الفيلم المشاهد في أجواء حياتهم وتفاصيلها وكأنه معهم على مدى سنتين من الحياة داخل المدينة المحاصرة، وجاء في كلمة لجنة التحكيم بمهرجان "ساندانس": "فيلم استثنائي بلا أدنى شك. لا يشبه فيلما آخر، رفعنا وحلّق بنا ثم أسقطنا في المكان. عمل متكامل من الفن والقوة السينمائيين".
وأضافت لجنة التحكيم في تقييمها أن الفيلم "يقدم رواية مقنعة عن أبطال يكتشفون، في ظل ظروف تزداد استحالتها يوميًا، عن الكثير من الرحمة والإنسانية والشجاعة غير الاعتيادية. وهو عمل صلب يمزج بين التزام صنّاعه بالجرأة وعدم الخوف، وبين بسالة الآباء والإخوة والأصدقاء الذين تشكل سوريا أولويتهم".

يحمل "فراس فياض" وهو من مواليد "سراقب" بريف إدلب شهادة البكالوريوس في الفنون السمع -بصرية والإخراج، وسبق أن حقق عددا من الأفلام مثل "قطار الصمت"، وانطلقت فكرة فيلمه الجديد "آخر الرجال في حلب" عام 2013 مع بداية تأسيس الدفاع المدني، وحينها قرر "فياض" مع فريق "اي ام سي" والمنتج "كريم عبيد" ومساعد المخرج "حسن قطان"، والمصورين "فادي الحلبي" و"ثائر محمد" و"أبو الجود" إنجاز الفيلم لرغبتهم بنقل القصص التي يعيشها أصحاب الخوذ البيضاء خلف الحرب، كأسئلة عن العائلة الأخوة والصداقة والخوف والحرب والصراعات المختلفة التي يعيشها هؤلاء.
وأشار "فياض" في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أن "الهدف من الفيلم هو التعريف بعملهم وتكريم جهودهم في التصدي لكافة أشكال الأسلحة والقصف الروسي وقصف النظام ورغم كل الضغوطات قرروا أن يكونوا إلى جانب الإنسان وإنقاذه وكانوا مصدر إلهام وأمل لكثير من الناس في أن يستمروا وأن لا يخسروا حياتهم، إضافة لإنقاذهم آلاف الأرواح التي لازالت حية، وتلك المدفونة بقسوة الحرب وبشاعتها.
وأكد المخرج أن أهم الصعوبات التي واجهته في إنجاز الفيلم هي الحوار مع الشخصيات، لكن الشخصيات قررت لاحقاً -كما يقول- المشاركة بقصصها لثقتها بأن الناس ستعمد لتغيير مواقفها عندما ترى ما يحصل في سوريا، وأثنى فياض على فريق حلب الإعلامي الشجعان الذين وضعوا أرواحهم تحت الاستهداف المباشر والخطر من أجل تنفيذ رؤية الفيلم.
ويحتفي مهرجان "ساندانس" الذي أسسه الممثل والمخرج الأمريكي "روبرت ريدفورد" سنة 1985 للجم هيمنة الاستوديوهات الهوليوودية على هذا القطاع، بالمواهب الجديدة ويسلط الضوء على سينمائيين يعملون خارج مجموعات السينما الرئيسية.
وحول نيل الفيلم لجائزة المهرجان، وما يعنيه هذا الأمر أوضح صانع الفيلم أن "هذه الجائزة ستكون بمثابة دعم لجهود فريق الدفاع المدني ودعم للسوريين وقضيتهم وكذلك لحرية الاعلام، وستحرض الجائزة الكثير من الناس حول العالم للمساعدة وفهم حياة السوريين تحت وطأة الحرب".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية