أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"العلويّة" تسدّد فاتورة السلطة.. عبد السلام حاج بكري*

أرشيف

التعميم جريمة لن نرتكبها.. نتحدث عمن شاركوا الأسد جرائمه من أبناء "الطائفة الكريمة".
هم مع الأسد "القائد الملهم" حتى النهاية انتصارا أو هزيمة، هكذا تقول كل المعطيات.

جعل منهم مجرمين يقتلون "شركاءهم في الوطن".. قتلهم بتمثيليات تفجيرية، ومعارك رسمت نتائجها سلفا، ولا زالوا يقاتلون في صفوفه ويباركون إجرامه.

فقدوا ثلث جيلهم الشاب، وكسبوا ما يوازي النسبة فتيات عانسات، تيتّم عشرات آلاف الأطفال، لكنهم في الحقيقة نالوا تعويضات نالت رضاهم من "كروزات المعسل" مرورا بعلب المتة وساعات الحائط والعنزات وصولا إلى الشراشف والشهادات الكرتونية، ربما لهذا لا زالوا يحلفون بحياة "الدكتور".

تحولوا إلى مجرمين بنظر غالبية السوريين، فاستعدوهم بحقد لم يكن ما عانى منه السوريون على مدى أربعين عاما إلا نقطة في كتاب من ألف صفحة مما شهدوه منهم خلال سنوات الثورة، قبلوا بذلك وتابعوا تقديسهم للحكيم الملهم.

بات مستقبلهم كطائفة مهددا بعبثية تقلبات الحالة السورية، وهم يدركون ذلك، لكنهم مستمرون بالرهان على الحصان الذي غالبا سيخسر، وربما لن يصل خط النهاية.

حرمهم أبو حافظ الكهرباء والوقود، وهددهم على الدوام بالمزيد من سلبيات الحياة إذا توقفوا عن تقديسه وتقديم القرابين على محرابه. 

إنهم "شركاؤنا في الوطن" منتسبو الطائفة العلوية الذين أرغموا الكثيرين على طرح تساؤلات تتراوح بين البساطة والدهشة حول سبب انجرارهم الذي وصفوه بأشنع الصفات خلف هذا المعتوه.

محطات في طريق طويل سلكه أبناء الطائفة مخيّرين أو مرغمين، وفي المحطة الأولى يسجل تاريخ الثورة في اللاذقية إطلاق شباب من الطائفة النار بغزارة على متظاهري المدينة في ساحة الشيخ ضاهر في الأسبوع الثالث للثورة رغم أن هؤلاء كانوا يهتفون "لا سنيّة ولا علويّة بدنا وحدة وطنية" عندما وصلوا الساحة. 

قتلوا 11 متظاهرا بحضور الشرطة العسكرية والأمن وشاهد ذلك الملايين من السوريين عبر الشاشات التي كانت تنقل تفاصيل المظاهرات، من هنا اتضح أن الطائفة اتخذت الموقف المعادي للثورة، وقررت عزل نفسها عن رغبة السوريين في الحرية.

في المحطة الثانية، انتسب منذ الشهور الأولى للثورة 95% من ذكور الطائفة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما إلى فصائل الأسد العسكرية والتشبيحية التي أمعنت في دماء السوريين.

وفي كل يوم كانت تبرز محطة جديدة تثبت سير هؤلاء في ركب الأسد، ولا ضرورة لإثبات المثبت.
لا صحة للادعاء بأن المعارضة لم تنجح في استقطاب أبناء الطائفة، ومنذ متى كانت الحرية مكافأة، إنها دائما فرض عين، على كل ذي بصيرة أن يسعى إليها ويقوم بما يستطيع لينالها.

لقد أدرك رأس النظام أن أبناء طائفته لا يريدون الحرية، ولن يسعوا إليها، وعمل كل الوقت على تعزيز حقدهم على طلاب الحرية "المجرمة"، ونجح في ذلك معززا بخبرات الطائفة الشيعية الشريكة من إيران والعراق ولبنان.

لم يعجب النظام المشاركة الطوعية "الكثيفة" لأبناء الطائفة في حربه على السوريين، وأراد اشتراكهم جميعا فقدم المزيد من الإغراءات المتنوعة لمن لم يتطوع في ميليشياته.

ومن ثم كان على الجميع رد جميل النظام بالولاء "الأعمى"، لتسديد فاتورة امتيازات سلطوية ومادية تمتعوا بها أربعين عاما، أضيف إليها في سنوات الثورة امتيازات التعفيش وإرضاء شهوة الدم، وفتح نافذة تنفيس حقد مجهول السبب على السوريين، عكسته بنصاعة مشاهد تناقلتها وسائل الإعلام وممارسات فظيعة يحفظها السوريون، وصوروا بكاميراتهم "مفاخرة" بعضها في السجون والمعتقلات و "سيلفيات" على الحواجز. 

صور القتلى معلقة على الجدران في كل منازل الطائفة، ومستقبل مجهول لا يدركه منجّم ولا محلل، واقع أكثر من مأساوي، حيث الحزن والألم يستوطن الصدور، هل تستحق السلطة والامتيازات الأخرى هذا الثمن الباهظ؟ 

وسؤال آخر: هل من ضوء يبدد بعض الظلمة، لينتصر حب الحياة، فيتوقف المجرمون عن القتل، وبالتالي يحفظون من تبقى منهم، ولا يقطعون آخر "شعرة" مع من تبقى "أيضا" من السوريين، وهي لا تزال موجودة بالتأكيد. 

حتى الآن يبدو ان الـ "لا" هي الجواب الأكثر واقعية.

* من كتاب "زمان الوصل"
(114)    هل أعجبتك المقالة (109)

Amr arab

2017-01-28

مقال رائع لخص بإبداع قصة سورية الجريحة.


محمد علي

2017-01-28

الاستاذ عبد السلام ،،، مشكلة الطائفه الكريهه لم تبدئ مع الثورة و القتل و الدمار و التشريد ،،، هذه المشكلة عمرها خمسون عام ، سوريا كانت تدمر و تخنق و تسمم ببطئ حيث كان الفساد و الطائفية و التعذيب و النصب و الاحتيال على مدى سنوات عانينا منها ،، سوريا لا حياه لها تحت قبضه حكم الصهيوعلويه الفارسيه ،،، عندما احسوا بانهم فقدو السيطرة قامو بالدمار الشامل و القتل و المجازر ،،،، اما بخصوص التعميم ،،، جميعهم مشترك ،،، اغلبيتهم شاركت و العالم اجمعه شاهد على ذلك ،،،، كفانا ضعف و خنوت و نظريات المثالية و الوطنيه الخداعة ،، الطائفه الكريهه و الاكراد لا تنتمى لهذا الوطن و لا لمنطقتنا ،،، جرائمهم تثبت ذلك.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي