صيدٌ ثمين في قبضة "زمان الوصل" مجدداً.. ختم الخليفة ووثائق من قلب الدولة الإسلامية

في خرقٍ جديد لعمق تنظيم "الدولة الإسلامية"، وضعت "زمان الوصل" يدها على وثائق جديدة تشكل صيداً ثمينا لاحتوائها بيانات وأسماء لعناصر وقيادات من التنظيم، إضافة إلى خطابات تفكك لغز التركيبة الاقتصادية للتنظيم.

الوثائق التي تعتبر الأحدث، يعود تاريخ بعضها إلى نهاية عام 2015، وتكشف عن جوانب مهمة في آليات حكم تنظيم "الدولة"، وطبيعة الموارد الاقتصادية وإدارتها، وتحديد شخصيات بعينها من الأمراء الذين يديرون عمل التنظيم في أكثر من ولاية، أضف إلى قوائم بأسماء المحكومين المودعين في سجون التنظيم، وطبيعة الأحكام والتهم الموجهة إليهم. 

الوثائق الجديدة تخصّ عدداً من الولايات، مثل ولاية الرقة، ولاية الفرات، وولاية دجلة، كما تتفرع موضوعاتها على عدد من الدواوين، بينها ديوان الأمن العام، ديوان الصحة، ديوان الأوقاف، ودواوين الاقتصاد. 

وتظهر على الخطابات التي تخص مناطق مختلفة، أسماء بعض الولاة ونوابهم، وأسماء أمراء الدواوين، وأسماء الشرعيين.

كما حصلت "زمان الوصل" على وثائق حيّة، واحدة منها على الأقل عليها ختم ديوان الخلافة، ما يعني أنها صادرة مباشرة عن أعلى سلطة في تنظيم الدولة، ممثلة بالخليفة أبي بكر البغدادي. 

الوثيقة الممهورة بختم ديوان "دولة الخلافة"، تتضمن مقررات تتعلق بإمارة الدواوين الاقتصادية، إذ تشرح مجمل العلاقة بين الولايات ودواوينها والديوان المركزي الذي يفترض أن يكون في عاصمة الخلافة، والذي يتبع مباشرة لشخص البغدادي.

وتتضمن الوثيقة الممهورة بتاريخ 14 / ذي الحجة/ 1435 (الموافق في 9 تشرين الأول – أكتوبر / 2014) عدداً من البنود المتعلقة بالجباية وموارد الدولة النفطية، وعقاراتها واستثماراتها، وأموال الغنائم والفيء، وكيفية إدارة الأموال بين المركز والولايات، إذ تظهر التعليمات مركزية مطلقة في الحكم وإدارة الاقتصاد. 

وتتضمن مجموعة من الوثائق أوامر قتل بعدد من الموقوفين والسجناء بتهم مختلفة، وفي ثلاث خطابات رسمية تعود لمنتصف عام 2015، تظهر أوامر تنفيذ "القتل ردّة" بحق أشخاص بتهمة "التشبيح" أو "التواصل مع شبيح"، وهي موجهة من الأمني العام لتنظيم "الدولة" في حلب المدعو أبو عامر الأنصاري إلى أمنيين في مناطق حلب، ومن بين التهم المذكورة التي تستوجب القتل تهمة الإنتماء لـ"أحرار الشام".

وفي وثائق أخرى قوائم مكتوبة بخط اليد، تظهر أسماء عشرات المحكومين في ريف حلب بتهم تتراوح بين اللواطة، السرقة، القتل، المشاجرة، التدخين، ترك الصلاة، والكفر.

وتتضمن القوائم طبيعة الأحكام الصادرة بحق المسجونين، وما هي السجون التي يتواجدون فيها، والمدد التي أمضوها في السجن.

اللافت في وثائق تنظيم "الدولة" التي حصلت عليها "زمان الوصل"، وجود مخططات لطائرات وسفن حربية روسية وألمانية الصنع، مع وثيقة تشرح باللغة الفرنسية استخدامات طائرات شراعية. 

ولأول مرة، تظهر بين الخطابات الرسمية ضمن التنظيم، وثيقة بغير اللغة العربية، وهي عبارة عن خطاب رسمي يحتوي على ترويسة "لتر هيد" تخص تنظيم الدولة، إلا أن مضمون الخطاب مكتوب باللغة الروسية، وهو ما يؤشر إلى وجود عدد كبير من المقاتلين القادمين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، ومنها الشيشان وتركمانستان، وداغستان.

وتحتوي مجموعة الوثائق الجديدة على بيانات لمقاتلين أجانب وعرب من مختلف الجنسيات، إذ يظهر وجود عدد من المقاتلين القادمين من دول أوروبا مثل بريطانيا، فرنسا، السويد، وبلجيكا.

كما تضمن القوائم أسماء مقاتلين جاؤوا من دول أجنبية غير أوروبية منها الصين (تركستان الشرقية)، تركيا، أستراليا، داغستان، مقدونيا، الشيشان، وتركمانستان. 

كما تظهر أسماء مقاتلين عرب جاؤوا من المغرب، تونس، الأردن، مصر، السعودية، العراق، فلسطين، إضافة إلى مقاتلين سوريين انخرطوا في صفوف التنظيم. 

ويعكف فريق تحليل الوثائق في "زمان الوصل" على تحليل مضمون الصيد الثمين، تمهيداً لنشر تفاصيله على حلقات.

#خرق_النواة