استأثرت قوات النظام وحليفها الروسي بحصة الأسد من الضحايا المدنيين في سوريا خلال العام الماضي الذي قتلت خلاله 12703 سوريين (النظام قتل 8736، والروس 3967) من أصل 16913 قضوا خلال 2016.
جاء ذلك في التقرير السنوي الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت فيه أن النظام لوحده قتل نحو 52%، والروس 22% من ضحايا العام المذكور.
التقرير الذي اطلعت "زمان الوصل" عليه أكد أن القصف الجوي وحده تسبب بمقتل ما لا يقل عن 55% من مجمل الضحايا، فيما تسبب القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات في مقتل أكثر من 14% من مجمل الضحايا، وتوزعت بقية نسب الضحايا بحسب السلاح المستخدم على أنواع مختلفة من الأسلحة في مقدمتها الأسلحة الرشاشة، سلاح القناصة، وسلاح الهاون، والأسلحة الكيميائية والذخائر العنقودية، وصولاً إلى الذَّبح باستخدام السلاح الأبيض.
وأشار إلى أن قوات الإدارة الذاتية الكردية المكونة بشكل أساسي من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، قتلت ما لا يقل عن 146 مدنياً سورياً.
وأكد التقرير المزود برسوم بيانية أن جميع فصائل المعارضة السورية بما فيها الإسلامية منها قتلت نحو 1048 مدنياً.
كما تسببت الجهات الأخرى، والتي تشمل التفجيرات التي لم نحدد مرتكبيها، والنيران مجهولة المصدر، وألغام مجهولة المصدر، والغرق، إضافة إلى القوات الأردنية، واللبنانية، والتركية، بمقتل 951 مدنياً خلال عام 2016.
وفصّل التقرير في نوع الضحايا بين الأطفال والنساء والكوادر الطبية والإعلاميين والقتلى تحت التعذيب، وكان لقوات الأسد وحليفها الروسي الحصة الأكبر منهم.
وذكر التقرير أن الإحصائيات الواردة في الرسوم البيانية هي بالاعتماد على عمليات التوثيق اليومية المستمرة منذ عام 2011 حتى اليوم، حيث تقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان عبر أعضائها المنتشرين في مختلف المحافظات السورية برصد عمليات سقوط الضحايا، وتقوم بنشر أبرز تلك الأخبار، والمجازر، وتُصدِرُ نهاية كل يوم حصيلة أوليَّة، ونهاية كل شهر حصيلة أوليَّة أيضاً لذلك الشهر، وعبر قرابة ستِّ سنوات، وكنتيجة لعمل تراكمي، تكوَّنت داتا للضحايا الذين يُقتلون في سوريا.
وتدل المقارنات الثنائية في التقرير أن نظام الأسد يتفوق على تنظيم "الدولة" في قتل المدنيين بستة مرات، والقوات الروسية التي ادَّعت أنها دخلت سوريا لمحاربة التنظيم، تفوَّقت عليه في قتل السوريين بمقدار 3 أضعاف، ويرجعُ ذلك، حسب الشبكة، إلى أنَّ كلاً من النظامين السوري والروسي يمتلكان مقدرات الدولة العسكرية، ومن بينها سلاح الطيران، الذي يقومان من خلاله يومياً تقريباً بقصف الأحياء المدنية المأهولة بالسكان الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، مؤكدة أن هذا القصف فوضوي في كثير من الأحيان، ومُتعمَّد في أحيان أخرى، ويهدف للقتل المجرد في أعلى سُلَّم أولوياته، فيما يستخدم تنظيم "الدولة" سلاح المدفعية والهاون، وربما لو امتلك التنظيم أسلحة أكثر فتكاً، لكانت حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلهم أعلى.
كما عقد التقرير مقارنة بين القوات الروسية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فالقوات الروسية قتلت ثمانية أضعاف قوات التحالف الدولي، وعلى الرغم من وقوع قوات التحالف الدولي في عدد كبير من الأخطاء، لكنها لم ترقَ أبداً إلى الهجمات الغوغائية التي تشنُّها القوات الروسية، والتي تتعمد في كثير منها قصف المشافي بشكل مُوجَّه، ولعدة مرات، كما أوردنا ذلك في عدة تقارير سابقة، وباتت همجية القوات الروسية تُقارب همجية حليفها النظام السوري.
وأوضح التقرير أن مسؤولية حماية المدنيين في سوريا تقع على عاتق المجتمع الدولي مُمثلاً بمجلس الأمن الدولي، معتبرا أنَّ "تخاذُلَهُ عن أداء مهامه" لا يُعفيه من المسؤولية، والتاريخ والشعب السوري يُسجل كل ما يحصل بأدقِّ التفاصيل، وسيُلاحِقُ المجرمين وأعوانهم على مرِّ العصور.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية