أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رفقا بأهلكم في حوض اليرموك.. حسين الزعبي*

أرشيف

ابتليت منطقة حوض اليرموك بدرعا بداء "الدعشنة" الذي كاد أن يفتك مطلع العام الفائت بعموم المحافظة إثر تمدده باتجاه عدد من بلدات الريف الغربي عقب تحالف لواء "شهداء اليرموك" المبايع أصلا لتنظيم "الدولة"، مع حركة "المثنى" التي فاجأت الكثر بتوجهها الجديد وهي التي كانت أقرب إلى تشكيلات الجيش الحر والفصائل الإسلامية التي تصنف "معتدلة"، وكان لها حضور في العديد من المعارك التي شهدتها المحافظة.

تحالف "شهداء اليرموك" وحركة "المثنى"، تحول إلى تشكيل اسمه "جيش خالد بن الوليد"، وتمترس بمنطقة المثلث السوري الأردني الاسرائيلي، وهي منطقة ذات وعورة جغرافية، وحساسية سياسية تثير تساؤلات حول طريقة التعامل الأردني والاسرائيلي معها. 

انكفاء جيش خالد جاء بعد معارك استمرت لشهور بين الأخير وتشكيلات الجبهة الجنوبية، دون أن تتمكن التشكيلات من إنهاء هذا الملف عسكريا مثلما لم تتمكن أي جهة من تفتيت الحالة الفكرية لعناصره، وهو أمر لا شك يحتاج تظافر عوامل كثيرة مجتمعية ودينية وغيرها، وفي حال وجدت ليس بالضرورة أن تنجح بذلك.

شهور من المواجهة انتهت بفرض فصائل الحر وفصائل إسلامية حصارا على المنطقة، قابلها جيش خالد بإرسال مفخخات بشرية أشهرها تلك التي استهدفت اجتماعا في بلدة "انخل" قضى فيها وزير الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة يعقوب العمار وآخرين، واعترف تنظيم "الدولة" رسميا بتبني العملية التي نفذها فتى لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره بحسب رواية شهود عيان.

المدنيون في حوض اليرموك، شأنهم شأن المدنيين في كل المناطق التي تلاحقها لعنات النظام والتنظيم، يدفعون الثمن الأكبر، قتلا وحصارا وجوعا، وفي التفاصيل مآسي انقطاع مقومات الحياة وتوقف للعملية التعليمية، وتجهيل ومسح أدمغة تحيل أطفال لم تتفتح عيونهم سوى على الحرب لقنابل موقوتة.

للمأساة وجه آخر في حوض اليرموك ما كنا نتصور وقوعها فالمحاصر والمحاصر (بكسر الصاد) هم أبناء منطقة واحدة هذا إن لم يكونوا أبناء عمومة وأنسباء.

الحصار المفروض على المنطقة بات يأتي بتبعاته على الأهالي الذين لا ناقة لهم ولا جمل وهم بالآلاف، وبحسب أكثر من رسالة وصلت "زمان الوصل" لم يدخل الخبز للمنطقة منذ أكثر من شهرين، وهذا قد نفهمه ونضعه في خانة ما تعانيه عموم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من عدم توفر المواد الغذائية بشكل مناسب، إلا أن ما لا يمكن القبول به أن تمارس الحواجز، وكما ورد في الرسائل، التشبيح على الأهالي الذين يريدون الخروج من المنطقة لغرض العلاج أو غيره، أو أن يمارس بعض العناصر عملية ابتزاز مالي مقابل الخروج.

التدقيق والتفتيش حالة لابد منها، فشياطين الموت التي قد يرسلها التنظيم، لها ألف لون ولون، ولكن هذا لا يبرر أي سلوك مشين في التعامل مع الأهالي، وأعتقد انه يتوجب على المسؤولين عن الفصائل وكذلك الهيئات المجتمعية الأخرى التحرك والتحقق، بل ومعاقبة المسيء، فأهالي المنطقة المنكوبة هم أهلكم.. فرفقا بهم..!

*من كتاب "زمان الوصل"
(241)    هل أعجبتك المقالة (166)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي