أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ابن البزورية.. مات رفيق سبيعي وفي ذمته وطن

رفيق سبيعي

نعم مات رفيق سبيعي.. وهذا ما سيترك أسئلة مفتوحة حول تاريخ الرجل خصوصاً في أيامه الأخيرة التي حملت له اللعنات والسخط، وسيعلق البعض لقد كان أباً ظالماً على الأقل لوطنه ولابنه البكر، والبعض سيبتسم سعيداً لموت فنان سمي ذات يوم بفنان الشعب ثم انقلب عليه لصالح كرسي الديكتاتور، وأما أقل ما يقال مات الرجل ولا يستحق سوى الرحمة، وسيلقى حسابه في الآخرة.

وفي رحلة الفنان الكبير الفنية كانت شخصية (أبو صياح) الراسخة في ضمير الشعب السوري، واستطاع من خلالها تقديم نموذج ابن البلد النظيف الطيب (القبضاي) صاحب الشهامة والنخوة، وأما الجانب الآخر فقد عمل سبيعي ككل فناني جيله في سينما القطاع الخاص بأدوار لا تليق بتاريخه المسرحي والتلفزيوني باستثناء بعض الأفلام الجيدة، وكانت فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي زاخرة بالأعمال السينمائية، وحظيت حينها سوريا ولبنان باستضافة نجوم الوطن العربي في أفلامهما، ومن الأفلام التي شهدت إقبالاً حينها (شروال وميني جوب- ذكرى ليلة حب- غابة الذئاب- النصابين الثلاثة –عشاق على الطريق).

عام 2011 كانت عام انحسار الشعبية الكبيرة لرفيق سبيعي الذي كان متوقعاً منه الكثير، فالفنان الذي حظي بلقب فنان الشعب صمت في بداية الثورة السورية، وكان هذا موقفاً صادماً بحد ذاته، ومن ثم كانت الصاعقة بعد موقفه من نظام الآسد ووقوفه معه واتهامه للثوار بالزعرنة والخيانة، وأما الطامة الكبرى، فكانت في مواقف أبنائه الذين انقسموا بين مؤيد (سيف سبيعي)، وبين أحد الرموز الفنية التي وقفت مع الثورة ابنه البكر المرحوم عامر سبيعي الذي غنى للثورة وهاجر بسببها إلى مصر وتوفي فيها.

موقف عامر من أبيه كان مزيجاً من الحزن والعتب والغضب، وفي أحد لقاءاته كان رده شاملاً لجيل من الفنانين الكبار الذي وقفوا مع النظام ومن جيل والده: (جيل الآباء مشترى جميعه من قبل النظام لا يستطيع البوح، أما جيلنا صعب عليهم شراؤه).

حاول عامر إقناع والده بالعدول عن رأيه لكنه رفض بشدة، بل إن الذي حصل كان مبالغاً فيه كما يقول الابن: (كانت ردة فعلهم أنهم لفظوني من حياتهم واعتبروني مخطئاً في موقفي).

الرأي الحاد من رفيق سبيعي جاء من الحفيد الذي يحمل اسمه، وقال إنه يتمنى أن يغيّره: (كنت أتمنى من أبو صياح أن يبقى فنان الشعب كل الشعب الذي أعطاه هذه الشهرة لكن للأسف رفض...وكنت أتفاخر باسمي لأنه نفس اسمك أما اليوم فإني أفكر جدياً بتغييره).

رفيق سبيعي من مواليد حي "البزورية" بدمشق عام 1930...حمل لقب أبو صياح طوال حياته الفنية تلك الشخصية التي نال بسببها لقب فنان الشعب، ولكنه مات اليوم وفي ذمته وطن لم ينصفه.

ناصر علي - زمان الوصل
(274)    هل أعجبتك المقالة (291)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي