أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عودة القائد الراحل .. وحكومة أنس العبدة الثانية *

من شوارع حمص - أرشيف

سبق وأن زار بشار الأسد أطراف بابا عمرو في حمص، بعد أن ظنّ هو شخصياً أن لا أمل يوماً بمثل تلك الزيارة، وتكرر الأمر بزيارة أطراف حي جوبر حيث تحدث يومها عن القوارض، وأكل البطاطس المسلوقة مع "الشباب الطيبة" تحت الأرض، والعيد السالف دخلت البهجة قلوب المؤمنين بصلاة "سيادته" في العيد داخل أحد المساجد التي تبعد عن مطار المزة العسكري 300 متر، وهي بالأصل عائدة لملاك داريا الإداري.

طبعا ما ذكرت كلّ تلك الزيارات والفتوحات التي قام بها بشار الأسد، إلا لأتخيّل معكم أن جيشه مدعوما بروسيا وميليشيا طائفية من عدة دول استطاع أن يعيد احتلال حلب من أهلها، ومن ثم إدلب فدير الزور ودرعا والرقة والقنيطرة، إضافة لباقي المناطق والأرياف.

السؤال الذي بحثت عن إجابة له، هو بعد أن يعيد "الجيش السوري" الأمن والأمان إلى ربوع البلاد، ما هي طبيعة الحياة التي سنشهدها وقتذاك، من هو القائد الذي سيزور حوران ويأكل منسف "المليحي"، ثم سيقف على شرفة مبنى المحافظة في الرقة ليلقي خطبة عصماء، وكذا سنراه في إدلب التي كان حافظ الأسد ذات نفسه بكل هيلمانه الأمني يخشى دخولها.

قلت بيني وبين نفسي هناك من سيساعده بإعادة بناء جدار الخوف، وسنعود كسوريين نكتب التقارير ببعضنا البعض، فالأخ يشي بأخيه، والمعلّم يبلِّغ عن الطالب الذي يحمل خصائص شخصية حيوية متمردة، كما سيكون لكل مواطن عدة عناصر مخابرات يراقبون حركاته، واحد مخابرات جويّة وآخر أمن دولة وثالث أمن عسكري ورابع سياسية، ناهيك عن تفرعات تلك الأجهزة.

نعم سنعيش كما "كنا عايشين"، تنتاسل، وندبك و"ننخّ" في المناسبات الوطنية من ثورة آذار إلى الحركة التصحيحية إلى ما سيستجد من مناسبات ربما الحركة التحريرية المجيدة. 

وبمناسبة الحركة التحريرية المجيدة، ستقوم لجنة وضع المناهج التربوية بإدراج هذا الحدث في كتابي التاريخ والقومية، وسيرد في شرحها أن "الفشل الاجتماعي" تسبب بنشوء بيئات حاضنة للإرهاب، ما استدعى محاربة هذه البيئات المدعومة من بندر بن سلطان، وأردوغان وحمد، وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والأردن، وقد تتم إعادة النظر بدور أردوغان إذا تم إعادة تفعيل اتفاق التعاون الاقتصادي.

فقط الخونة المحلييّن أمثال غياث مطر وحسين الهرموش وعبد القادر صالح وياسر العبود لن ترحمهم المناهج ولجانها، لأن المؤامرة بدأت في الدّاخل، ولا مجال للّعب بتاريخ الوطن.

حقيقة لا أعلم عند عودة القائد الراحل، هل سنكون شيعة كما تشتهي إيران، أم يساريين كما تريد روسيا، أم بعث جديد كما يشتهي الرفيق هلال الهلال.

لا أعلم كيف يمكن أن تجتمع وزيرة خارجية البلاد القادمة رندة قسيس مع جواد ظريف وسيرغي لافروف، دون أن يشعر الأخيران بالتبعية لقسيس، وحتى دون أن يشتبك الوزيران في قضايا تخصّ جوهر التحالف أو تقاسم المصالح.

سننتظر طويلا قبل أن يموت هيثم مناع وأحمد الجربا في سجن المزة بعد اعتقال على خلفية مواقف سياسية وتصريحات توهن في عزيمة الأمة، وسيقضي ميشيل كيلو آخر أيامه يشرب العرق في غرفة لأحد أقربائه في لبنان لأنه أساء لعلاقة سوريا بدولة شقيقة، وربما تحقق سوريا فائضاً في إنتاج البطيخ في عهد حكومة أنس العبدة الثانية.

ما أعلمه من كلّ ما سبق أن الأسد لن يأكل "المليحي" في دارنا بحوران، وأنني لن أعيش في بلاد يعود فيها الموتى والقائد الراحل.

*علي عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(162)    هل أعجبتك المقالة (169)

يوسف يوسف

2016-12-08

اتمنى من حماة الراي والراي الاخر ..نشر التعليق....


عماد مسالخي

2016-12-09

احلى تعليق جورج.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي