أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ذئاب "حزبالة".. فؤاد عبد العزيز*

أرشيف

عرفت نضال حمادي، مندوب حزب الله ومراسل المنار في فرنسا، لدى قدومي إلى باريس مطلع العام 2013 .. كان من زوار هيثم مناع الدائمين، ويحاول من خلاله أن يتعرف على آخر أخبار الثورة والفرقة التي بدأت تدب بين المعارضين وتياراتهم السياسية المختلفة.

كان يسترق السمع لمعلومات وتفاصيل، لطالما أثارت انتباهي، بل يكاد لا يوفر أية معلومة مهما بدت ساذجة، إلا ويحاول الاهتمام بها والاستفسار عن تفاصيلها الدقيقة. 

لذلك كنت بالنسبة له كنزا من المعلومات، وأنا القادم للتو من أرض الثورة في الأردن، وهو الأدرى ماذا تعني الأردن في تلك الفترة! 

حاول التقرب مني كثيرا، وأبدى رغبته في أن نكون زملاء على اعتبار أننا صحفيان، أو على الأقل، أن يكون العدو الذي ليس من صداقته بد، فهو جاهز لمساعدتي متى أردت! وكان يردد أمامي أن النظام السوري ديكتاتور ومجرم، لكن هو لا يستطيع إلا أن يكون متوافقا مع توجهات حزبه الذي قرر الوقوف إلى جانب النظام، لذلك هو اليوم لا يفكر كثيرا بموقفه الشخصي، لأن الحزب أدرى بمصلحة الطائفة. 

كانت الأحداث تجري بسرعة في تلك الفترة، وقد استطاع نضال حمادي، أن يرتب زيارة لهيثم مناع إلى إيران لمدة أسبوعين، عاد بعدها هيثم وهو يتحدث عن إيران وكأنه كان بمهمة نضالية برفقة "تشي غيفارا".

كان من الصعب أن تقنع هيثم مناع أن إيران وروسيا عدوان للثورة وللشعب السوري ، بل إنك تتحول ذاتك إلى عدو بالنسبة له إذا ما حاولت في هذا الاتجاه.. وكان يحاول أن يبرر فكرته بأن المنطقة لن تبتعد عن الخطر الأمريكي الصهيوني إلا بتحالف إيران وتركيا.. غير أن من وجهة نظره، أن تركيا هي من تعطل هذا التحالف بسبب قربها من أمريكا وحلف الناتو!

لقد شعر نضال حمادي بعد تلك الزيارة بالانتصار وبنشوة غير مسبوقة، فكافأه حزب الله بجولة في سوريا لمدة شهر، زار فيها جميع الجبهات والتقى أغلب القيادات العسكرية والأمنية، وعندما عاد إلى فرنسا اتصل بي طالبا مني أن نلتقي لأمر ضروري، بل إنه أثار فضولي عندما قال لي إن الأمر له علاقة بمستقبل منطقة بصرى الشام في حوران.. وبالفعل التقينا، وبدأ حديثه وكان ممسكا بجهاز "آي باد " يقلب به بيديه ودون أن ينظر إلي قال : " يا معلم ... الحكي مو متل الشوف ... ثورتكم .. " ثم أكمل الجملة بصوت من فمه دلالة الاستهزاء.. وتابع: "لقد زرت قريتك بصرى الشام"، ثم أخذ يريني صورا له هناك برفقة أبناء البلد من الشيعة وهم يحملون الأسلحة الرشاشة، ويضعون على رؤوسهم عصابات مكتوب عليها لبيك يا حسين.. بعدها وضع "الآي باد" على الطاولة وخلع نظارته، ثم نظر إلي بشكل مباشر وقال : هل لديك مانع أن يتصل بك المستشار الإعلامي لحزب الله؟، وتابع دون أن ينتظر مني إجابة: "إنه يريد منك أن تدخل بوساطة لحقن الدماء في بصرى الشام بين أبناء المدينة من الشيعة والسنة".. 

بصراحة أصابني في مقتل عندما أراني صوره في بلدتي، فهل من المعقول أن يكون هذا "المسخ" قادرا على زيارة بلدي ويسرح ويمرح فيها، بينما أنا غير قادر على ذلك؟ لذلك استجمعت قواي، من أجل أن أعطيه إجابة تجعله يعوي مثل الكلب ، فقلت ببرود أعصاب: يبدو أنك اخترت الشخص غير المناسب لمثل هذه المهمة.. وأضفت: ثم أنه حتى الأمس كنت على اتصال مع الشباب هناك، وقالوا لي بالحرف ، إنهم سيدعسون في لحية حسن نصر الله إذا ما أمسكوا به... فكيف تريدني اليوم أن أحدثهم عن المصالحة وهم يمتلكون كل هذه الروح العدائية؟!

ما كدت أكمل عبارتي، حتى أخذ الرجل ينط مثل القرد.. صارخا بي، كيف تتحدث هكذا عن السيد حسن؟! فشعرت أن حقي وصلني.

كان نضال حمادي هو الذئب الذي اختاره حزب الله لكي يخترق المعارضة السورية الموجودة بكثرة في باريس، والأخطر من ذلك أنه استطاع بالفعل أن يتعرف على الكثير منهم، وفيهم من القيادات البارزة اليوم في الائتلاف.. ولست على اطلاع مباشر على حجم المعلومات التي حصل عليها عبر هذه العلاقات، لكني متأكد أن البعض منهم كان يتحدث أمامه، وأظن عن هبل، عن معلومات خطيرة تخص الجيش الحر والدول والأفراد الداعمين.. لقد ذكر أمامي معلومات أدهشتني حقيقة عن فصائل الجيش الحر وقياداتها وخلافاتها الشخصية وبعض الأسماء.. وكنت أعلم أن هذه المعلومات إنما حصل عليها من خلال استراقه السمع بعناية لكل شاردة وواردة، ولكل معلومة كانت تقال أمامه على سبيل الدردشة.. ساعده في ذلك علاقته المتينة بهيثم مناع وبضيوفه الكثر في البداية. 

اليوم لا علم لي أين أصبح نضال حمادي، فأنا منذ ثلاث سنوات لم أره أو أسمع شيئا عن أخباره، لكني منذ أيام تلقيت اتصالا من صديق سوري يحمل نفس الاسم، لكن شتان بين " النضالين".. وهو ما جعلني أتذكر الأول وأكتب عنه. 

* من كتاب "زمان الوصل"
(208)    هل أعجبتك المقالة (203)

محمد علي

2016-12-06

استاذ فؤاد ،،، امثال مراسل حزب الزباله معروفيين ،، اما امثال مناع و كيلو و و بما بسمى ب المعارضه هؤلاء لا يمثلوا الا انفسهم و يجب ان لا يتحدثوا عن الثورة و الثوار لمجرد انتمائهم لتيارات تختلف مع النظام العلوي ،،،، المعارضة الحقيقيه هي من حمل السلاح و قاتل و دافع عن سوريا ،،،،، سوريا بلد اسلامي شاء من شاء و ابى من ابى ،،، حتى لو نفنى جميعا.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي