أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفرنسيون السود "يحلمون" أن يكون أوباما زعيم أقوى دولة بالعالم

باتت الانتخابات الأمريكية مهمة جدا بالنسبة للفرنسيين من أصول إفريقية سوداء لدرجة دفعت البعض منهم يسافر إلى الولايات المتحدة لمتابعة هذه الانتخابات مباشرة، وفقا لما ذكر تقرير إخباري السبت 1-11-2008.

وعندما سئل المؤرخ الفرنسي باب نديا مؤخرا عما سيعنيه فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالنسبة له شخصيا أجاب "ستتأثر مشاعري كثيرا، سيكون أقوى رجل في العالم أسود البشرة، إنه أمر يصعب تصديقه".

وأضاف نديا الذى أصدر في الآونة الأخيرة كتابًا بعنوان "وضع السود: مقال عن الأقلية الفرنسية"، قائلا إنه يتوقع أن يحدث انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة تغييرات في المجتمع الفرنسي، وقال "قبل أي شيء سيلقى (انتخاب أوباما) الضوء على إخفاقات المجتمع الفرنسي فيما يتعلق بالأقليات وأشكال الإجحاف القائمة على أساس لون البشرة"، وأضاف أن ذلك "سيكون درسا في الديمقراطية لساستنا".

ونشرت صحيفة "لو موند" اليومية الفرنسية مقالا حول الغياب الواضح للمسؤولين السود المنتخبين في الحياة السياسية الفرنسية تحت عنوان "السياسة: عالم أصحاب البشرة البيضاء".

وأشار المقال إلى أن من بين 555 نائبا في الجمعية الوطنية يوجد نائب واحد ذو بشرة سوداء، وباستثناء الأراضي التابعة لفرنسا في أماكن أخرى من العالم والتي يقطنها أغلبية من السود، لا يوجد أعضاء من ذوى البشرة السوداء في مجلس الشيوخ المؤلف من 300 مقعد.

وذكرت منظمة الحقوق المدنية الفرنسية (كران) أنه لا يوجد بين أعضاء المجالس البلدية الذين تم انتخابهم هذا العام وعدهم 520 ألف عضو سوى ألفي عضو أسود أو من أصل شمال إفريقي، ويمثل هذا العدد الثلث من 1% فقط من إجمالي الأعضاء في بلد تشكل الأقليات فيه ما بين 11 إلى 17% من السكان، وفقا لأغلب التقديرات.

وقال نديا "نحن بحاجة إلى سود منتخبين هنا، لا يوجد لدينا أي أحد منهم"، مضيفا أن انتخاب أوباما سيساعد في تغيير هذا الوضع.

وتابع بالقول "قادتنا السياسيون ملزمون بالإجابة عن سبب عدم وجود شباب من الأقليات يقومون بدور نشط في الحياة السياسية"، وأشار إلى أن وجود أوباما في وسائل الإعلام الفرنسية سيكون حتميا حال أصبح رئيسا".

وقال إن هذا سيجعل المجتمع الفرنسي يعتاد على رؤية شخص غير أبيض في هذا المنصب كما سيبعث الأمل في نفوس الفرنسيين الشباب ذوي البشرة السوداء، مشيرا إلى أنه "سيظهر لهم أن السلطة السياسية ليست حكرا على جماعة بعينها".

"أوباما يجعلنا نحلم"

من جهتها قالت ماري جان توماس مؤسسة ورئيسة تحرير مجلة "بروني" المعنية بشئون المراة وهي من أصل إفريقي "وجود أوباما في السباق الرئاسي أظهر أن ذلك أمر ممكن.. أوباما يجعلنا نحلم".

وأضافت أن الانتخابات الأمريكية أصبحت مهمة جدا بالنسبة للفرنسيين السود لدرجة دفعت البعض منهم يسافر إلى الولايات المتحدة لمتابعة هذه الانتخابات مباشرة.

وقالت توماس "إنه حدث مهم بالنسبة لهم مثل سقوط سور برلين بالنسبة للكثير من الأوروبيين"، وأردفت وأضافت "دخل أوباما التاريخ، لم يعد مصيره خاصا به بل يرتبط بالعالم".

وأشارت إلى أن فوز أوباما في الانتخابات يمكن أن يخرج الأقليات الفرنسية من سلبيتها فيما يتعلق بالإجحاف الذي يتعرضون له في المجتمع الفرنسي.

وقالت "سيجعلهم ذلك أكثر قدرة على المواجهة، بعد هذه التجربة ستتولد الرغبة لدى الشباب في التفوق على أنفسهم، سيجدون أن ذلك ممكنا في مجتمع يشكل البيض فيه الأغلبية".

وقالت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون حقوق الإنسان راما ياد في تصريحات لصحيفة "لوباريزيان" "مغامرة أوباما هي ما تجعل أمريكا ساحرة.. لهذا السبب كنت أحلم بأمريكا طوال طفولتي".

يذكر أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى اختار ياد كأول سيدة سوداء البشرة لتولي منصب وزيرة عندما انتخب رئيسا عام 20
07.

د ب ا
(201)    هل أعجبتك المقالة (220)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي