أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الكعبة في خطر! .. حسين الزعبي*

أرشيف

يبدو أن التعامل مع ملفات المنطقة بشكل "قطري" هو من البساطة إن لم يكن من السذاجة بمكان، لدرجة يمكن لنا أن نشبهها بالرجل الذي سكت على حفر جاره للجدار المشترك بينهما "معتقدا"، وربما متجاهلا عن قلة حيلة، أن مصير الجدار السقوط فوق رأسه، هذا هو حال السياسة السعودية وكذلك المصرية حيث تهتز أركان الدولة في مصر بينما ينشغل قادتها بالبحث عن شرعنة الحكم عبر برامج "توك شو" وملاحقة الإعلاميين عبر الإنتربول الدولي.

وإن كانت مصر أبعد عن الخطر، جغرافياً على الأقل، فإن أنياب الوحش الإيراني باتت أقرب إلى السعودية من مخالبه، وبقدر اقتراب "ضباعه" في الحشد الشيعي من حلب التي يتوعدها هادي العامري متزعم ميليشيا بدر (العراقية الإيرانية) سيئة الصيت، بقدر ما تقترب لحظة الانقضاض الإيراني على دول الخليج العربي وربما وصولا للحجاز. 

ورغم أن مجرد رسم صورة ذهنية لمثل هذا المشهد تجعله أمرا مستبعدا، إلا أن تصور ما هو عكس ذلك أكثر صعوبة إذا ما بقيت تطورات المنطقة السياسية بتعبيراتها العسكرية على الأرض تسير سياقها الحالي.

السعودية، البلد الأهم حاليا في المشرق العربي وبعد أن فقدت كل أوراقها في العراق الذي سلمته الولايات المتحدة لإيران على طبق من ذهب، كما عبر عن ذلك وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل، ومع تطورات "الخريف العربي" يبدو أنها في طريق "التيه" بجبال اليمن بسبب "ثلة من الحوثيين"، بينما تغزل إيران باحتراف مخططها الخمسيني للمنطقة مبتلعة نصف بلاد الشام وثلثي بلاد الرافدين، في الوقت الذي تنشغل الأذرع الإعلامية للمملكة في البحث عن ثغرات في الجدار التركي.

السياسة السعودية التقليدية، ذات الإيقاع المتأني جداً، تسبقها أحداث المنطقة، التي قد تزداد وتيرة تحولاتها الكبرى مع تصاعد الموجة اليمينية في العالم، وبعيدا عن انفعالات التشاؤم والتفاؤل هي موجة لن تكون لصالح المملكة التي تنكفئ أكثر فأكثر داخل حدودها في حين يسعى الآخرون لخلق محيط حيوي يحمي مصالحهم وبلدانهم، فالأتراك عرفوا أخيرا، بل تمكنوا أخيرا من خلق حزام واقي داخل الأراضي السورية من خلال عملية درع الفرات، والفرس سبقوهم بذلك عبر أذرعهم في لبنان واليمن والعراق، بالمقابل بلغت الجرأة لدى عصابة الحوثي حد توجيه الصواريخ نحو مكة المكرمة، وهو أمر لم يكن محض خطأ، بل بالون اختبار لرد الفعل السعودي، أو لإبعاد المملكة عما يحدث في الجبهة الأخطر، جبهة حلب والموصل.

ربما لم يعد من الوقت ما يكفي لاستدراك ما فات -إن وجدت الرغبة في هذا الاستدراك- والعودة بشكل أقوى إلى الملف السوري، وكذا العراقي ولن تعدم السياسة ومعها المال الحيلة للعبور من جديد، وإن كان على هذا العبور على شكل "الحشد السني" كما اقترح يوما أحد الاعلاميين السعوديين، وإن كان في ذلك استقطاب طائفي ليكن الحشد العربي. وإلا فإن الكعبة ستكون في خطر.

*من كتاب "زمان الوصل"
(173)    هل أعجبتك المقالة (176)

محمد علي

2016-11-25

اتفق تماما مع الاخ عادل راشد بما كتب في التعليق و اضيف : ليس فقط الكرسي بل تمرير المخطاطات الصهيوفارسيه بما فيها من كرداسرائيل و تفكيك العالم العربي و تدميره و خصوصا العراق و الشام و اليمن ،،،،.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي