تستضيف سوريا مؤتمرا أمنيا دوليا بشأن العراق يوم الاربعاء على الرغم من تشكك الولايات المتحدة في رغبة دمشق في ان تلعب دورا في وقف العنف في ربوع جارها الشرقي.
وقال مسؤول سوري ان المؤتمر الذي يستغرق يومين سيعقد في مجمع حكومي على مشارف العاصمة السورية دمشق وقال المصدر ان مسؤولين من العراق والولايات المتحدة وبريطانيا وايران وتركيا والاردن سيحضرون المؤتمر.
وقال مسؤول سوري لرويترز ان واشنطن توجه لفتة تجاه سوريا بحضورها هذا المؤتمر.
وأجرى مسؤولون أمريكيون محادثات أمنية في بغداد هذا الاسبوع مع ايران حليفة سوريا. وبعد الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى دمشق الشهر الماضي قالت سوريا بصراحة لاول مرة انها تؤيد الحكومة التي يقودها الشيعة في العراق.
وقال احد مندوبي المؤتمر ان الاجتماع سيركز على سبل السيطرة على الحدود السورية العراقية البالغ طولها 360 كيلومترا علاوة على تفكيك شبكات بعثية عراقية مزعومة في سوريا.
وقال المندوب انه على الرغم مما يدور من حديث عن ان سوريا تمثل طريق عبور لمتمردين "فانه من المنطقي عقد المؤتمر هنا. انها فرصة مواتية لدمشق كي تبدي قدرتها على التعاون والتباحث مع مسؤولين امريكيين. قلما يتقابل الجانبان."
واضاف "يجب ان تنطلق ايضا الية للعراقيين والسوريين كي يتعاونوا بصورة منتظمة في مجال السيطرة على الحدود."
وتقول واشنطن ان سوريا تسمح لمقاتلين واسلحة بالدخول الى العراق وهو ما تنفيه دمشق قائلة ان انهاء حالة زعزعة الاستقرار في العراق وتحقيق "انسحاب مشرف" للقوات الامريكية هناك يندرج تحت بند المصالح الوطنية لدمشق.
وقال دبلوماسي في العاصمة السورية ان دمشق جعلت سياستها تجاه العراق مبهمة وذلك في غياب وعد امريكي لمنح سوريا شيئا لقاء تعاونها على غرار تخفيف العقوبات الامريكية التي فرضت على دمشق عام 2004 او الضغط على اسرائيل كي تنسحب من مرتفعات الجولان السورية.
وقال الدبلوماسي "حتى الان تلعب سوريا على المسارين في ان واحد فهي تدلي بالبيانات الصائبة بيد انها لا تتحرك بدرجة كافية على ارض الواقع."
وعارضت سوريا بشدة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003 الذي اطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي اتاح في الوقت ذاته الفرصة للتوتر الطائفي كي يطفو على السطح. واستضافت سوريا منذ ذلك الوقت ما يقدر بنحو 1.4 مليون لاجيء عراقي ممن نزحوا عن بلادهم.
وتستضيف سوريا ايضا عددا كبيرا من المسؤولين الامنيين السابقين لصدام الذين تتهمهم الحكومة العراقية المدعومة من واشنطن باقامة اتصالات مع المسلحين.
يجيء المؤتمر الامني الذي تستضيفه دمشق في اطار متابعة مؤتمر شهدته مصر في مايو ايار الماضي اجتمع خلاله مسؤولون امريكيون وسوريون كبار لاول مرة منذ عامين. وتناول اجتماع اخر للمتابعة في العاصمة الاردنية عمان مشكلة اللاجئين العراقيين.
وعلى الرغم من ان مؤتمر دمشق سيركز على القضايا الامنية العراقية الا ان من المتوقع ان تثير تركيا مسألة انفصاليي حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون كردستان العراقية كقاعدة لهم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية