أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سلمي الحفار الكزبري .. ذكري مرور عام علي رحيلها .. محمد عبده العباسي

يوم العاشر من اغسطس " آب" من العام 2007 م تحل الذكري الأولي لرحيل الأديبة السورية سلمي الحفار الكزبري ، تلك الأديبة التي كتبت الرواية والشعر وتناولت قضايا الفردوس المفقود " الأندلس " ..
ترجمت الكثير من أعمالها الإبداعية إلي الكثير من اللغات وكذا الكتب التي ألفتها والمحاضرات التي ألقت بها في العديد من المنتديات .
في مقتبل عمرها أصر والدها لطفي الكزبري علي أن تتلقي أول درورسها في " الكتاب" لتتعلم القرآن الكريم ، بعدها انتقلت إلي معهد الراهبات الفرنسيسكانيات في دمشق وراحت تتلقي دروسها الأولي من المرحلة الإبتدائية حتي الثانوية باللغتين الفرنسية والأسبانية وراحت إلي جانب ذلك تتلقي دروساص في اللغة العربية علي يد الأديبة السورية ماري عجمي .
ونتيجة لبعض الظروف التي حاقت بأسرتها ووطنها من اضطرابات سياسية لم تتمكن سلمي من استكمال تعليمها الجامعي ولكنها لم تيأس وراحت تتلقي دروساً بالمراسلة مع معهد اليسوعيين في بيروت .
تزوجت سلمي الحفار الكزبري في أول الأمر من السيد محمد كرامي شقيق أحد زعماء الاستقلال في لبنان ولكنها أضحت أرملة بعد شهر واحد من ولادة طفلها الأول ، ثم تزوجت بعد ذلك من السيد نادر الكزبري الذي عمل وزيراً مفوضاً لدي الأرجنتين وشيلي وانتقلت معه إلي هناك حيث واتتها الفرصة لتعلم المزيد من اللغتين الفرنسية والأسباتية وبدأت نشاطها الأدبي في الأرجنتين وشيلي بمحاضرات كانت تقوم بها للتعريف بدور المرأة العربية من خلال الأدب العربي والتاريخ بمختلف مراحله ، وأوضحت الدور الهام الذي قامت به في مساندة الرجل العربي في كافة القضايا الوطنية مؤكدة أن نضال المرأة ضد الاستعما لا يقل بأي حال عن نضال الرجل .
وانتقلت سلمي الحفار مع زوجها بعد تعيينه سفيراً لبلادها في مدريد وانتسبت هناك إلي جمعية الكتاب وقامت بنشاط أدبي كبير شمل كافة المدن الإسبانية مدافعة عن المرأة العربية وقضاياها وتحدثت عن واقعهاالاجتماعي والاقتصادي .
قدمت سلمي الحفار الكزبري للمكتبة العرلابية العديد من المؤلفات فكان أول أعمالها " يوميات هالة ـ بيروت 1950" وفي العام 1952 نشرت كتابها " حرمان" وفي العام 1955 أصدرت كتابها "زوايا"
ثم نشرت ديوانها الشعري " الوردة الوحيدة " باللغة الفرنسية عام 1958،ولم تلبث أن لحقته بديوان "عبير الأمس" باللغة الإسبانية في العام 1966م وأصدرت كذلك ديوان " بوح" إضافة إلي مجموعة شعرية باللغة الإسبانية تحت عنوان " عشية الرحيل ".
تعد إسبانيا هي نقطة التحول الكبري في حياة الأديبة السورية سلمي الحفار الكزبري حيث تعرفت هناك بالشاعر نزار قباني الذي كان يشغل إحدي الوظائف في السفارة السورية بمدريد وصارت بينهما مساجلات ومراسلات أدبية .
في تلك الفترة شرعت سلمي في كتابة رواية " عينان من إشبيلية " ولكن ظروف عودتهخا للوطن عام 1966 م حالت دون اتمامها ، حيث كانت أحداث الرواية تدور بين مدينتي مدريد وإشبيلية ، ولكنهخا عادت لاستكمالها بعد أن استعانت بنزار ليقوم علي تزويدها بمعلومات عن إسبانيا بصفته دبلوماسيا هناك ، وصدرت الرواية في العام 1965م تحمل العنوان الذي نصحها به نزار .
وفي نفس العام 1965 لام نالت سلمي الحفار وسام " شريط السيدة ".
تنوعت عطاءات سلمي في مختلف فنون الإبداع فكتبت القصة القصيرة وأصدرت مجموعتها القصصية " الغريبة" ثم " نساء متفوقات " وهي من أدب السيرة الذاتية ، كما أصدرت كتباً مثل :
ـ عنبر رماد.
ـ الأديبة جورج صاند .
ـ مي زيادة وأعلام عصرها .
ـ مي زيادة ومأساة النبوغ .
وتعاونت مع سهيل ربيع بشروني في تحقيق رسائل جبران خليل جبران إلي مي زيادة وقامت علي ترجمتها ونشرها فأصدرا الشعلة الزرقاء باللغات العربية والإنجليزية والبريطانية ، كما قدمت روايات من بينها:
ـ البرتقال المر.
ـ الحب بعد الخمسين .
من بين الجوائز التي نالتها :
ـ جائزة البحر المتوسط الأدبية من جامعة باليرمو في صقلية عام 1980م .
ـ جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب عام 1995 م في دورتها الثامنة .
وكانت الأديبة الكبيرة سلمي الحفار الكزبري مهتمة إلي جانب ذلك بالنواحي الاجتماعية فعملت علي تأسيس مبرة التعليم والمواساة التي جعلت نصب اعين القائمين عليها رعاية وتربية الأطفال اللقطاء منذ لادتهم حتي سن السابعة .
فهل لنا أن نطمع في قيام وزارة الثقافة السورية بما لها من دور كبير في نشر الأعمال الكاملة لسيدة بحجم سلمي .

بور سعيد - مصر
(138)    هل أعجبتك المقالة (136)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي