خرج السوريون إلى شوارع دمشق امس تنديداً بالاعتداء الأميركي على أراضيهم، مطالبين بالثأر لدماء الشهداء، فيما اكدت مصادر سورية أنّ دمشق بصدد اتخاذ تدابير رد إضافية على الغارة التي استهدفت مدنيين في منطقة البو كمال، في حال عدم تلبية مطالبها باجراء تحقيق مفصل حول ملابسات ما جرى، والحصول على تأكيد رسمي بعدم تكرار مثل هذه الجريمة، في وقت ذكرت تقارير صحافية سورية أنّ قوات من حرس الحدود تستعد لإخلاء مواقع حيوية على الحدود مع العراق.
ورفضت المصادر السورية إعطاء تفاصيل حول نوعية الرد الجديد، لكنها ذكرت بالخطوات التي اتخذت في الأيام الماضية، بإغلاق المركز الثقافي الأميركي والمدرسة الأميركية في دمشق.
وكانت دمشق أجلت موعد اجتماع اللجنة العليا العراقية ـ السورية، كما أشارت إلى احتمال تأجيل اجتماع اللجنة الأمنية لدول الجوار العراقي منتصف تشرين الثاني المقبل.
وأشارت المصادر إلى أنّ دمشق حصلت على دعم دولي بعد الاعتداء، إلا أنها ما زالت تنتظر جواباً رسمياً من الولايات المتحدة والعراق حول الغارة، ولم تستبعد أن يكون ما جرى ناتجا عن حسابات أميركية داخلية ضيقة.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر دبلوماسية بريطانية إنّ الجانبين السوري والبريطاني اتفقا على أنّ »الإرهاب يشكل تهديداً مشتركاً لكلتا الدولتين«، كما اتفقا على »المضي قدما في ترتيبات التعاون والتنسيق الأمني«، وهو كلام أكد مضمونه مسؤولون سوريون.
ورجحت المصادر البريطانية أن تتجاوز العلاقات السورية العراقية الأحداث الأخيرة معتبرة أنّ الدولتين »تدفعهما الجغرافيا والعلاقات التاريخية لتكونا جارتين متحابتين«.
إلى ذلك، نقلت قناة خاصة سورية عن سكان في مناطق حدودية مع العراق أن حرس الحدود السورية المعروفين باسم »الهجانة« بدأوا في أكثر من موقع بجمع أغراضهم استعدادا لترك مواقع حراسة حدودية، لكن مصادر سورية أوضحت أن »المعلومات التي أذاعتها القناة، غير رسمية، وتستند إلى معلومات غير رسمية«.
وبثت القناة مشاهد لجنود سوريين يغادرون مواقعهم على الحدود مع العراق، مشيرة إلى أنّ ذلك يأتي في سياق الرد على العدوان الأميركي.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت إنه يجب الاستمرار في المفاوضات مع سوريا على الرغم من أن الانتخابات في إسرائيل معلّقة حاليا، وأضاف ريغيف أن أولمرت يرى أهمية في استمرار الحوار مع سوريا، ولم ينفِ تقارير إسرائيلية عن أن أولمرت يخطط للطلب من تركيا الأسبوع المقبل للتحضير لجولة أخرى من المحادثات غير المباشرة مع سوريا.
من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن أولمرت طلب من وزير الدفاع التركي وجدي غونول خلال اجتماع عقد في تل أبيب نقل تلك الرسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. |
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية