أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أدركنا بها يا ترامب... حسين الزعبي*

هل العالم بحاجة إلى ترامب - ترامب أمس في مهرجان انتخابي - جيتي

منذ سنين، إن لم يكن منذ عقود، ومع بدء الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية، وقبلها بشهور تبدأ التحليلات والتخمينات وربما الأمنيات بأن يفوز هذا المرشح أو ذاك في حالة بحث خيالي عما سيجلبه الرئيس القادم من انفراجات في السياسة الدولية لاسيما المتعلق منها بملفات الشرق الأوسط، وكانت القضية الفلسطينية دائما حاضرة في تلك الأماني.

وبعد إرسال القضية الفلسطينية إلى صناديق أرشيف المنظمات الدولية ومستودعات وزارات الخارجية في الدول صاحبة القرار، وكذلك إلى الزوايا الميتة من ذاكرة العرب، طبعا مع بعض الاستثناءات التي تحضر في سياق المتاجرة بالقضية الفلسطينية ويبرع في ذلك محور الممانعة، تحول العراق لبند رئيس في الحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطيين والجمهوريين على السواء.

وبينما كان العرب يحللون ويتمنون ويسعون للتأثير في توجهات المرشحين بأسلوب الرشى و"العزايم" كانت إيران تنهش العراق وتمتص دمه برضى أسياد الأبيض الذين لم تنفع معهم الرقصات بالسيوف العربية، ولم تنفع كذلك محاولات "التشاطر" في استثمار ورقة النفط بطريقة ساذجة، فـ"الصيف ضيعت اللبن"، كما قالت العرب، ولم يجد أيضا نهج "الاسترضاء" بمحاربة "الإرهاب".

جاء الربيع العربي وخرج إلينا أسود البيت الأبيض باراك أوباما متغنيا بثورة يناير بمصر، قبل أن ينقلب عليها فيما بعد بكل ما أوتي عرب البترول من مال ويختلط حابل الثورة السورية بنابل الثورة اليمنية بهيجان الدب الروسي، ليصبح من يفترض أنهم أصحاب تأثير والعلاقة "الاستراتيجية" مع قادة واشنطن، كمن تلقى ضربة على رأسه أفقدته القدرة على التمييز بين الاتجاهات، فالصيف هذه المرة لم تضيع اللبن فحسب، بل ضيعت مصر وسوريا وأعطبت اليمن.

الآن لا وقت للتحليلات التي لم تغن ولم تسمن طيلة سنوات، فبعد أقل من 24 ساعة سيعرف من هو الرئيس الأمريكي الجديد الذي سيكون أحد المشرفين على عالم كل ما فيه يبدو متخبطا لدرجة الجنون، فالند الروسي منتشٍ بالعودة إلى المسرح العالمي من زاوية ناطور المهاجرين بشار، وأوروبا كعجوز فقدت إحساسها بالنشوة، والإيرانيون يبحثون عن مهديهم في "كناكر" وربما ينتظر الصينيون قدوم الأمر الإلهي لتنفيذ مهمة "يأجوج ومأجوج".

هذا العالم المجنون لن يجدي معه خبث الشمطاء – الحسناء سابقا- هيلاري كلينتون، بل لعله بحاجة لـ"حيونة" المصارع.. فأدركنا بها يا ترامب.

*من كتاب "زمان الوصل"
(169)    هل أعجبتك المقالة (178)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي