أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شيء عن الأكراد... فؤاد عبدالعزيز*

مظاهر تضم أطياف سورية متعددة - ارشيف

أعرف في البداية أن الكتابة عن هذا الموضوع سوف يجلب لي سيلا من الشتائم من أحد الطرفين أياً كانت وجهة نظري، وقد أخبرت مسؤول التحرير قبل النشر، أن ما سأتلقاه من مسبات يجب أن يكون مناصفة بيني وبينه، فهو شرطي الوحيد للنشر !! 

ولعل ما شجعني على الكتابة عن هذا الموضوع، ما قرأته قبل أيام للزميل "فرحان مطر"، الذي زار "أربيل" مؤخرا، وسجل انطباعا مغايرا للمزاج العام الذي تدور رحى معاركه على صفحات التواصل الاجتماعي، وفيه يتبادل الموتورون من الطرفين، العربي والكردي، شتى أنواع الاتهامات بالتخوين والنيل من الكرامات والأعراض. 

الانطباع الذي دونه مطر عن أربيل والأكراد بما يحمله من معاني إيجابية، شدني صراحة لكي أتحدث عن تجربة سابقة، لطالما خشيت من التحدث عنها أو حتى الإشارة إليها، كون الجو العام للكتابة في أغلبه، أصبح يشبه، إلى حد كبير، فكرة "ما يطلبه الجمهور"، وأنا على يقين أن الكثير من الكتاب ما عادوا قادرين على تدوين قناعاتهم الحقيقية لأسباب تتعلق بالخوف من الجمهور ذاته..! 

أما التجربة التي أريد أن أتحدث عنها، فهي أنني عملت زائرا في قناة "روناهي" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يتزعمه صالح مسلم، وكان ذلك قبل نحو أربع سنوات في مقر القناة في بروكسل، ولمدة 15 يوما فقط. 

ولا أخفيكم أنني عندما ذهبت إلى القناة لم أكن أعلم شيئا عنها سوى أنها كردية، وأذكر أنني نشرت صورتي داخل القناة وكتبت فوقها، إنني متواجد في القناة لم أعد أذكر اسمها، وفي الواقع، لم يكن وقتها اسم صالح مسلم قد تبلور واتضحت معالم وأهداف حزبه بعد.

وأقول هذا الكلام ليس تهربا، لكنها الحقيقة.. وعموما، بعد مضي يومين على وجودي في القناة واحتكاكي مع كادرها، لم أعد مهتما لمن تتبع القناة أو ما هي توجهات صاحبها الحقيقية وتوجهات الحزب الذي تمثله، ما لفت انتباهي أكثر أنني التقيت في تلك القناة بسوريين رائعيين، جعلوني أتذكر حواري دمشق ومحالها ومطاعمها وأسواقها.. ولازلت حتى اليوم على تواصل مع بعضهم وبيننا مودة واحترام، ونحاول أن نلتقي في المساحة المشتركة ونبتعد تماما عن المساحة التي تحتمل نشوب خلاف بيننا. 

وقد ذكرت في مقال سابق منذ نحو عامين، أن المنطقة الجغرافية التي أنتمي إليها، لم تسمح لي أبدا بالتعرف على المسألة الكردية، وكان الأكراد بالنسبة لي شيئا بعيدا، إلا ما كان ينقله تلفزيون البعث عن أحداث تخص أكراد العراق تحديدا، لدرجة كنت أظن أنه لا يوجد في سوريا سوى عدد محدود من الأكراد لا يتجاوز عددهم خمسين ألفا في أحسن الحالات .. !! وعندما كبرنا كان التدجين قد بلغ منتهاه، وأظن أن الأكراد أنفسهم، في مرحلة من المراحل، كادوا أن ينسوا أنهم أكراد.

وعندما زرت منطقة عفرين في العام 2005 ولمدة يومين، لم أعرف أن جميع من التقيتهم كانوا أكرادا إلا بعد عامين، كنت أعتقد أن بعضهم أكراد، فلا أنا سألتهم ولا هم ذكروا أمامي!

بصراحة ما فعله بنا نظام البعث أنه جعلنا نعيش في كانتونات منعزلة لا نعرف الشيء الكثير عن بعضنا البعض، والأخطر من ذلك أنه جعلنا نخشى من بعضنا البعض.

فأنا مثلا كنت أعيش في منطقة جغرافية من حوران هي أقرب لمحافظة السويداء من درعا، ومع ذلك لم أزر السويداء في حياتي سوى مرات معدودة، كنت أشعر خلالها وكأنني انتقلت إلى بلد آخر، وليس إلى بقعة جغرافية لا تبعد عن بيتي سوى 20 كيلو مترا فقط!

وبالعودة إلى قناة "روناهي" فهي كانت تضم أكرادا من جنسيات مختلفة من العراق وإيران وتركيا إضافة إلى سوريا، وللأمانة كان الأكراد السوريون شيئا مختلفا، عالم من الطيبة والبساطة، بينما الباقي تعاملوا معي كدخيل، وبعضهم كنت أحس بقرفه مني، غير أن الأكراد السوريين ضاعفوا من محبتهم لي حتى لا أشعر بقسوة جفاء الآخرين، التفوا حولي باهتمام وتحدثوا فيما بينهم بالعربية أمامي ليقولوا لي أنت بأمان بيننا. 

وبصدق، من خلال احتكاكي بالأكراد السوريين هناك، شعرت أن احتياجاتهم محدودة مثلنا تماما، لا يحلمون سوى بالعيش بأمان، ولو أن الأنظمة التي عاشوا في كنفها وفرت لهم هذا الأمان، لما انفصلوا بأحلامهم عن أحلامنا، ناهيك عن أن الأحزاب استثمرت خوفهم من المستقبل، ووظفتهم كوقود لشعاراتها الحماسية.

في المحصلة، غادرت بعد أسبوعين وأنا أحمل انطباعا هائلا عن طيبة أهل بلدي، لقد نسيت أنهم أكراد وأنني عربي، وحتى اليوم لا أستطيع أن أتعامل مع صديقي الصحفي الكردي فايق عمر على أنه يحمل مشروعا نقيضا لمشروعي.

وأعتقد ، بعد أن تنجلي الغمامة التي تلفنا جميعا، أنه سيدرك أن ما يربطه بي أهم بكثير مما يربطه بصالح مسلم. 

المهم برأيي أن يتوقف موتورو الطرفين عن التقاتل على صفحات التواصل الاجتماعي، وأن نعطي الفرصة لبعضنا كي نلتقي/ وبعدها نحكم على علاقتنا ببعض. 

أما إذا بقينا على هذا الحال، فلا تستغربوا أن نصل إلى مرحلة قد ندعس فيها على رقاب بعضنا البعض إذا ما التقينا خارج صفحات التواصل الاجتماعي، وفي أي بقعة من العالم !!

والآن بإمكانكم البدء بالشتائم...

*من كتاب "زمان الوصل"
(206)    هل أعجبتك المقالة (200)

محمد علي

2016-11-08

كلام الاخ بارودي صحيح ،،،، اود لو تسمح لي استاذ فؤاد بتعليق على الموضوع ، لا يحق للاكراد استقطاع شبر واحد من اراض سوريا او تركيا او العراق لانشاء دولة كرداسرائيل لاسباب عديده اولها : تاريخيا او جغرافيا لم و لن ينتمى هذا المكون لهذه المنطقه ابدا ، اصولهم من ايران و تم ضردهم من قبل الشاه الفارسي و اقليم الكرد مازال قائم الى يومنا هذا لم يحرر من ايران ، تم ايوائهم من الدولة العثمانية و توطينهم في بعض المناطق المتداخلة بين العراق و سوريا و تركيا ،،، حيث وعدهم الاستعمار البريطاني الفرنسي بوطن جديد و صناعة الخنجر المسموم هذا و استخدامه عند اللزوم ،،، و هاهم الان ،،، اما عن المكون الوطني المتحالف مع الثورة ،،، صدقناهم كما صدقنا القائد الخائن صالح مسلم الذي كان يصرح بانه مع الثورة و يحارب النظام و لا مخطط للاكراد ،،، اتضح بان ما قال ووعد كذب و خداع ،،، و هذا ما يطبقه باقي المكون ،،، ك المجلس الكردي و و و غيره للتضليل و اختراق و صناعه البلبله و في نهاية المطاف " تنتن اخو تنتون " ، حتى ان تظهر النتائج و حسن النويا،، الاكراد مكون خطير في المنطقه يخبئ العداء الدفيين للاسلام و يعمل على انهيار المنطقه ، يجب علينا ان لا ننغر بقصص صلاح الدين و غيره ،،، لانه صلاح الدين و من قبله عمه و غيرهم كانو يبحثو عن دوله لصالح عائله و ليس لامه ،،، لماذا لا نقراء ماذا حدث بعد صلاح الدين ،،، مذا فعل باقي ما تبقى من عائلته كضغاه و مستبديين في مصر و تحالفوا مع الصليبيين و سلموهم القدس من جديد بعد ضحينا نحن ،، نحن المسلمون العرب السنه ،،، و ليس صلاح الدين بمفرده او عائلته ،،،، اقراو التاريخ جيد ،، ابحثوا عن اصولهم جيدا ،،، ستروا العجب العجاب ..


mask

2016-11-12

انا اتفق مع الاخ (محمد علي) في تعليقه عن الموضوع.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي