وكعادتها، حرب ما بين شيعي وسني *

أرشيف

شيعي اعتاد القفز ما بين الرصاص في زواريب الجنوب، وامتهن فنون القتال لسنواتٍ وسنوات وهو يخوضها ضد عدو الأمس وحليف اليوم اسرائيل. وسني أحدث ثورة فأبت إلا أن تجره إلى أشرس حروب العالم، حرب لم يفقه في تفاصيلها شيء، إلا أنه أجبر على لعب دور المحارب فيها، محارب لم يعلمه الأسد المقاوم كيف يحمل بارودة صيد ويصطاد ولو عصفور في جولانه المحتل.

وما بين مقاتل هز اسطورة اسرائيل يوماً فصفق له كل العرب ومقاتل هز العالم بثورته فضحك عليه كل العرب تشتعل الحرب.

حرب لا تكافؤ فيها فحزب الله المدلل حتى في ماركة الأحذية التي يلبسها مقاتلوه والذي يتجاوز ثمن حذاء المقاتل 200 $ تعادل راتب شهرين لمقاتل في الجيش الحر. 

حزب أثبتَ حضوره العسكري في الحرب السورية منذ اللحظة الأولى بينما كان مقاتلو الجيش الحر يحاربون في حناجرهم رصاص الأسد، فتفوق بالكثير من معاركه على أصحاب الأرض، إذ إنه يملك من الخبرة والدهاء في إدارة المعارك القتالية ما يخوله لتحقيق انتصارات كبيرة، كما أن الحزب يعتمد على السرية والكتمان في تحركاته العسكرية وهذا يعد من أولوياته كتنظيم مسلح، وهذا أهم عامل يفتقد إليه الجيش الحر بين فصائله مما جعله مكشوفاً إعلامياً ومخترقاً حتى العظم من كل الجهات وهذا ما أدى لاغتيال أبرز قادته.

وبينما يفرض حزب الله شروطه في المعركة أمام داعميه، يقف مقاتلو الجيش الحر حائرين أين سيصوبون فوهات بنادقهم بعدما استجر الأسد أكثر جيوش العالم أجراماً لإبادتهم تحت حجة محاربة الإرهاب.

صنف حزب الله يوماً بأنه تنظيم إرهابي وها هو طرف رئيسي في الحرب السورية بحجة مقاومته للإرهاب (فكيف لإرهابي أن يقاتل إرهابي). 

وكيف لأميركا التي كانت أول من صنفته بالإرهابي أن تغض الطرف عنه في سوريا إذا كانت تدعي محاربتها للإرهاب كما تزعم؟

لماذا عندما نقاوم إسرائيل نتهم بأننا إرهابيون، وعندما نقاتل السنة، الكل يرفع لنا القبعات؟!

نحتل أرضاً لا ناقة لنا فيها ولا جملا، نحاصر مدنها، نهجر أهلها، كل ذلك والعرب ينددون ويرعدون على مرأى العين.

تسقط المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، يغادرها مقاتلوها وثوارها راكبين الباصات الخضراء، بينما نركب نحن فوق ظهر الأسد ونلوح بأرجلنا، فلولا تلك الأرجل لما بقي للأسد ظهر حتى الآن.

أسد يسترخص بمقاتليه إكليلاً من الورد فوق نعشه، فيعوض أهله بساعة حائط ربما لا عقارب لها، بينما يعوض حزب الله عائلات قتلاه بـ 50000 $ تعويضاً عن كل قتيل يسقط في سوريا، هذا عدا عن تكلفة الحزب بتكاليف كل أشكال الدراسة والعلاج وغيره، فكيف لهذا المرفه والمدلل أن يدافع عن ذاك الذليل؟! 
من ظن أن حزب الله يدافع عن الأسد فهو أحمق لم يتعلم من خبث السياسة شيئا، إنها إيران التي تتقاسم وروسيا ما يسمى بسوريا الأسد، فمصالحهما المشتركة حطت هذه المرة في عرينه. 

فلم يعد الأسد أسداً بعدما أستأسد عليه حلفاؤه من أصحاب المقدسات والحروب المقدسة. 
يوماً ما عندما كنا مقاومين قال نصرالله "نحن أصحاب الأرض وأصحاب الأرض لا يهزمون". 

كيف أنسته إيران تلك الحقيقة ليغامر كعادته بالانزلاق في وحول الحرب ويرمى برجالاته في جحيم حربٍ لن يكون هو المنتصر فيها.

يتجاوز عدد قتلى حزب الله في قريتي الصغيرة في جنوب لبنان 9 قتلى، ذهبوا إلى سورية أحياء يحلمون بنصرٍ من الله، فعادوا جثثاً هامدة تلفهم الأعلام الصفراء إرضاءً لنصرالله.

نصرالله الذي وعد أنصاره بتحقيق نصر "إلهي" في سوريا، أصبح العدو الأكبر لشريحة كبيرة من السوريين بل ومحط سخرية له، وتكاد عداوتهم له تفوق عداوتهم لإسرائيل.

كشيعية، صار لزاما عليّ أن أعدَ للمئة قبل أن أفصح عن هويتي أمام الآخرين، فلقد حشروني أنا والكثيرين بتلك الزاوية الطائفية المظلمة، وأصبح الآخرون في الجهة المقابلة يشيرون علينا بأننا لسنا إلا قتله مأجورين.

كيف تبرر لشعبٍ أنك بريء مما يفعلون وأنهم لم يستأذنوك أنت وغيرك عندما دخلوا تلك الحرب، وأن فيروز لم تخطئ عندما غنت "سوا اربينا". 

ضربت إيران بأحلامنا عرض الحائط، وأرغمت شبابنا على حمل البندقية حتى على عروبتهم، فشردتهم ما بين سوريا والعراق يحملون موروثاتهم العقائدية ويهتفون (يا حسين)..لا حسين للسنة يهتفون باسمه كما نفعل نحن.

في إحدى ليالي الجنوب الحزينة جاء حزب الله بأحد مقاتليه والذي فقد يده في الحرب السورية ليقص على أهل القرية خلال تجمع كبير كيف فقد يده أثناء المعركة وكيف كان يصرخ بكل جوارحه يا زهراء، وكيف لبت الزهراء عليها السلام نداءه وضمدت له جرحه إلى حد لم يشعر بأي ألم بعدها، بكى الجميع يومها فلقد أكدت لهم هذه القصة من فم ذلك المقاتل أن الحسين وآل البيت عليهم السلام يباركون هذه الحرب بكل ويلاتها، وهذا يدل على صوابية تلك الحرب وعدالتها.

بمثل هذا يطمئن حزب الله حاضنته بأنهم لم يخطئ عندما قرر خوض هذه المعركة، بطمئنته هذه يزداد عدد مقاتليه في سوريا والعراق، فأي عقيدةٍ هذه وأي شراهة للموت تلك؟َ!

أخطأ الجيش الحر عندما استخف بكثرة الأحضان التي يتمتع بها حزب الله، أخفق عندما شطح بأحلامه عالياً ليبني آماله على من يدعون عداوتهم للأسد من العرب والعربان والمستعربين، ولأنه الطرف الأضعف والأقوى في الوقت نفسه دفع الفاتورة الأكبر في هذه الحرب وبدأ بتقديم التنازلات تلو الأخرى أمام المتآمرين عليه وعلى هذه الثورة المنكوبة. ست سنوات مضت ولم يتعلم الدرس بعد فلا قيادته كانت على المستوى المطلوب بإدارته عسكرياً إذا لم تنجح حتى بتوحيد الفصائل تحت راية واحدة، فتعددت الرايات والفصائل ووصلت ببعضها إلى حد التنازع المسلح.

ليست وحدها فصائل الجيش الحر من تتنازع، فحزب الله وبعض الفصائل العراقية على خلافٍ دائم في سوريا، وصلت أحيانا إلى سقوط قتلى من الطرفين، ويعود ذلك لأن المقاتل العراقي لا يتمتع بالصلاحية التي يتمتع بها مقاتلو حزب الله.

خرجت سوريا عن سيطرة الجميع دون استثناء، والكل يتقاتل على أرضها ليحقق نصراً ما والكل مازال يمنى بالخسائر، ولم تحسم المعركة لصالحنا، فكما نسرح ونمرح في بانياس وطرطوس وحمص ودمشق وحماه، نحن أيضاً نقتل في حلب وريفها وإدلب وأطراف دمشق، فعن أي انتصارات وهمية نتحدث؟

*دلال زين الدين -ناشطة لبنانية
(190)    هل أعجبتك المقالة (209)

محمد علي

2016-11-04

تحاول الناشطة دلال ان تصور الفرق بين المقاتل من الات و السوري من الطرفين و قيمة البوط و الساعه و تحاول ايضا بان توهم القارئ بان مقاتلي الات كانت فعلا تقاوم العدو الاسرائيلي ،،، و ان اقول يا دلاال " العبي غيرها " لانه على مدى سنوات المقاومة المزعومة حققت اسرائيل مكاسب ما لم و ما لن تحققه على مدى التاريخ ، انا ادرى بانك تحاولي جاهدة بان تبيني خيانة الات و ايران باستخدام عبارة " العدو المزعوم " لكن لو وضعنا كلامك بمجمله في ميزان " الناشطة الحقوقيه " او لا ادري باي مجال نشاطك لترجح لغة " التحقير للسوري العربي " و تبطين لغة فارس الحاقدة للعرب و السنه ،،، هنيئا للشيعه بفارس و هنيئا لفارس بالشيعه ،،، زواج مناسب و اختيار موفق ،،، قريبا سيظهر على السطح زواج قديم جديج بين اسرائيل و فارس و الطفل المدلل الشيعي و سيحضر هذا الحفل الماسوني العظيم اشقياء الانسانيه و حثالة البشرية ،،، رحم الله صدام.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي