قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تعليقاً على تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس حول استعداد بلاده خوض حرب إذا أرادت تركيا، "إذا كانت لديكم قوة لماذا سلمتم الموصل إلى التنظيمات الإرهابية؟ وإذا كنتَ قوياً بهذه الدرجة لماذا تحتل منظمة "بي كا كا" أراضيك منذ سنوات؟".
جاء ذلك في تصريح للصحفيين في مدينة آنطاليا جنوب غرب البلاد، حيث أشار جاويش أوغلو أن تركيا تُدلي بتصريحات ودية، إلا أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدلي بتصريحات استفزازية.
وأشار جاويش أوغلو أن أمن العراق واستقراره مهم بالنسبة لهم كأهمية أمن واستقرار تركيا، مبيناً أن تصريحات العبادي غير صائبة، وناتجة عن تحريضات بعض الدول، والمشاكل الداخلية، تجاه دولة تفكر بهذه الطريقة الايجابية نحو العراق.
وقال جاويش أوغلو: "إن العراق بلد صديق وشقيق بالنسبة لنا، ولا توجد دولة داعمة لاستقلال العراق، ووحدة أراضيه بقوة مثل تركيا".
وأضاف "لقد بعثنا رسالة دعمنا لوحدة الأراضي العراقية بقوة لكل من أظهر ميول للانفصال عنه لغاية اليوم".
وبيّن أن تركيا أعلنت منذ اليوم الأول عن أسباب إرسالها تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع العراق.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن هناك إمكانية وصول عناصر تنظيم "الدولة" إلى الحدود التركية، إلى جانب وجود ألفي عنصر من منظمة "بي كا كا" في الجانب الآخر من الحدود، وهي مدرجة على قائمة الإرهاب العالمية والأوروبية.
وتساءل مخاطباً الحكومة العراقية "حساسيتكم ضد داعش، لماذا لا تظهر ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية التي تحتل منطقة سنجار؟ وهي تحاول النزول ببطء إلى السليمانية".
وأضاف لقد احتلت منظمة إرهابية أخرى في وقت سابق الأراضي العراقية، ونحن نتخذ التدابير ضدها، ونتابع التطورات على الأرض لحظة بلحظة، ونرصد كل التطورات في المنطقة".
وأكد الوزير التركي أن بلاده مضطرة لأخذ كل التدابير ضد التهديدات الموجهة نحوها من سوريا والعراق، وشدد على ضرورة إغلاق منبج أمام التنظيم، وجعلها منطقة آمنة.
وأشار أن من أسباب تقديم تركيا الدعم لعملية تحرير الموصل، هي هجمات التنظيم ضدها، والذي يشكل تهديداً للجميع.
وأوضح جاويش أوغلو: "ومن جهة أخرى بدأت التهديدات تتوجه نحو أشقائنا التركمان، ولا يحق لأحد أن يقول لنا "ما شأنكم وتركمان العراق؟".
وشدد أن "هموم أشقائنا هناك همومنا، نقوم بتلبية كافة احتياجاتهم، وأي تهديد موجه ضد التركمان نعتبره تهديدا ضدنا".
وبيّن الوزير التركي أن التعزيزات العسكرية على الحدود ليست ضد الحكومة العراقية، بل دعما لها.
جدير بالذكر أن منظمة "بي كا كا" الإرهابية، تتخذ من جبال قنديل في شمال العراق، معقلاً لها، وتنشط في العديد من المدن والبلدات العراقية، كما تتمركز في 515 من القرى الكردية في شمال العراق بحسب ما أورده الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني. وتنشط "بي كا كا" منذ العام الماضي في منطقة سنجار التابعة لمحافظة نينوى حيث تعتزم اتخاذها معقلاً جديداً لها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية