أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات التحالف الدولي قتلت 649 شخصاً بينهم 244 طفلاً و132 سيدة خلال المدة الواقعة بين الخميس 4/ شباط/ فبراير/2016 حتى الأربعاء 12/ تشرين الأول/ أكتوبر/2016.
واستعرض التقرير، الذي اطلعت "زمان الوصل" عليه، 46 حادثة استهدفت قوات التحالف فيها أهدافاً ومراكز حيوية، بينها 28 هجمة تسببت في وقوع ضحايا مدنيين، وكانت الحادثة الأبرز في قرية "التوخار" التابعة لمدينة "منبج"، والتي راح ضحيتها 98 مدنياً، بينهم 59 طفلاً، و27 سيدة.
وأشار إلى أن قوات التحالف الدولي تدخلت في سوريا بتاريخ 23/ أيلول/سبتمبر/ 2014 لحرب تنظيم "الدولة"، واستمرت دون اصطفاف علني إلى جانب أطراف النزاع حتى نهاية عام 2015، حيث دعمت واصطفت إلى جانب قوات الإدارة الذاتية ذات الأغلبية الكردية، والتي تتكون بشكل رئيس من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، فرع حزب العمال الكردستاني، تحت مبرر محاربتها تنظيم "الدولة"، لكن هذه القوات حاربت وسيطرت على مناطق كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، كما حصل في مدينة تل رفعت وما حولها.
واعتبر التقرير المعنْوَن "لا بُدَّ من التحالف مع المجتمع السوري كله لهزيمة تنظيم داعش"، أن دعم مكون فئوي داخل المجتمع سوف يؤسس ويؤدي إلى عملية احتراب مجتمعية طويلة الأمد، ويجعل بقية مكونات المجتمع تنظر إليه بعين الخيانة والعداوة، وأيضاً إلى من يقوم بدعمه، ويزيد جميع ما سبق ذكره سوءاً عندما تقوم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بارتكاب جرائم تشريد قسري على خلفية عرقية، وهو يشبه إلى حد كبير دعم إيران لحزب الله اللبناني، بل هو أسوأ بكثير، لأن حزب الله اللبناني لم يصرح مرة واحدة بنزاعات انفصالية.
ضمن السياق نفسه يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان "فضل عبد الغني": "لن يتمكن التحالف الدولي من القضاء على تنظيم داعش حتى لو فقد السيطرة على كامل الأراضي التي يُسيطر عليها، مادامت مسببات وجوده مستمرة في المنطقة، وعلى رأسها الأنظمة الاستبدادية التي تُسخِّرُ مقدَّرات الدولة لإذلال مواطنيها، وترفع شعارات طائفية دموية، وحتى النجاح على الصعيد العسكري لن يكون ناجحاً بدون إشراك فصائل مجتمعية (وليس طائفية أو عرقية) في حرب التنظيم".
واستند التقرير إلى عمليات مراقبة متراكمة يومية مستمرة يقوم بها فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، من خلال متابعة الحوادث والتحدث مع ناجين من الهجمات أو مع أقرباء للضحايا أو مع شهود عيان وعبر مراجعة الصور والفيديوهات أيضاً.
ولفت إلى أن عمليات القصف، تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية، مؤكدا أن هناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.
وأوصى التقرير قوات التحالف الدولي باحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي العرفي، وتحمل مسؤولية الانتهاكات التي وقعت منذ بدء الهجمات، مؤكدا أنَّ على دول التحالف أن تعترف بشكل صريح وواضح بأن بعض عمليات القصف خلفت قتلى مدنيين أبرياء، ولا يفيد إنكار تلك الحكومات لأن التقارير الحقوقية الموثقة وشهادات الأهالي تكشف ذلك بشكل واضح، وأن تحاول بدلاً عن الإنكار المسارعة في فتح تحقيقات جدية، والإسراع في عمليات تعويض الضحايا والمتضررين.
وأخيراً طالب التقرير بحماية المدنيين من توحش نظام الأسد والميليشيات المتطرفة المتحالفة معه، وفرض حظر جوي على الطائرات التي تلقي عشرات القنابل البرميلية يومياً، وذلك بالتوازي مع حماية المدنيين في سوريا من توحش تنظيم "الدولة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية