أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

متى سنتجاوز واقعنا ..؟!!.... خليل صارم


البعض وبكل أسف وبسبب هذا التداخل الاعلامي السياسي الحاصل في المنطقة تختلط لديه الرؤيا وتتشوش بشكل يصعب معه فهم مواقفه .. هذا البعض وقد يكون بسلامة نية يقع في افخاخ العدو وقوى الاستغلال والتسلط لتصب وجهات نظرهم ورؤاهم في خانة هذه القوى وهم يحسبون أنهم قد اجترحوا المعجزات وجاؤوا بما لم يأت به أساطين السياسة والفلاسفة في العالم
هناك قسم آخر يسير وفق خطة موضوعة من قبل قوى خارجية تتدرج الى مرحلة انكشاف اصطفافه الأكيد مع هذا العدو بسبب ثقافة بعينها أو ايديولوجية ..ما ..؟ .
لقد لوحظ أن الطرفين أعلاه تحكمهم عقدة الأنا وحب الظهور فيذهب الى حد التطرف في الخطأ ليغرق في تبريرات ومواقف أقل مايقال عنها أنها تثير الاستغراب والدهشة , وخاصة أن قسما ً من هؤلاء هو أساسا ً من المحسوبين على قوى وطنية تقدمية ..علمانية .. يسارية , اشتراكية ..قومية . اسلامية واقعية . ديمقراطية .. الخ .
نحن في هذه المنطقة نعود في مفاهيمنا الى ثقافة ذات حدين لاثالث لهما وهي :( اما معي ..أو .. ضدي ) وهذه الثقافة زرعت بتأثير نظام منطق القوة الذي خضعنا له عبر قرون وعصور طويلة والتي تتداخل مفاهيمها بشكل خبيث مع المفاهيم الدينية التي جيرت لخدمة النظام ومصلحته وتظهر تأثيرات هذه الثقافة في زلات اللسان مهما حاولنا اظهار الاعتدال والمنطق والموضوعية ..هذه الثقافة تشدنا اليها من حيث لاندري عندما نكون في صدد محاولة فهم موقف ..ما ..؟ فتخرج أحكامنا عليه مستندة الى هذه الثقافة ..الموروثة ... وعندما نقول ثقافة يعني أنها قد تكونت نتيجة تراكم معرفي منحرف ( كمي وكيفي ) . وهي تعود في أصولها كما أشرت الى نظام متوارث حكمنا عبر التاريخ مستندا ً الى منطق القوة وفرض الأمر الواقع عبر التاريخ والذي لم نتعرف على سواه .. ولم يكن لهذه الشعوب أي رأي في نظامها هذا الذي تشظى مع مرور الوقت وصار أنظمة تحمل نفس المضمون وان اختلفت التسميات والأوصاف وذلك نتيجة سواد عقلية الأنا المتطرفة والتي بتنا نتفرد بها على غيرنا من الشعوب .
عندما ظهرت مفاهيم الديمقراطية والحداثة والتطور في العصر الحديث لم تؤثر فينا بالشكل المطلوب بتأثير موروثنا المشوه ً والذي تداخل تماما ً مع العقيدة الدينية التي تم حرف وجهتها وخطها السليم المفترض . الأمر الذي جعلنا محكومين بالتراجع في الوقت الذي نحسب فيه أننا نتقدم ونتطور انسجاما ً مع الجانب الانساني للتطور . لابل أننا حاولنا مزاوجة هذه المفاهيم مع موروثنا كله بقضه وقضيضه .. لنكتشف أن مابين أيدينا مجرد مسخ مشوه لامواصفات له تتطابق ولو بقليل مع ماهو معروف انسانيا ً .. زاوجنا المفاهيم الفلسفية الجديدة مع الدين .. دين السلطة وفقهائها المتداول وليس الدين الحقيقي بجوهره ومنظومته الأخلاقية الانسانية .. فأضعنا الاتجاهات ولم نتعرف الى موقعنا بعد ولا أعتقد أننا سنتعرف اليه في القريب العاجل . أعدنا عملية التفكيك والتحليل تمهيدا ً لفرز الغث عن السمين ..فوقف الأبالسة كلهم رافضين المساس بهذا الركام بدعاوى أنه مقدس وهو والله لاعلاقة له بالمقدس من قريب أو بعيد والعائق الأكبر هو أن غالبية السلطة في هذه المنطقة من العالم تقف الى جانب الأبالسة , ذلك أنهم هم صانعوا هذه السلطات ورعاتها .
أصحاب الفكر الحداثي وحاملي الفهم الصحيح للمقدس .. ضعفاء ..جبناء .. مقموعين عبر أجيال وأجيال .. تضيع أصواتهم سدى وسط ضجيج وصراخ الأبالسة .. سواء أبالسة الداخل أم أبالسة الخارج المتمثلين بالفكر الصهيوني الحامل لجنسيات شتى ( أمريكية – أوربية – اسرائيلية ) يشدون أبالسة الداخل المتمثلين بأنظمة تنطق اللغة العربية . هؤلاء جميعا ً يقفون في جبهة واحدة متراصة تتقاسم الأدوار بكل دقة وخبث .
بينما القوى الوطنية الحداثوية المتنورة مفككة تعمل تحت أسماء ومسميات شتى .. وكل يرى في نفسه انه الأجدر بالقيادة ..يختلفون على الفواصل والنقاط وفي درجة الرؤية (النظر) ويتركون الخطوط العريضة والعناوين الأساس .. الأنا طاغية كبيرة قابلة للتمدد الى مالانهاية لايستفيدون من الأمثلة الواقعية عالميا ً ومحليا ً . وهناك المثال الأقرب على توحيد الجهود في لبنان حيث حققت هذه القوى انتصاراً رائعا ً واحتوت ضجيج وصراخات الأبالسة الناطقين بالعبرية والأمريكية وبعض أبالسة الأعراب .. هناك في لبنان تجاوزت القوى الوطنية والحداثوية المتنورة عقدة الأنا فحققت الانتصارات العسكرية والسياسية والاجتماعية .. خطوات قليلة ويصبح انتصارهم شاملا ً مع أن جبهتهم هي الأشرس متمثلة بكل قوى السيطرة والاستغلال والقباحة .. بينما نفس هذه القوى في بقية مااتفق على تسميته بالأنظمة العربية أو الدول العربية لم تستوعب درس لبنان .. هي معجبة به ..لكنها لم تستوعبه حقيقة .. اكتفوا بعبارات المديح والتشجيع لكنهم لم يحركوا ساكنا ً على أرض الواقع ..لم يقلدوا لبنان ..تركوا الساحة خالية بوجه قوى الأبالسة فاجتاحتها .. شلوا الشارع والشارع منذ الأزل لهم ..لقوى التنور والتطور ..لكنهم تركوه للأبالسة يزعقون ويثيرون الغبار والضجيج . . الشارع أضاع البوصلة وربما هو لم يعد قادرا ً على رؤيتها حاليا أو أنه أضاع الاتجاهات بسبب تقصير القوى الوطنية المتنورة وتلهيها بأمورها الخاصة وربنا أنها ضائعة هي الأخرى .. هناك أصوات مرتفعة لكنها تبدو افرادية ..تأثيرها محدود .
اذا ً يجب على قوى الحداثة والتطور العربية أن توحد جهودها وتتخلى عن عقدة القيادة والأنا وأن تستوعب درس لبنان الأقرب .. فهي لم تعد قادرة على تحمل نكسات وخضات ..وأي تعثر جديد قد يقضي عليها أو يشلها لعقود طويلة .. والواجب أن تعود الى الساحة بقوة وفاعلية لتطرد منها قوى التخلف وخاصة تلك المتسلحة بالدين والتي تشوه الدين ناهلة أسوأ مافي الموروث من انحراف ومدعومة بأبالسة العالم المتصهين المتأمرك .. وأن تعمل فورا ً على تحريك الشارع وخلق جبهة عالمية وان توحد جهودها مع القوى التقدمية في أمريكا اللاتينية وبعض القوى المتفرقة في بقية العالم .. لقد نامت هذه القوى أكثر من عقدين وهذا كاف لأن استمرار هذه الغفلة تعني الموت النهائي مع الثقة المطلقة أن الشعوب قادرة على فرز قوى جديدة تتولى القيادة انطلاقا ً من حاجة هذه الشعوب للتحرر من قوى السيطرة الإبليسية باشكالها ومسمياتها المختلفة ومن ضمنها التسميات الخاصة بقوى التطور الا أن الزمن لايمهل وقد يستغل من قبل قوى الاستغلال . فهل سنتجاوز واقعنا ..ومتى ..؟ الواجب أن نبدأ فورا ً . والمقاومة عنوان لبعث الحياة في أوصال الأمم والشعوب .

(136)    هل أعجبتك المقالة (144)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي