استشهد ثمانية مواطنين سوريين على الأقل، وأصيب عدد آخر بجروح أمس في غارة جوية أميركية على قرية السكرية السورية القريبة من منطقة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور.
ونقلت وكالة سانا الحكومية عن - مصدر إعلامي رسمي - قوله إنّه " في حوالى الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد ظهر اليوم (الأحد) قامت أربع مروحيات أميركية بانتهاك الأجواء السورية في منطقة البوكمال بعمق 8 كيلومترات بمزرعة السكرية ".
وأشار المصدر إلى أنّ المروحيات الأربع " قامت بالاعتداء على مبنى مدني قيد الإنشاء وأطلقت النار على العمال داخل المبنى وقتلت ثمانية مواطنين من بينهم زوجة حارس البناء وأربعة أطفال وعمال بناء وجرحت مواطناً آخر ثم غادرت المروحيات المعتدية باتجاه الأراضي العراقية " .
وكشف المصدر عن أن " جنوداً أميركيين اقتحموا مبنى مدنياً قيد الإنشاء وأطلقوا النار على من كان داخله "
وعُرف من الضحايا داوود محمد العبد الله وأولاده الأربعة وأحمد خليفة وعلي عباس الحسن وزوجته.
كما استدعت وزارة الخارجية السورية القائمة بالأعمال في السفارة الاميركية بدمشق وأبلغتها " احتجاج وإدانة سوريا على الاعتداء الخطير حملت الادارة الاميركية المسؤولية الكاملة عنه , كما دعت الحكومة العراقية عبر استدعاء القائم بالأعمال العراقية وطالبته بتحمل حكومته بالتحقيق الفوري وتحمل المسؤولية ".
ورغم عدم صدور تعليق أمريكي رسمي على الغارة، إلا أن مسؤولاً عسكرياً من واشنطن أوضح أن " الاعتداء " استهدف عناصر في شبكة لوجستية للمقاتلين الأجانب، معتبراً أن "تراخي سوريا" دفع واشنطن لتقرر "أن نتولى الأمر بأنفسنا".
وأضاف المسؤول الأمريكي، الذي لم تُكشف هويته، أن عملية الإنزال شنتها قوات أمريكية خاصة، ضد عناصر في شبكة لتهريب المقاتلين من شمال أفريقيا، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، إلى سوريا، حسبما نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية في عدد الأثنين .
شاهد عيان وصف الإعتداء لزمان الوصل : " انا والكثيرين من الموجودين شاهدنا المروحيات وهي تحلق فوق المنطقة , هبطت منهم اثنتان الى الأرض , نزل منهم جنود امريكيين بعتادهم الكامل وبدأو بإطلاق النيران عشوائيا , بينما كانت طائرة أخرى تمشط المكان من رشاش ثقيل ".
كما شهد مشفى الباسل الحكومي تجمهر الكثير من المواطنين إثر نقل الضحايا اليه .
من جهته نقل عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا عن شهود عيان في قرية السكرية المتاخمة للحدود مع العراق ان "4 حوامات اميركية" دخلت الاجواء السورية وان "مروحيتين حطتا في القرية وقصفتا بناء قيد الانشاء ما اوقع تسعة قتلى".
واوضح القربي نقلا عن الشهود ان "مروحيتين ظلتا تحلقان في الاجواء بينما كانت المروحيتان الاخريان تنفذان الانزال".
واضاف ان "المساجد في منطقة البوكمال اطلقت نداء للتبرع بالدم".
وتنتشر القوات الاميركية في المناطق العراقية القريبة من الحدود السورية.
وصفت الصحف السورية الجريمة بالبشعة بقولها : " قتل بدم بارد وجريمة حرب بالمعنى الكامل للعبارة ضحاياها ثمانية مواطنين مدنيين سوريين هذا هو الوصف الحقيقي لما اقدمت عليه القوات الاميركية المجوقلة القادمة من العراق في الاراضي السورية بعد ظهر امس وفي قرية وادعة تبعد عن الحدود العراقية ثمانية كيلومترات. "
واضافت الصحف السورية ونالتي اسهبت في وصف بشاعة ما تقوم به القوات الأمريكية من استهداف للمدنيين في العراق وافغانستان :" وحوادث اطلاق قوات الاحتلال الاميركي النار على العراقيين من الجو والبر لا تحتاج الى براهين فقد سبق أن نشرت مئات الصور لعمليات قتل اميركية في العراق بدم بارد ومن اجل القتل فقد لعل أبرزها استهداف الاعراس بوابل من النيران وكذلك التجمعات العائلية.
وفي افغانستان لا تقل الصورة بشاعة فقوات الاحتلال الاميركي تقتل كل يوم المزيد من الافغان الابرياء بقذائف الطائرات وبرصاص القنص"
وطالبت بمحاسبة بوش وفريقه واتهمتهم بالبلطجة العسكرية .
كما اضافت :" وفي كل الاحوال فإن بوش وفريقه الحربي الحاكم ـ وهو بالمناسبة فريق ليكودي اسرائيلي بامتياز ـ راحلون قريبا غير مأسوف عليهم اميركيا وعالميا وستطولهم كل يوم لعنات الشعوب والتاريخ ولعنات الاميركيين ايضا عما ألحقوه بهم من اذى وخسائر بشرية ومادية ومعنوية واخيرا من كوارث مالية " .
وهذه اول عملية من نوعها تقوم بها القوات الأمريكية داخل الأراضي السورية منذ الغزو الامريكي للعراق في 2003 علما بان الجيش الأمريكي نفذ خلال السنوات الخمس الفائتة عمليات عسكرية عدة في مناطق عراقية مجاورة للحدود السورية استهدفت "مجموعات إرهابية" .
وحتى وقت متأخر من ليل أمس، لم يصدر عن جيش الاحتلال الأميركي أي تعليق، سوى ما قاله الرقيب الأميركي بروك مورفي لوكالة «فرانس برس» في بغداد عن أنّ قوّاته " في سياق التحقيق بما حصل".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية