أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

البرلماني الدنماركي "خضر" لـ"زمان الوصل".. أتعاطف مع سوريا لأني ولدت فيها، ومناصرو النظام هددوني بـ"المفرمة"

ناصر خضر (وسط) حتى لو لم أولد في سوريا فإن موقفي كان سيبقى كما هو

• تحفُظ البرلمان على خطوتنا أعطى لها زخما، ومن شارك فيها محسوب على اليمين.
• قررت ارتداء قميص التضامن في نفس يوم بث لقاء الأسد على التلفزيون الرسمي.
• الوضع في حلب تخطى حدود الاحتمال والوصف؛ ولذا خرجت عن سياق أسلوبي المعتاد.

قال البرلماني الدنماركي "ناصر خضر" في حديث خص به "زمان الوصل" إن الوضع الإنساني المأساوي الذي تعيشه سوريا وحلب على وجه الخصوص أمر لايمكن تجاوزه، وإن هذا الوضع كان الدافع الرئيس لتضامنه المستمر مع سوريا، ولخطوته التي أقدم عليها اليوم الخميس، عندما ارتدى هو وزملاء في البرلمان قمصانا سوداء خطت عليها عبارات تدعو لوقف المذبحة.

السياسي "خضر" الذي كان يتحدث إلينا من قلب البرلمان الدنماركي عبر مكالمة هاتفية، لفت في البداية إلى أنه ومنذ أسبوع تقريبا دعا التحالف الدولي -الذي للدنمارك عضوية فيه- إلى فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، والسعي لإيقاف قصف حلب، وتقديم دعاوى قضائية ضد بشار الأسد وفلاديمير بوتين بوصفهما مجرمي حرب.

وأضاف "خضر": اليوم دخلت إلى البرلمان وأنا أرتدي قميصا أسود مكتوبا عليه: "سوريا، حلب، مذبحة.. أنقذوا سوريا"، ولكن رئيسة البرلمان تحفظت على ممارسة هذا النشاط تحت القبة، وهو ما أعطى لخطوتنا زخما وجلب اهتمام الجمهور إليها.

وأوضح النائب أن 5 برلمانيين من 3 أحزاب دنماركية مختلفة شاركوا في النشاط وارتداء القمصان، وكاد عدد آخر من الأعضاء ينضمون لولا أنهم رؤوا اعتراض رئيسة البرلمان على الخطوة، حيث كان "خضر" بنفسه يتولى توزيع مزيد من قمصان التضامن عليهم.

وعلاوة على البرلمانيين الخمسة، حضر نحو 20 ناشطا وهم يرتدون هذه القمصان وجلسوا في شرفة البرلمان العلوية، وهؤلاء لم تطلب منهم رئيسة البرلمان خلع قمصانهم بعكس النواب.

وأبان "خضر" أنه دخل أولاً إلى قاعة البرلمان وهو يرتدي القميص فلم يعترض عليه أحد، ولكن عندما بدأ توافد زملائه الآخرين وأحست رئيسة البرلمان بأن "القصة تكبر" قررت التدخل، وطلبت من النواب الذي يلبسون القمصان التضامنية مغادرة القاعة وخلع القمصان حتى يتمكنوا من متابعة الجلسة.

وقال البرلماني الدنماركي ذو الأصول الفلسطينية إن خطوته تزامنت مع أمرين، الأول افتتاح دورة جديدة للبرلمان، والآخر بث التلفزيون الدنماركي لمقابلة مع بشار الأسد.

وحول مغزى إجراء التلفزيون الدنماركي الرسمي لقاء مع مجرم ما تزال يديه تقطر من دم الشعب السوري، وما تزال مجازره في حلب بالذات مستمرة، علق "خضر" معتبرا أن المقابلة جاءت بنتيجة عكسية لما أراد الأسد، ورسخت في عقل الدنماركيين فكرة انفصامه عن الواقع وممارسته الكذب الفج.

ورأى "خضر" أن المقابلة كان مردودها إيجابيا على مناصري الشعب السوري، مستشهدا بسؤال وجهه الصحافي الدنماركي للأسد عن حقيقة قصفه للمستشفيات، وكيف عمد الأسد إلى إنكار أي استهداف للمشافي، وقال إن الحديث عن قصف المشافي محض ادعاء وافتراء، وهذا لوحده يدين الأسد حيث لاتزال صور قصف المرافق الطبية تتوارد يوما بعد يوم، وتنشر في مختلف وسائل الإعلام، ومنها الإعلام الدنماركي.

وعن سبب اهتمامه الملحوظ بالقضية السورية وتركيزه عليها، قال "خضر" لجريدة "زمان الوصل" إنه من مواليد حي برزة (شمال دمشق) وإنه نشأ وترعرع حتى سن 11 عاما في سوريا، كما إن جزءا كبيرا من أقاربه ما زالوا داخلها حتى اليوم، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد أو الرئيس، فحتى لو لم أكن ولدت في سوريا –والكلام للنائب "خضر"- فإن موقفي لن يختلف؛ لأن ما يحدث في سوريا ظلم ومذبحة، لايمكن لا أحد أن يتغاضى عنها.

وعطفا على موقفه المتضامن مع الشعب السوري، استفسرنا من النائب عما إذا كان تلقى رسائل تهديد ووعيد مباشرة أو غير مباشرة من النظام، فأكد "خضر" أنه تلقى كثيرا مثل هذه التهديدات من مناصري النظام وأتباعه، ومنها تهديدات صريحة من قبيل "لو أتيت إلى سوريا فسنضعك في المفرمة".

ونوه "خضر" بأن تحفظ رئيسة البرلمان على خطوته وزملائه، لم يكن -حسب اعتقاده- نابعا من رفض التضامن مع حلب، وإنما جاء التزاما بقوانين وضوابط عمل البرلمان الذي يحظر القيام بهذه النشاطات تحت قبته.

وقال "خضر" إنه لا يلجأ عادة لهذا الأسلوب في التعبير عن احتجاجه، فلديه منبر البرلمان كما لديه منبر وسائل الإعلام التي يكتب فيها مقالاته، ولكن وصول الوضع في حلب إلى مرحلة تفوق التصور والاحتمال دفعه إلى اتباع هذه الطريقة.

ولفت "خضر" إلى أن النواب الخمسة، بمن فيهم هو، محسوبون على التيار اليميني، الذي يعرف بابتعاده عن التعاطف مع القضايا الخارجية، حيث إن الصيت في هذا الميدان هو للأحزاب "اليسارية"، وهنا تدخلت "زمان الوصل" لتسأل النائب الدنماركي عن سر تعاطف اليسار الأوروبي مع بشار، وفي أحسن الأحوال سكوت هذا اليسار عما يجري في سوريا، فأشار إلى أن كراهية "اليسار" للولايات المتحدة تجعله يصطف تلقائيا مع أي نظام يفترض أنه يحارب واشنطن ويعرقل مشروعاتها، فهؤلاء اليساريون عادة لايهتمون بقيم "العدل" أو وجود مذابح، وكل ما يهمهم أن لايكونوا تحت سقف واحد مع واشنطن.

وأكد "خضر" أن صور القتل والدمار الحاصل في سوريا تصل إلى الجمهور الدنماركي وهو على دراية بما يجري هناك، ولكن كثرة تكرار الصور الدامية تجعل هذا الجمهور "يتعب" أحيانا، ومن أجل هذا لابد من تغيير الأسلوب نوعا ما لإبقاء عيون الدنماركيين مفتوحة على ما يجري.

*تنويه: يكشف الأرشيف الأسدي المخابراتي الذي بحوزة "زمان الوصل" عن وجود 210 مذكرات بحق أشخاص يحلمون الجنسية الدنماركية، من بينهم "ناصر خضر" الذي ورد اسمه مكررا، مرة بالأحرف اللاتينية (وبجانبها دوّن أنه دنماركي من أصل فلسطيني) وأخرى بالعربية (ودوّن بجانبها أنه فلسطيني يحمل جنسية دنماركية).

إيثارعبدالحق - زمان الوصل
(217)    هل أعجبتك المقالة (210)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي