قرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السبت، تأجيل اجتماعه المرتقب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية "المستقيل"، إيهود أولمرت، والذي كان مقرراً عقده الاثنين، في الوقت الذي بدأت فيه الحملة الأمنية "إشراقة الوطن" بمحافظة الخليل.
وبدأت أجهزة الأمن في الخليل بالضفة الغربية، استعداداتها للانتشار في المحافظة، في إطار حملة "إشراقة الوطن"، التي تأتي ضمن إطار خطة أمنية موسعة، صادقت عليها الحكومة الفلسطينية مؤخراً، تقضي بفرض القانون في مدن الضفة الغربية.
وأفاد المكتب الإعلامي لقوات الأمن الوطني الفلسطيني، بأن قوة من الأمن قوامها 600 عنصر من مختلف الأجهزة الأمنية، توجهت، فجر السبت، من "أريحا" و"رام الله" إلى "الخليل" جنوب الضفة الغربية، لحفظ الأمن والنظام بالمدينة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن قائد الأمن الوطني بالضفة، اللواء ذياب العلي، قوله إن "القوة الأمنية البالغ عددها أكثر من ألف عنصر وضابط، من أجل تنفيذ حملة أمنية في الخليل، هدفها الأساسي تحقيق المصالح الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني."
وقد أثارت الخطوة انتقادات من جانب حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي أعلنت عدم قبولها بنشر مئات من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الخليل، معتبرة أن دور هذه القوة يخدم المصالح الإسرائيلية.
يأتي تنفيذ هذه الحملة بمحافظة الخليل، أكبر محافظات السلطة الفلسطينية، ويبلغ عدد سكانها أكثر من ستمائة ألف فلسطيني، في إطار تنفيذ الخطة الأمنية لحكومة سلام فياض، لفرض الأمن والقانون في مختلف المناطق الفلسطينية.
من جانب آخر، أرجع رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير، صائب عريقات، سبب تأجيل اللقاء بين عباس وأولمرت، إلى "انشغال إسرائيل بقضايا سياسية داخلية"، إلا أنه لم يعلن عن موعد جديد للقاء بين الجانبين.
وتشهد إسرائيل حالياً أزمة حكومية، بعد استقالة حكومة أولمرت، وتكليف وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي تم انتخابها لرئاسة حزب "كاديما"، صاحب أكبر عدد من المقاعد داخل الكنيست، بتشكيل حكومة جديدة في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وفي تصريحات نقلتها وكالات الأنباء ووسائل إعلام فلسطينية محلية، قال عريقات: "إذا ما التقى أولمرت وأبو مازن (عباس)، فهذا سيبدو وكأننا نتدخل في السياسة الإسرائيلية، ونحن لا نريد هذا الأمر."
ووفقاً لمصادر إسرائيلية فإن قرار تأجيل اللقاء وجد ردود فعل متباينة في الشارع الإسرائيلي، حيث اعتبره البعض أنه "قرار مفاجئ"، بينما لقي ارتياحاً لدى بعض المعارضين، الذين كانوا يعتبرون أن اللقاء "يأتي في وقت غير مناسب."
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية