كشفت مسؤول تركي عن اعتراض بلاده على 5 بنود في الخطة العسكرية للسيطرة على الموصل، وقد أبلغت واشنطن بها.
وهذه البنود بحسب وكالة أنباء "الأناضول" احتمال عودة الحرب المذهبية، موضحا أنه خلال اللقاءات المتبادلة بين مسؤولين أتراك وأمريكيين حول الحملة على الموصل، تصدّر وضع تركمان قضاء تلعفر قائمة التحذيرات التركية، فالإدارة الأمريكية قدّمت ضمانات لتركيا بعدم السماح لقوات الحشد الشعبي المكون من ميليشيات شيعية بالدخول إلى مركز مدينة الموصل، إلّا أنّ واشنطن أبلغت في الوقت نفسه عزمها على ترك تلعفر التي تعد أكبر قضاء تابع للموصل إلى الميلشيات.
وأعلنت أنقرة دعمها لعودة نازحي قضاء تلعفر من السنة والشيعة إلى ديارهم، وتخفيف حدة المشاحنات التي من الممكن أن تحدث بين الطرفين، إلّا أنّها حذّرت من النتائج السلبية في حال دخول الميليشيات الشيعية إلى القضاء أثناء عودة أهالي تلعفر إلى بيوتهم.
واستناداً إلى ما حدث عقب الاحتلال الأمريكي للعراق من حروب مذهبية في القضاء، حذر الجانب التركي الولايات المتحدة من احتمال تجدد الصراعات المذهبية في تلعفر في حال دخول الميليشيات الشيعية إليها، الأمر الذي سيلحق ضرراً كبيراً بالتركمان.
أما التحفظ الثاني الذي أورده المسؤول فهو الحزام الشيعي الذي يخدم منظمة "بي كا كا" وينعش نظام الأسد، وبين أن الحشد الشعبي يعتزم تأسيس حزامه الشيعي الواصل بين إيران وسوريا مروراً بالعراق، عبر تلعفر، لا سيما أنّ هذا الممر انقطع عقب احتلال تنظيم الدولة للقضاء المذكور، الأمر الذي أدّى إلى قطع الطريق البري الذي يصل سوريا بإيران.
ولكون المناطق الحدودية لقضاء تلعفر تخضع لسيطرة البيشمركة التابعة لرئيس إقليم الحكومة الكردية في العراق مسعود بارزاني، فإنّ الميليشيات الشيعية بحاجة إلى مساعدة حلفائهم في منظمة "بي كا كا" التي تنشط في بعض مناطق سنجار التي تعدّ المنفذ الوحيد لهم إلى الأراضي السورية.
وأضاف أن وصول عناصر الحشد الشعبي إلى سوريا عبر بوابة "بي كا كا" سيسهّل عملية تزويد نظام بشار الأسد بالميليشيات العراقية والإيرانية ونقل المعدات العسكرية واللوجستية إلى سوريا.
وتشير تقارير استخباراتية تركية إلى قيام الحشد الشعبي بتجنيد قرابة ألف من سكان المنطقة الإزيديين تحت سقفه.
الأمر الثالث الذي أبدت تركيا تفحظها عليه هو احتمال ترسيخ "بي كا كا" لإقدامه في منطقة سنجار وتبقى فيها بشكل مستمر، فقد استولت على أجزاء من سنجار في آب/ أغسطس من عام 2014، بحجة تطهيرها من تنظيم "الدولة".
وتطالب حكومة الإقليم الكردي في العراق بخروج عناصر "بي كا كا" من سنجار ومن كافة الأراضي العراقية وإخلاء مواقعهم لصالح قوات البيشمركة.
وفي حال تعاظمت قوة الميليشيات الشيعية في تلعفر، فإنّ هذا سيؤدي إلى إلحاق الضرر بوجود البيشمركة في سنجار كقوة مضادة لعناصر "بي كا كا"، وسينتهي الأمر ببقاء المنظمة بي كا كا في سنجار إلى أمد طويل.
وتطالب السلطات التركية الولايات المتحدة الإقدام على خطوات متوافقة مع التحالف القائم بينهما، وتصرّ عليها بأنّ تركيا لا يمكن أن تقبل وجود "بي كا كا" في سنجار.
التحفظ الرابع لأنقرة يتمثل باحتمال أن يتجمع الفارون من الموصل في محافظة الرقة، موضحا أن القيام بحملة عسكرية متزامنة ضدّ تنظيم "الدولة" في كل من مدينة الموصل ومحافظة الرقة يستحوذ على أهمية بالغة بالنسبة لأنقرة التي تؤكّد بأنّ تزامن الحملتين ستسرع في إنزال الضربة القاضية على تنظيم "الدولة".
وتقول أنقرة بأنّ تركيز واشنطن على حملة الموصل، ستدفع بعناصر التنظيم إلى الانسحاب من المدينة المذكورة باتجاه الرقة، بل ومن الممكن أن يحشد التنظيم قواه في مدينة الباب التابعة لريف حلب الشمالي. ولهذا السبب تحذز أنقرة واشنطن من احتمال أن تنعكس الخطوات التي ستقدم عليها في الموصل، بشكل سلبي على عملية درع الفرات التي أوشكت أن تصل إلى مدينة الباب بريف حلب.
أما خامس التحفظات فهو وجوب تسليم الموصل إلى أصحابها الأصليين، وكانت تركيا بدأت بتدريب قوات محلية من سكان الموصل في منطقة "بعشيقة" التابعة لمحافظة نينوى مطلع 2015، بطلب من الحكومة العراقية، حيث تلقى نحو ثلاثة آلاف شخص تدريبات عسكرية صارمة لغاية الوقت الراهن.
وأغلب هؤلاء المتدربين بمعسكر "بعشيقة" هم من أهالي الموصل تطوعوا لقتال تنظيم "الدولة" وينتظرون يوم عودتهم إلى مناطقهم في المحافظة.
والحكومة العراقية في بغداد الواقعة تحت تأثير المجموعات الشيعية، لا تريد أن يكون للمتطوعين المتدربين دور في العملية العسكرية المرتقبة على الموصل، وحتى بعد انتهاء العملية، لكونهم من السُنة.
واستذكر المسؤولون الأتراك لنظرائهم الأمريكيين، هروب الجيش العراقي أمام عناصر تنظيم "الدولة"، وتسليم المدينة للإرهابيين، مبينين أن تنظيم القاعدة، وما شابهها كانت تتغذى من تعصب الميليشيات الشيعية.
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة "الدولة" في سوريا والعراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية