دمرت طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، الأربعاء، جسر "العشارة" على نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، والذي يعد آخر الجسور المستخدمة للعبور بين ضفتي النهر على طول مجراه في المحافظة، بعد يوم واحد من تدميرها جسر "الميادين".
وقال مؤسس حملة "دير الزور تذبح بصمت"، أحمد الرمضان "إن غارات طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات الأمريكية المتحدة، طالت جسر العشارة على نهر الفرات، ما أدى إلى انهياره وخروجه عن الخدمة بشكل نهائي"، مضيفاً أن ذلك جاء بعد يوم واحد من تدمير قوات التحالف جسراً آخر قرب مدينة "الميادين"، أهم مدن الريف الشرقي.
وأشار الرمضان إلى أن الجسرين هما الأكبر في المنطقة الشرقية كان السكان يستخدمونهما لعبور الفرات، وبتدميرهما تكون منطقة "الشامية" على الضفة اليمنى للنهر عزلت تماماً عن منطقة "الجزيرة" على يساره، وذلك بعد تدمير التحالف في الفترة الماضية جسوراً أقل أهمية بمحيط البو كمال والريف الشرقي.
وتابع الرمضان إن أهمية هذه الجسور تنبع من حاجة الناس لها كآخر الطرق لنقل البضائع والوصول إلى سوق مدينة الميادين، التي باتت تحل محل مركز المحافظة الذي يشهد مواجهات منذ عام 2012، ولوجود المستشفيات والأطباء وجميع الأعمال التجارية، لسكان بلدات "البصيرة وذيبان والشحيل والطيانية وهجين" في منطقة "الجزيرة" بالريف الشمالي الشرقي، الذين يفصلهم النهر عن الميادين في "الشامية".
وأوضح أن أكبر الجسور التي دمرها التحالف الدولي هو جسر البو كمال بمنطقة "الباغوز" في أيار مايو العام الماضي، فيما يوجد نحو 20 جسراً في المنطقة تصل القرى ببعضها أغلبها مقامة على وديان أو روافد الفرات، متوقعاً أن هذه الضربات للبنى التحتية وخاصة الجسور قد تكون تمهيداً لمعركة الموصل بالعراق والرقة في سوريا.
وكنتيجة مباشرة لتدمير جسور الفرات ارتفع ليتر مادة مازوت قرابة 25 ليرة سورية خلال 24 ساعة، فارتفعت الأسعار من 175 ليرة إلى 200 ليرة، وفق الناشط.
ودمّرت قوات النظام الجسر المعلق الشهير في 2 أيار مايو /2013 وجسر "السياسية" أهم الجسور بمدخل مدينة دير الزور الشمالي في 16 أيلول سبتمبر/2014، فيما أكمل التحالف المهمة ودمر جسور "الباغوز" و"السويعية" قرب البوكمال بتاريخ 31 تموز يوليو/ 2015، ومؤخراً جسري "الميادين" و"العشارة"، في محاولة لفصل منطقة "الشامية" عن "الجزيرة" نهائياً، ما أجبر الناس على استخدام القوارب في نهر الفرات من مناطق باتت تعرف بالمعابر المائية، والتي تعتبر أهدافاً للطيران أيضاً.
وبتدمير جسر مدينة "العشارة" بريف دير الزور الشرقي، يكون التحالف الدولي قد عزل شرق الفرات عن غربه، مسافة مئات الكيلو مترات من الرقة حتى البوكمال، ليخسر تنظيم "الدولة" سيطرته على النهر تدريجياً بعد أن كان يسيطر على كامل مجراه في سوريا، باستثناء منطقة محدودة تحت سيطرة قوات النظام ضمن مدينة دير الزور.
دير الزور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية