وصلت جهود زعيمة حزب "كاديما" الإسرائيلي، تسيبي ليفني، لتشكيل حكومة جديدة، إلى "طريق مسدود" الجمعة، بعدما أعلن حزب "شاس" رفضه المشاركة في تحالف مع الحزب الحاكم، مما ينذر بالاتجاه نحو إجراء انتخابات مبكرة بداية العام المقبل.
وأعلن الحزب الديني "المتشدد" أن قرار رفض المشاركة في التحالف مع حزب كاديما، جاء بسبب عدم الاستجابة إلى شروطه التي أبلغ بها وزيرة الخارجية بالحكومة المستقيلة، وفي مقدمتها "ضمان عدم التفاوض مع الفلسطينيين بشأن مسألة القدس الشرقية."
وقال الحزب، في بيان له الجمعة، إن القرار جاء بعد مشاورات عقدتها الهيئة العليا للحزب وزعيمه الروحي الحاخام عوفاديا يوسف، مشيراً إلى أن القرار يرجع أيضاً إلى عدم الاستجابة لطلب آخر يتعلق بزيادة المبالغ المخصصة لمؤسسات رعاية الأطفال والمؤسسات الدينية.
وأضاف شاس، الذي يمتلك 12 نائباً داخل "الكنيست"، من أصل 120 نائباً، بالإضافة إلى أربع حقائب وزارية في الحكومة المستقيلة التي يترأسها الزعيم السابق لكاديما، إيهود أولمرت، أنه لا يمكنه قبول أن "تصبح عاصمة إسرائيل أمراً خاضعاً للمساومة."
وفضلاً عن تعثر المفاوضات التي تجريها زعيمة كاديما لإبقاء التحالف مع شاس، فقد مُنيت جهودها لتشكيل الحكومة بانتكاسة أخرى، من جانب حزب "ميريتس"، مما قد يحول دون حصولها على الأغلبية النيابية الكافية لنيل حكومتها ثقة الكنيست.
وكانت ليفني قد أعلنت في وقت سابق الخميس، أنها ستقدم إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، تشكيلة حكومتها الأحد المقبل، ولكن في حالة عدم نجاحها في تشكيل حكومة ائتلافية، تحظى بثقة الكنيست، فسوف تطلب إجراء انتخابات مبكرة مطلع العام القادم.
جاء هذا الإعلان على لسان زعيمة كاديما، رغم أنها ما زال أمامها نحو تسعة أيام، قبل نهاية المهلة المحددة لها في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بعدما وافق الرئيس بيريز منحها أسبوعين إضافيين، كفرصة أخيرة لضم حزبي شاس وميريتس إلى الحكومة.
وكان بيريز قد قرر تكليف زعيمة كاديما، صاحب أكبر عدد من المقاعد داخل الكنيست، بتشكيل الحكومة الجديدة في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد يوم من استقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت.
وحصلت تسيبي ليفني حتى الآن، على دعم 48 عضواً داخل الكنيست بعد إعلان رئيس حزب "العمل" إيهود باراك دعمه لها، إلا أنه ما زالت بحاجة إلى دعم نحو 12 عضواً آخرين، لتفوز بثقة أكثر من نصف عدد أعضاء الكنيست.
وقد تمنع تلك العقبات أن تصبح ليفني ثاني امرأة تتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بعد رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير، حيث تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أنه في حالة إجراء انتخابات مبكرة، قد يكون حزب "الليكود" أقرب للفوز من كاديما.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية