توقعت دراسة تحليلية فشل محاولات نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين في تغيير التركيبة السكانية في بعض المناطق السورية، عازية ذلك إلى أن السنّة أكثرية، بينما "الشيعة الذين يراد توطينهم غرباء عرقيا وثقافيا عن الديمغرافيا ولن يذوبوا في تكوين سوريا العرقي والديني".
وفصّلت الدراسة، التي نشرها مركز "جسور للدراسات"، في محاولات النظام للتغيير الديمغرافي بسوريا قبل الثورة وبعدها، حيث بدأت عمليات التهجير القسري لسكان مدن تسكنها أغلبية سنية واستبدالهم بغرباء من العراق ولبنان وإيران وغيرها.
وحسب الدراسة فإن تحليل الوقائع الميدانية بعد الثورة يظهر وجود خطة ممنهجة لتغيير الواقع الديمغرافي في سوريا ككل، وفي المناطق المختلطة على وجه الخصوص.
واتبع النظام 4 وسائل في تنفيذ خطته للتغيير الديمغرافي أولها شراء الأراضي كما حدث في "بساتين المزة" بدمشق، وتحدثت الدراسة عن دور الحوزات الشيعية في شراء الأراضي خاصة في أحياء دمشق مثل "الصالحية" و"الشاغور" و"العمارة".
واتهمت الدراسة النظام بتعمده حرق السجلات العقارية والنفوس، لا سيما في حمص، كما فعلت ميليشيات "وحدات حماية الشعب" في مناطق سيطر عليها.
كما اعتمد النظام والميليشيات الحليفة له على ارتكاب المجازر بحق سكان مناطق السنّة حصرا، لتهجير الناس مع جرائم الاعتقال والتصفية والنهب والاغتصاب التي مارسها عناصرهم.
وكانت سياسة الحصار ضمن أساليب النظام لإجبار الأهالي المحاصرين على توقيع هدن مقابل وقف القصف وفك جزئي يتمثل بإدخال بعض ضروريات العيش، وذلك تمهيدا لإجبار سكانها على مغادرة مدنهم تحت ضغط الجوع والحصار.
وعددت الدراسة 10 مناطق استهدفها النظام والميليشيات الكردية في مخططهم للتغيير الديمغرافي بدءا من القصير و"قزحل" و"أم القصب" بريف حمص وأحياء حمص، وصولا إلى "الزبداني"، "داريا"، في ريف دمشق، وجبال التركمان والأكراد في اللاذقية، وقرى في ريف حماه.
وتوقعت امتداد محاولات النظام إلى مناطق في غوطتي دمشق مثل "معضمية الشام" "وقدسيا".
كما ذكرت المناطق المستهدفة بالتغيير الديمغرافي على يد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي أنشأ ما يسمى بالإدارة الذاتية تمهيدا لفرض الفيدرالية في توجه انفصالي لم تخفه تلك القوى الكردية.
وأكدت الدراسة أن التغيير الديمغرافي، الذي يعد جريمة في القانون الدولي، لا يستهدف سوريا وحسب، وإنما يشمل العراق ضمن خطة إيران التوسعية لرسم الهلال الشيعي، ونشر المذهب كما فعلت في سوريا والعراق ولبنان ليمتد إلى ماليزيا والجزائر والمغرب وموريتانيا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية