بعد أن جالَ على أكثر من 30 مهرجاناً سينمائياً في العالم حطّ فيلم "ليلى" الروائي القصير للمخرج السوري الكردي "هوزان عبدو" في مهرجان "واسط" العراقي الدولي للأفلام القصيرة ليقطف القلادة الذهبية لأحسن فيلم متكامل منذ أيام.
ويروي الفيلم، وهو عبارة عن مشروع تخرج من المعهد العالي للسينما في مصر، قصة زوجة تُدعى ليلى تنتظر عودة زوجها من الحرب، وبعد أن يعود يصبح الزوجان كهلين ويسود الصمت لقاءهما الأول بعد سنوات من الفراق.
وحول ظروف إنجاز الفيلم، وهو أول مشرع تخرج في المعهد العالي للسينما في مصر، باللغة الكردية قال المخرج "هوزان" لـ"زمان الوصل": "هذه تجربة مميزة بالنسبة لي وخاصة أن الفيلم صُوّر في مصر"، مضيفاً أنه عانى لفترة من إيجاد ممثل يستطيع خوض عملية الدوبلاج ولم يكن يعرف -كما يقول- أصدقاء كورد في مصر وكانت فكرة البحث عن شخصية تستطيع التسجيل بالكردي ممتعة".
ولفت "هوزان" إلى أنه اختار تقديم الفيلم باللغة الكردية لأنه ككردي وسوري أراد أن يكون الفيلم بثقافته هو، ولذلك كان من المنطقي –كما يوضح- أن يكون الفيلم باللغة التي يفكر بها".
وأشار محدثنا إلى أن "على الفنان أن يحاور الناس من خلال ذاته وأدواته وإحدى أدواته هي اللغة العربية والروسية والكردية لذلك كان تقديم الفيلم باللغة الكردية أمراً طبيعياً جداً.

وحول فكرة الفيلم ومدى مقاربتها للحرب السورية اليوم أوضح "هوزان" أن فكرة الفيلم موجود قبل الأحداث التي جرت في سوريا، وكانت هذه الفكرة -كما يشير- مؤسّسة على الحالة الكردية التي عشناها قبل الأحداث السورية، ولكن الأحداث تشابهت الآن، مضيفاً أن "الظلم والحروب لا يعرفان الجغرافيا".
وتابع المخرج "هوزان عبدو" أن أحداث فيلمه تجري في مكان ما وزمان ما بقصد أن يتمكن الفيلم من ملامسة كل الناس الذين عانوا من الحروب، لافتاً إلى أنه مثل غيره من السوريين اكتوى بنار الحرب والظلم، وهذا ما أسهم في نضج فكرة الفيلم.
وشارك فيلم " ليلى" ومدته 15 دقيقة في مهرجانات كثيرة مثل "كازان" و"بكين" لأفلام الطلبة و"المهرجان القومي المصري" و"باليرمو" وأكثر من 36 مهرجانا، وحصل على 8 جوائز دولية في روسيا والبوسنة والهرسك ومصر، وكان آخرها في مهرجان "واسط" العراقي.
وعمل المخرج "هوازن عبدو" على تجهيز رسالة تحت عنوان "السينما الكردية واللغة البصرية للسينمائيين الكرد"، ولكن المشروع توقف في الفترة الحالية بسبب لجوئه في ألمانيا -كما يقول- موضحاً أن مشروعه الذي أشرف على إتمام نصفه تقريباً متشابك ومعقد قليلاً لأن السينما الكردية لازالت فتية –كما يؤكد- ولكنه استطاع أن يصل الى بعض المراجع المتواجدة في الجامعة الحكومية الروسية للسينما، واعتمد على خبرته الدراسية وتحليلاته الشخصية مع الاستعانة بالمراجع المكتوبة التي يعاني كثيراً في الوصول إليها في سبر تجارب هذه السينما.

ولفت محدثنا إلى ما حققته السينما الكردية في الفترة الأخيرة حيث "استطاع مجموعة من المخرجين الكورد التواجد في المحافل الأكثر أهمية في السينما مثل "كان" و"فينيسيا" كـ "بهمان قبادي" و"هنر سليم" و"شوكت أمين كوركي"، مشيراً إلى أن "ما ميّز هؤلاء المخرجين عن غيرهم اعتمادهم الواقع وشخصيات من الواقع ويمكن القول إنهم يعيدون صياغة الواقعية الجديدة الإيطالية بنكهة وكردية وهذا التّذوق لن تلامسه إلا في السينما الكوردية والفلسطينة".
ونوّه محدثنا إلى تأثر المخرجين الكورد بسينما "يلماز غوني" الذي يكاد أن يكون الملهم والقاسم المشترك لهم، مشيراً إلى آخر احصائيات لأهم مائة فيلم في القرن 21 التي أجريت من قبل قناة "bbc" البريطانية، حيث وجد فيلمان ناطقان بالكوردية في القائمة مما يدل –كما يقول محدثنا- على أن المخرجين الأكراد متواجدون في المحافل السينمائية واستطاعوا لفت انتباه النقاد.
وحول انشغالاته الحالية على المستوى السينمائي كشف مخرج "ليلى" أنه يفكر في مشروع فيلم عن حال السوريين في ألمانيا والصراعات الداخلية التي يعانونها في مجتمعهم الجديد وربما يتم تصوير الفيلم بداية العام 2017.
والمخرج "هوزان عبدو" المقيم في مدينة "ساربروكن" الألمانية من مواليد "عفرين" قرية "غازي تبه" 1991، حاصل على دبلوم إخراج سينمائي من روسيا- جامعة فغيك جامعة روسيا للإخراج السينمائي وبكالوريوس إخراج سينمائي من أكاديمية الفنون المعهد العالي للسينما (مصر).
ومن أعماله السينمائية فيلم حالة كتابة ومونتاج وإخراج 2011، وفيلم "الكوبرا المصرية" تسجيلي قصير إخراج وتصوير، و"حياة الممثلين" تسجيلي قصير إخراج و مونتاج وتصوير مشترك مع خالد عثمان، إضافة إلى فيلمه الروائي القصير "ليلى"، وهو أحد مؤسسي مهرجان "عفرين" للأفلام القصيرة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية