أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

واشنطن وطهران وموسكو في خندق واحد لمواجهة "درع الفرات" التركية

دبابة تركية على الحدود مع سوريا - الأناضول

مجددا، ولكن بشكل أوضح من ذي قبل، تقاطع موقف طهران مع واشنطن ومعهما روسيا حيال سوريا، عندما انضم النظام الإيراني إلى جوقة المطالبين بإيقاف عملية "درع الفرات" التي يقودها ويدعمها الجيش التركي، رغم أن هذه العملية موجهة لمحاربة "الإرهاب"، الذي تدعي الولايات المتحدة وإيران أنهما تعملان على محاصرته ومكافحته في سوريا.

ففي حين حث مسؤولون أمريكيون كبار (منهم وزير الدفاع؛ المبعوث الخاص لمحاربة تنظيم الدولة) أنقرة على وقف استهدافها لمليشيا الوحدات الكردية، سارعت طهران وبشكل متزامن تقريبا للقول بأن عملية درع الفرات يجب أن تتوقف "بسرعة"، متذرعة –أي طهران"- بأن العملية "تزيد تعقيد الوضع في المنطقة".

وفي تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي يوم الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "بهمن قاسمي" إن استمرار الوجود العسكري لتركيا في سوريا يزيد من تعقيد الوضع.

وادعى "قاسمي" أن المواجهات في شمال سوريا "تؤدي إلى مقتل أبرياء، ومن الضروري أن يوقف الجيش (التركي) تحركاته العسكرية، بسرعة".

ونصّب "قاسمي" نفسه مدافعا عن "سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، داعيا الجميع إلى "احترامها"، ومعتبرا أن "مكافحة الإرهاب يجب أن لا تضعف الحكومة الشرعية في سوريا"، دون أن يعطي تفسيرا مقنعا يوضح كيف تضعف محاربة "الإرهاب" نظاما يدعي ليل نهار أنه يحارب ذلك "الإرهاب"، بل إنه قتل وشرد الملايين من السوريين تحت هذه الذريعة.

وعودة إلى الموقف الأمريكي، فقد استدعت تركيا سفير الولايات المتحدة لديها "جون باس"، للتعبير عن استياء أنقرة من تصريحات صدرت عن واشنطن، تشيع نبأ كاذبا حول التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الجيش التركي المتوغل في سوريا، ومليشيا وحدات الحماية.

وأكدت الخارجية التركية للسفير الأمريكي أن تصريحات مسؤولي بلاده في هذا الصدد "غير مقبولة بأي حال، فضلا عن أنها لا تتفق مع علاقة التحالف" بين البلدين.

وحمّلت أنقرة السفير الأمريكي رسالة واضحة لحكومته، مفادها أن تركيا ستواصل المضي قدما في عملية "درع الفرات" حتى تحقيق أهدافها في "طرد التنظيمات الإرهابية وإبعادها عن الحدود التركية، إلى مسافة لاتجعل منها خطرا على حياة الأتراك".

وذكّرت تركيا السفير الأمريكي بتعهدات بلاده، التي تقضي بإعطاء أوامر مباشرة لوحدات الحماية من أجل أن تنسحب من كل المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات.

وفي نفس السياق المتصل بعملية "درع الفرات"، عاد رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدريم" ليجدد عزم بلاده على مطالبها بانسحاب مليشيا وحدات الحماية إلى شرق الفرات.

وإلى جانب موقف إيران وطهران، اختارت موسكو أن تبدي تحفطها على "درع الفرات" ولكن بلهجة أخف، حيث حثت تركيا على تجنب قصف "الجماعات المعارضة وذات الصبغة العرقية"، بمن فيهم مليشيا وحدات الحماية، التي تقاتل تنظيم "الدولة"، حسب قول النتحدثة باسم الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا".

زمان الوصل
(108)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي