أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

استئصال ورم كبير من دماغ طفلة سورية

عادت أمس الطفلة ملاك (5) سنوات إلى بلدها سوريا وهي بكامل صحتها ووعيها واستطاعت تحريك اطرافها الأربعة والمشي على قدميها بعد ان فقدت الحركة تماما ودخلت في غيبوبة تامة قبل أسبوع وفق والديها(محمد وسحر) .
وأجريت لملاك عملية جراحية معقدة استمرت (8) ساعات تم فيها استئصال ورم بحجم ''حبة البرتقال'' في مؤخرة الرأس عطل كافة مراكز الحياة بالدماغ وأدى إلى شل حركة الطفلة تماما وادخلها في غيبوبة تامة وذلك وفق استشاري امراض الدماغ والأعصاب الدكتور صلاح البيشاوي .
وقال والد ملاك محمد فادي إن طفلته بدأت تشكو من آلام في رأسها وتتقيأ وارتفاع درجة حرارة الجسم وخمول وتعب عام منتصف رمضان الماضي وتم عرضها على ثلاثة اختصاصيين الأول شخص حالتها بأنها مصابة بمرض الشقيقة والثاني شخصها بأنها مصابة بالتفوئيد والثالث قال بأنها مصابة بالتهاب السحايا .
وقال '' عولجت طفلتي من كل هذه الإمراض غير أنها لم تشف أو حتى تتحسن إلى ان توقف قلبها عن الخفقان مرتين وتم إنعاشها ومن ثم كشفت الصور الشعاعية إن لديها ورما بحجم (حبة البرتقال) في مؤخرة دماغها يضغط على كل المراكز التي تتحكم بحياة الشخص .
واضاف''ما كان لملاك ان تعيش وتشفى إلا بالأردن حيث أوصلناها في غيبوبة تامة إلى عمان بعد نصيحة العارفين ببلدنا بمدى تقدم الطب وتطوره عندكم'' .
وأكد رئيس الفريق الجراحي لملاك الدكتور صلاح البيشاوي إن التشخيص بين إن الورم لدى الطفلة كان ملتصقا بجذع الدماغ (اخطر منطقة في الدماغ حيث مناطق التحكم بالتنفس وعمل القلب وهو المسؤول عن حركة الجسم بشكل عام وعن حركة العيون وان حياة أو موت الإنسان تعتمد على هذا الجذع وليس الدماغ ).
وقال ان العمل في هذه المنطقة محفوف بالمخاطر أهمها عدم إفاقة المريض من العملية أو إصابته بالشلل التام في الإطراف أو الوفاة مؤكدا إن 10% من الأشخاص يجرون هذه العمليات عالميا.
واضاف ان العملية الجراحية التي استمرت ل (8) ساعات كانت مجهرية استخدمت فيها كافة وسائل الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا الطبية المتقدمة ولولاها لما استطعنا اجراء هذه العملية بهذه التقنية التي تضاهي عمليات الدول المتقدمة .
وأوضح أنه تم استئصال الورم كاملا من جذع الدماغ بالكامل وبعد أسبوع استطاعت الطفلة استعادة عافيتها وبدأت بالحركة والكلام وتناول الأطعمة بنفسها .
وقال تحتاج هذه الحالات الى زهاء شهر للعودة الى حالتها الطبيعية حيث لم يحصل للمريضة مضاعفات جراحية (...) واستبعد الدكتور البيشاوي عودة المرض مرة ثانية الى الطفلة ملاك ، وقال :هي أيضا ليست بحاجة إلى استكمال علاجها بواسطة (الأشعة أو الكيماوي).
وتتراوح نسبة الأورام الدماغ بين (1-2) من بين الإصابات لدى الأطفال وبفضل التطور الطبي ووسائل التشخيص الحديثة صارت تكتشف هذه الأورام بشكل اكبر .
وأوضح البيشاوي إن عملية الطفلة ملاك تم تصويرها تلفزيونيا ليتم عرضها في المؤتمرات الطبية المتخصصة بجراحة الدماغ والأعصاب العالمية فضلا عن اعتبارها مرجعا يمكن تدريب وتدريس طلبة الطب على هذه الحالة .
وقال استشاري التخدير الدكتور معاوية عبابنة إن لكل عملية ظروفها غير إن هذه العملية كان لها ظروف خاصة من حيث الدقة والحساسية بسبب التصاق الورم بهذا الحجم الهائل بالنسبة إلى طفلة عمرها (5) سنوات بجذع الدماغ .

(116)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي