حصد الفيلم الوثائقي السوري "في حضرة جلال الدين الرومي" الجائزة البرونزية في مهرجان الأردن للإعلام العربي الذي أقيم في العاصمة عمان في الفترة ما بين 22-25/8/2016 مناصفة مع فيلم "زهرة المدائن بعيوننا" لقناة سكاي نيوز، ويروي الوثائقي الفائز، وهو من إنتاج قناة "أورينت" وتقديم الصحفي "أحمد العقدة" وإخراج "عبدو مدخنة" سيرة حياة المتصوف التركي الشهير "جلال الدين الرومي" أشهر الفلاسفة والشعراء الصوفيين في العالم الإسلامي ورحلته الصوفية بدءاً من "قونيا" عاصمة السلاجقة ويتلمس الأماكن التي عاش تنقّل فيها "سلطان العاشقين".
وأشار المخرج عبدو مدخنة لـ"زمان الوصل" إلى أن الفيلم الفائز هو أول عمل قُدم في سلسلة "خارج المكان"، وصُور في الأماكن التي عاش فيها الرومي بمدينة "قونيا" ويسلط الفيلم الضوء على تأثير وانتشار الطريقة المولوية المنسوبة لجلال الدين الرومي.
ولفت إلى أن "قصة الفيلم تم استحضارها من خلال الاحتفال الذي يقيمه أهالي مدينة قونيا–مسقط رأس الرومي في الذكرى السنوية لوفاته ما بين 9 و15 كانون الأول كل عام.
ونوّه محدثنا إلى أن مؤسسة "أورينت" التلفزيونية المنتجة للفيلم شاركت في المهرجان كممثل عن سوريا وكان هناك -كما يقول- مشاركة عربية واسعة على مستوى الوفود الإعلامية الرسمية والقطاع الخاص واتحادات الإنتاج العربية وخاض المنافسة في المهرجان 150 عملاً في المهرجان الذي أشرف على التحكيم فيه 15 عضواً من ذوي الخبرة من المغرب والخليج.
ويعمل الفنان "عبدو مدخنة" كمخرج سينمائي وصانع للأفلام الوثائقية المتعلقة بالهوية البصرية لبعض القنوات الفضائية، وحول رؤاه وهواجسه الفنية وإلامَ يطمح في أعماله السينمائية والوثائقية قال: "في سوريا مشهد كبير جداً ولا أحد يستطيع تناوله، وأي زاوية تحاول ان تقاربها ستكون زاوية ضيقة جداً من حيث المشهد ككل وخلال سنوات عدة قادمة –كما يوضح– سيصبح من الممكن تخمير بعض الأشياء والتجارب التي تجعل هناك مخزوناً بصرياً وفكرياً لتقديم عمل يُشار إليه بالبنان، وأعرب "مدخنة" عن تخوفه من تناول المشهد السوري الآني لأن اليوم -كما يقول- ليس كالأمس وغداً ليس كاليوم في سوريا التي تبدو كطاحونة ضخمة تدور بشكل سريع ورهيب".
ولفت إلى أن الحذر واجب اليوم في تناول القضايا والأمور حيال شلال الدم الذي يملأ البلاد، مشيراً إلى أنه كفنان سوري مقيّد بالحالة السورية وثمة تحدِ –كما يقول- تجاه الحالة الحداثية والنقلة التي حصلت على مستوى التواصل مع المتلقي، فلم يعد الأمر مجرد تلفزيونات ودور سينما بل نحن أمام شاشات متنقلة كل الوقت".
ونوّه المخرج إلى أن "المشاهد أصبح ملولاً ولم يعد لديه القدرة على مشاهدة مادة تستغرق 25 دقيقة أو أكثر أحياناً إلا إذا كانت هذه المادة مشبعة من الناحية المعلوماتية والبصرية" وهذا ما يعمل عليه شخصياً من حيث التركيز على الجانب التشويقي وتقديم الصورة بطريقة رشيقة وإيجاد حالة من التناغم بين مفهوم القصة والصورة واحترام عقل المتلقي والابتعاد عن الوعظ والإرشاد، ومحاولة الاقتراب قدر المستطاع من عينه التي يرى ويتفاعل من خلالها مع العمل أياً كان.
ويهدف "مهرجان الأردن للإعلام العربي" إلى "بناء جسور من التفاهم والمساهمة بإيجاد بيئة ملائمة للتواصل بين المدن الإعلامية والمحطات التلفزيونية والإذاعية في الوطن العربي" و"تشجيع الاتجاهات الجادة في الدراما والبرامج العربية، من خلال المنافسة بين الأعمال المميزة المشاركة في المسابقات الرسمية للمهرجان".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية