أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شيخ معاذ: الروس يريدونك لضرب هيئة التفاوض وشرعنة قتل الثوار*

الخطيب - أرشيف

لا أحد يستطيع فهم ما يخطط له الروس سوى الروس أنفسهم، وأزعم أن لقاء المبعوث ميخائيل بوغدانوف مع معاذ الخطيب في الدوحة ليس فتحاً للأخير، بل استمراراً من قبل روسيا في تهشيم ما حققته الهيئة العليا للتفاوض من بعض تماسك في آخر جولات جنيف.

ليس في جعبة الخطيب ما يقدمه للروس سوى أنه شيخ جامع يمثل السنّة الذين رفض قبلاً رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف أن يكون من بينهم رئيس لسوريا في المستقبل. 

لا أشك في نوايا معاذ الخطيب، لكن لا ينبغي أن أكون مقتنعاً بأنه الرجل الذي سيشكل نقطة فارقة في أداء الروس، فهو إلى حدّ بعيد يفكر بأسلوب بارد، وهو ليس عيباً في السياسة، لكن علينا أن لا ننتظر من رجل جامع، وشخصية لا تمانع أن تشتعل كل الجبهات إلا دمشق، وهنا بيت القصيد.

معاذ الخطيب حسبما تسرب للإعلام يفتح خطوطاً مع رجال أعمال من شركاء النظام، وهو من مجموعة ضغطت كثيراً على جيش الإسلام في الغوطة كي توقف قصفها لدمشق، وهو أمر مفهوم إذا كان هدفه سلامة المدنيين، لكنه غريب عندما لا يفكر مثل هذا التيار بأن استقرار الأسد في دمشق، هو أحد أهم مفاتيح إعادة إنتاج نظامه من قبل الروس والإيرانيين.

ماذا قال معاذ وحركته "سوريا الأم" لبوغدانوف، وماذا قال الأخير له، كلام في السياسة، بل أحلام من قبل طرف، وتنفيذ خطط من الطرف الذي يحرِّك طائراته فوق سوريا، ويقصف المستشفيات في الغوطة وحلب.
ليس ممنوعاً في السياسة أن نلتقي حليف الخصم، لكن علينا أن لا نكبح خيولنا، وأن لا نكون جزءاً من عملية سياسية دوّارة، بلا معنى، سوى أن من يديرها حاول قطع العنب عن حلب، وعندما فشل بكل طاقاته العسكرية انتقل إلى مرحلة توظيف "ناطور" من أهل القضية، فيما يتحدث عن خطّة مشتركة مع الأميركيين في حلب، وهو مصر هذه المرة على أن يعتبر كل من ساهم بفك الحصار، هم من الإرهابيين.

اللغة الروسية تجاه الثوار في حلب مهما كان انتماؤهم لا تحتمل إلا الإلغاء بالقتل، وكذلك تلك هي لغتها تجاه ثوار الغوطة، وقد سعت موسكو لهذا طويلاً، ومجمل محاولاتها مع الأميركيين واتصالاتها مع الأردن تصب في موضوع التصنيفات، ولو استطاعت لوضعت الجيش الحر في تصنيف الجماعات الإرهابية. 

وبالحديث عن التقارب التركي ـالروسي ونتائجه على الملف السوري، فإن شيئاً لن يتغير على المستوى القريب طالما أن أنقرة مهتمة أولاً بمعالجة ملف الأكراد من الجماعات التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني "pkk"، وهي نفس وصفة التقارب مع إيران، وأي مقايضة على هذا الملف تعني أن الشمال السوري سيشهد إعادة تدوير للصراع، وأن استخدام الأكراد في مواجهة تنظيم الدولة سيجرّ استعصاءات جديدة، وخلافات بين مصادر إمداد السلاح، فالأميركيون حاضرون في كل لحظة للمساومة على ورقة جديدة.

ملف الصراع في سوريا معقّد، ويحتاج مزيداً من الوقت، ولن تشرق شمس سوريا لا من موسكو، ولا من لقاءات بوغدانوف ـ الخطيب، ولعل أنسب وصف لمثل هذه التفاصيل هو "لعبة كشاتبين"، أو "تركيب طواقي"، وصحيح أن "الشوام" حاذقون بها خصوصاً رجال الدين منهم، لكن، وللتاريخ، فقد جرى استخدام رمزية "الشوام" بعد أن تنتهي الطبخة في كل مرّة، كما هو الحال في الثورة السورية الكبرى، وحتى أن حافظ الأسد فهم هذه اللعبة جيداً، ورسخها، وجاء ابنه من بعده وحاشيتهم ليستخدموا تلك الرمزية في الجامع وغرفة التجارة بطريقة أكثر مسخاً نزعت الطربوش عن تجار دمشق ورجالاتها، وألبسته لزعران باب الحارة.. ومعاذ الخطيب ليس منهم طبعاً... لكن أعجبني أحد الأصدقاء حين خاطب الخطيب قائلا: "شيخي شيل زبدية الرز بحليب من إيدك وركز معي .. الشعب يريد إسقاط النظام .. مو الشعب يريد إصلاح النظام".

*علي عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(181)    هل أعجبتك المقالة (205)

صادق نجار

2016-08-17

شو الله بلانا بشوية مشايخة كل واحد ربى لحية و حفظ آيتين و رايح يتفاوض على دماء السوريين يا شيحي و الله أمثالك ما بيصلحوا غير للجوامع و الموالد.


حامد

2016-08-17

عجيب هذه السوقية بالخطاب والسذاجة بالتحليل هل معاذ الخطيب من يمنع تقدم الثوار في الغوطة باتجته دمشق؟!!! هل سيتهمش دور هيئة التفاوض لأن معاذ اجتمع مع الروس؟ مشان الله احترموا أنفسكم وعقولنا قبل أن تكتبو!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي