حصلت "زمان الوصل" على صورة حديثة جدا لقلعة تدمر، تظهر مدى الخراب الواسع الذي لحق بها، مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات.
واتخذ النظام ومرتزقته القلعة مقرا لهم بعيد اندلاع الثورة، مستفيدين من علو مكانها وإشرافها على مناطق واسعة من البادية، من أجل نصب المدافع والراجمات لقصف أي منطقة ثائرة.
وعندما سيطر تنظيم "الدولة" صيف 2015 على المدينة تحصن هو الآخر في القلعة، قبل أن يسترجع النظام المدينة أواخر آذار/مارس الفائت، بمشاركة روسية برية وجوية، وبدعم من مليشيات طائفية أغلبها قادم من العراق وأفغانستان.
وتعد القلعة أعلى نقطة في مدينة تدمر، حيث تتوضع على تلة شديدة الانحدار بارتفاع 150 مترا، وينسب بناؤها إلى "فخر الدين المعني الثاني"، (توفي 1635 م)، وهو أحد أمراء لبنان من الطائفة الدرزية، لكن أصول القلعة وتاريخها يعود إلى العهد المملوكي في القرن 13 ميلادي.

وفي مطلع ثمانينات القرن الماضي وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) مدينة تدمر ومن ضمنها القلعة، على لائحة التراث العالمي، ما يوجب الحفاظ عليها بشتى السبل.
ولكن في عام 2013، أدرجت "يونسكو" تدمر وقلعتها على قائمة التراث العالمي المهدد بالاندثار، بسبب استغلالها في الأعمال الحربية، لاسيما من قبل النظام قبل أي طرف آخر.
وبعيد إعادة استيلائه على "تدمر"، قاد النظام حملة إعلامية واسعة لتلميع صورته كحام للآثار والتراث الإنساني، وكمخلص لههما من "براثن المتطرفين"، علما أنه ساهم بشكل واسع في تدمير آثار المدينة وأباحها للناهبين من مرتزقته، والمرتزقة القادمين من الخارج، فضلا عن أنه أول وأكثر من استخدم المواقع الأثرية كثكنات عسكرية طول السنوات الفائتة، من بين كل الأطراف المتصارعة.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية