أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحت رماد الانقلاب.. تقرير جديد يكشف خيوط الالتقاء بين "غولن" و"YPG" و"الدولة" والأسد

يركز التقرير على 3 ضباط كبار، جرى من قبل تداول أسمائهم ضمن المتورطين في الانقلاب

رغم مضي نحو شهر على وقوعها، ما يزال الإعلام التركي يكثف تقاريره وتحقيقاته حول محاولة الانقلاب الفاشلة، وتداعياتها وارتباطات وأدوار أبرز المتهمين بالتورط فيها، لاسيما من ضباط الجيش الكبار، الذين كان يتسلمون مواقع قيادية حساسة.

وفي هذا الإطار نشرت صحيفة "يني شفق" تقريرا باللغة التركية، حول تورط ضباط رفيعي المستوى ممن كانوا على تماس مباشر بالمسألة السورية، نتيجة إشرافهم على المناطق الحدودية بما فيها من تعقيدات و"أخطار" تواجه الأمن القومي لأنقرة، وخصوصا من جانب وحدات الحماية الكردية (YPG) وتنظيم "الدولة".

"زمان الوصل" اطلعت على التقرير، وتولت ترجمة أبرز ما فيه، نظرا لأهميته في تقديم معلومات تمس سوريا، كبلد وقضية، وكثورة ونظام، بكل ما تضمه عبارة ثورة من أطياف وألوان، وبكل ما تشمله كلمة نظام من حلفاء ومتعاونين مخفيين أو ظاهرين.

يركز التقريرعلى 3 ضباط كبار، جرى من قبل تداول أسمائهم ضمن المتورطين في الانقلاب، وهم: قائد الجيش الثاني "الجنرال آدم هدوتي"، وقائد اللواء المدرع الخامس "العميد مرات سوسيال"، و"العميد سميح ترزي" من القوات الخاصة.

وتقول "يني شفق" إن الجنرال "هدوتي" أبدى تعاونا وتجاوبا مع مليشيا حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة، أسفرا في النهاية عن خلل واضح أدى إلى شن هجمات دموية داخل تركيا، أوقعت كثيرا من الضحايا والجرحى.

أما العميد "سوسيال" فقد أعطى تعليمات لإفراغ الجانب التركي من الحدود في مواجهة مليشيا وحدات الحماية الكردية (YPG)، الذراع السوري لمليشيا العمال الكردستاني.

ووفقا للتقرير فإن الضباط الثلاثة كان يتلقون توجيهاتهم من منظمة "هزمت" (تعني "الخدمة" بالعربية)، والتي يتزعمها فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.

واستطاعت منظمة "غولن" اختراق الكثير من مؤسسات الدولة التركية (منها: قطاعات الجيش والشرطة والمخابرات والتعليم والدبلوماسية والقضاء)، وجندت من خلال أساليب متنوعة آلافا من الموظفين الرسميين، بعضهم كان في مواقع حيوية للغاية.

وتحت عنوان "تعليمات المجزرة"، أشارت "يني شفق" إلى أن قائد الجيش الثاني "الجنرال هدوتي" سخّر موقعه وصلاحياته لتقديم كل دعم ممكن لكل من مليشيا "العمال الكردستاني" وتنظيم "الدولة"؛ ما شجع الطرفين على التحرش بتركيا وتنفيذ عمليات عدوانية ضدها.

وربط التقرير بين التسهيلات التي قدمها قائد الجيش الثاني، وبين مذبحة "سوروتش" في جنوب شرق تركيا (تفجير وقع في صيف 2015، وراح ضحيته العشرات من المدنيين في منطقة يغلب عليها الأكراد).

ورأى التقرير أن مذبحة "سوروتش" كانت مقصودة لإثارة الشارع الكردي ضد الحكومة التركية، بواسطة عملاء لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه صالح مسلم، والتابع فعليا لمليشيا العمال الكردستاني.

وهكذا، وبحسب "يني شفق" فقد التقت إرادات المليشيات الكردية وجماعة "غولن" على إثارة الاضطراب في تركيا، مستغلين مذبحة "سوروتش" التي أشارت أصابع الاتهام إلى أن منفذها هو تنظيم "الدولة".

وانتقل التقرير إلى عرض به ما قام به "العميد مرات سوسيال"، قائد اللواء الخامس المدرع، الذي تصرف وكأنه عنصر في مليشيا وحدات الحماية وتنظيم "الدولة"، وليس كضابط كبير في جيش بلاده.

"سوسيال" المسؤول عن قوات ضخمة في "غازي عنتاب" الحدودية، عمد إلى سحب القوات المؤتمرة بأمره من نقاط المراقبة الحدودية الحساسة (مثل: أليبلي، أونجو بينار)، ففتح الطريق أمام "الإرهابيين" للعبور إلى تركيا، انطلاقا من الأراضي السورية. 

أما "العميد سميح ترزي" الذي كان المشرف على تنسيق عمليات القوات الخاصة التركية داخل سوريا، فقد كان ينتظر تلقي تعليمات منظمة "غولن"، التي أمرته بالتوجه إلى المقر الرئيس للقوات الخاصة في أنقرة؛ بغية السيطرة عليه، لكن الجنود المناوبين دافعوا عن المقر ورفضوا تسليمه، وقام أحدهم (يدعى: عمر خالص دمير) بإطلاق رصاصة على رأس "ترزي" أردته قتيلا.

وتحت عنوان "خطة الاحتلال خطوة خطوة"، واصلت "يني شفق" المقربة من دوائر القرار في تركيا، موضحة أن خطة الانقلاب كانت تقضي حال نجاحه بفتح الحدود أمام "الآلاف" من عناصر التنظيم ليتدفقوا إلى داخل تركيا، حيث سيساهم كل من "هدوتي" و"سوسيال" و"ترزي" في تشجيع وغض الطرف عن هجمات تستهدف أماكن تركز "العلويين" في البلاد، من أجل إشعال نار حرب أهلية، تحول الانتباه عما يجري في سوريا، ولاسيما حصار قوات النظام ومرتزقته لمدينة حلب.

ووصفت "يني شفق" عملية تفريغ الحدود وسحب الجنود من نقاط المراقبة، بأنها "إهمال لايمكن تصديقه"، موضحة أن الضابط الانقلابيين المسؤولين عن المناطق المتاخمة لسوريا أمروا مرؤوسيهم بإخلاء نقاط الحراسة؛ ما جعل الحدود مفتوحة على مصراعيها في المناطق المتاخمة لإقليم "هاتاي"، حيث تلقى الوالي اتصالات من المواطنين يعلمونه بالفوضى الحاصلة، وبأن هناك أشخاصا يخترقون الحدود ويعبرونها دون أن يعترضهم أحد، وقد استمرت حالة الانفلات هذه عدة أيام!

إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
(132)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي