انطلقت فرقة "خطوة الفنية" التي تضم عدداً من الفنانين الشباب في مجالات المسرح والأفلام والموسيقى الفرقة في نهاية العام 2012 بمدينة حلب، وكانت تضم مجموعة من الفنانين السوريين الهواة ممن يمتلكون موهبة التمثيل والإخراج أو التأليف، ولكن لم يكن لهم تجارب فنية سابقة، باستثناء الفنان "يوسف بكر" الذي عمل ممثلاً مسرحياً قبل تأسيس الفرقة.
ولكنه توقف عن التمثيل في المسرح بسبب تسييس الأعمال الفنية لصالح النظام، وهذا ما كان ضد اعتقاداته مما جعله "ينشق" فنياً ويحاول أن يشق لنفسه طريقاً مختلفاً، وتمكن بكر -كما يقول- لـ"زمان الوصل" من أن ينجز مع الفرقة فيلمين قصيرين، ولكن لم يستطع إكمالهما بسبب سفر المخرج والقصف الذي طال المنطقة التي يقيم بها أعضاء الفرقة مما اضطر كل منهم للنزوح إلى أماكن شتى، واضطر محدثنا بدوره للجوء إلى تركيا.
بعد حوالي 6 شهور اجتمع نصف أفراد الفرقة من جديد في اسطنبول، وتم ضم شبان آخرين لم يكن لديهم موهبة فنية ولكن كانت لديهم الرغبة في تقديم شيء لسوريا، ورغم ظروف اللجوء الصعبة والانهماك في تأمين مصدر رزق استطاع أعضاء الفريق أن يقدموا عروضاً صامتة في شوارع وساحات اسطنبول عامي 2013- 2014.
وأكد محدثنا أن الجمهور التركي كان متجاوباً بشكل كبير مع ما تقدمه الفرقة من أعمال صامتة وعبّر عن تفاعله معها بالبكاء والضحك معاً، لافتاً إلى أن "هذه الأعمال الصامتة امتازت بالأداء الحركي دون الكلام أي أن الفنان يشرح كل شيء ويوصل رسالته دون أن يتفوه بكلمة واحدة من خلال الحركة والديكور وتعابير الوجه والجسد".
وكانت فرقة "خطوة" كما يؤكد مؤسسها أول فرقة عربية تعرض أعمالها في شوارع وساحات تركيا، وتهدف هذه التجربة إلى كسر حاجز اللغة والتواصل مع الجمهور.
ولأن الأعمال الصامتة من شأنها –كما يقول– أن توصل الرسالة بشكل أقوى، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن "تشارلي شابلن" غزا العالم بأفلامه وأدائه بدون كلمة واحدة رغم أن 70% من الناس –كما يقول- لم يسمعوا بصوت "شابلن"، ولكنه لا يزال حياً في الذاكرة إلى الآن.
وإلى جانب الأعمال الصامتة قدمت فرقة خطوة مجموعة سكيتشات قصيرة على "يوتيوب" مثل سلسلة "سردات ع الماشي" على الإنترنت ومسلسل حكواتي مع الأورينت برمضان 2014 كما قدمت الفرقة عملاً فنياً بعنوان (لبلادي النسخة الأصلية) رداً على أغنية (لبلادي) التي كانت بمثابة دعاية ترويجية للنظام القاتل في أوروبا وكذلك عمل بعنوان (كواليس حلمهم المسروق).
وكذلك شاركت الفرقة -كما يقول بكر في فيلم "حدث في اسطنبول" مع الأخوين "ملص" ومسلسل "تاني باشتان" مع تيم حناوي.
وفي كل هذه الأعمال كان هناك انتقاد للأخطاء سواء كان من طرف النظام أو حتى طرف المحسوبين على الثورة، ما جعل الفرقة تتعرض للكثير من الانتقادات وحملات "التخوين" لأن البعض –كما يقول- لا يزال ينظر للنقد على أنه هجوم أو استهداف شخصي حتى ولو كان لصالح التقييم والتطوير.
ورغم هذه التجربة الغنية والمميزة للفرقة، إلا أنها لم تحظَ بأي رعاية من أحد كما في باقي الفرق والتجارب الفنية التي تؤيد الثورة بل على العكس من ذلك حاول البعض -كما يؤكد بكر- أن يستغل جهود الفرقة وأعمالها لرفع اسمه وأن يسرق مردود الفرقة.
وأشار مؤسس "خطوة" إلى التحديات التي واجهت فرقته ومنها -كما يقول- صعوبة اللغة التي تمكن الفريق من تجاوزها مع الوقت إضافة إلى هجرة أعضاء الفريق إلى أوروبا، مشيراً إلى أن أعضاء الفرقة في السنوات الأولى كانوا 9 شبان و4 صبايا ولم يبق منهم فعلياً سوى 4 أشخاص، مما أدى إلى فقدان ممثلين تدربوا مع الفرقة وعملوا فترة طويلة بشكل تطوعي، الأمر الذي خلق فراغاً فيها يحتاج وقتاً لملئه.
إضافة إلى عدم تقدير أو دعم مؤسسات الثورة للفن بينما النظام بذكائه، كما يقول بكر، استطاع أن يفهم هذه النقطة ويدعم أي موهبة جديدة تواليه سواء داخل سوريا أو خارجها. وأردف محدثنا أن "الإعلام بشكل عام والفن بشكل خاص سلاحان لا يستهان بهما أبداً ولم تتمكن مؤسسات الثورة من استغلالهما لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية