ما تزال مشاهد الانقلاب الفاشل تتكشف يوما بعد يوم بواسطة المقاطع المصورة والشهادات، ومنها مقطع تم التقاطه بواسطة كاميرات مراقبة في محيط مطار صبيحة ضمن القسم الآسيوي في مدينة اسطنبول.
المقطع الذي تناقلته وسائل إعلام تركية مختلفة، وثق لحظة انتحار عسكري تركي في تلك الليلة، ليتبين فيما بعد أنه صف الضابط "فرحات داش" وأنه أقدم على الانتحار رفضا منه للمشاركة في الانقلاب الذي عده خيانة، حسب ما قال نقل زملاء عسكريون كانوا يرافقونه.
وتقول الروايات إن "داش" لم يكن يعلم بوجود محاولة انقلاب، وعندما نبهته الحشود مع زملاء له، بارد للصراخ: "أنا لست خائنا"، قبل أن يطلق الرصاص على نفسه، ليسقط جثة هامدة، بينما سارع الناس الموجودن قربه لطلب سيارة الإسعاف، التي هرعت إلى الموقع.
وفي الإفادة التي أدلى بها أحد زملاء "داش" ويدعى "إبراهيم دونات"، قال الأخير إن الأوامر وصلت إلى مجموعتهم ليلة الانقلاب حوالي العاشرة والنصف مساء، من أجل الاستنفار الكامل والخروج بالدبابات إلى الشوارع، مع توعد المستنكفين بالمحاكمة والقصاص، دون أن يعلم عناصر المجموعة أنهم مقبلون على المشاركة في انقلاب.
وقضت الأوامر الموجهة لـ"دونات" وزملائه بالانطلاق نحو مطار صبيحة (ثاني أكبر مطار في اسطنبول)، وعند الاقتراب من المطار فوجئ العساكر بحشود من الناس أغلقوا الطريق المؤدية إليه بسياراتهم وأجسادهم، فما كان من العساكر إلا أن توقفوا، وقد أحاطت بهم الجماهير من كل صوب، وهي تصرخ بهم مستنكرة: ألستم أبناء هذا الشعب، هذا انقلاب"، وعندها بدأ العساكر يدركون طبيعة المهمة التي يشاركون بها، ومنهم "داش" الذي رد على الهتافات، وصرخ: "أنا لست خائنا"، ثم أخرج مسدسه وأطلق النار على أسفل ذقنه، فأردى نفسه قتيلا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية