نفت الولايات المتحدة أي صلة لها بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 يوليو/تموز الجاري، مشيرة إلى أن التواصل مستمر بخصوص إعادة زعيم منظمة "الكيان الموازي" "فتح الله غولن" إلى أنقرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي في المؤتمر الصحفي الخميس، رداً على سؤال أحد الصحفيين، بوجود تقارير إعلامية تشير لوقوف بلاده وراء المحاولة الانقلابية "لا صلة لنا بذلك".
وأشار إلى أنَّ تركيا بالنسبة لبلاده "ليست مجرد حليف بل صديق أيضاً"، لافتاً إلى دورها في العمليات ضد تنظيم "الدولة"، واستمرار التعاون بين واشنطن وأنقرة في هذه المجال.
وحول طلب أنقرة من واشنطن تسليمها زعيم منظمة "الكيان الموازي" فتح الله غولن أوضح بالقول "نتواصل مع الجانب التركي بشكل مستمر حول غولن ومسألة إعادته، وهذا الأمر مرتبط بالأدلة".
وبيّن أن التنسيق بين واشنطن وأنقرة في مسألة غولن "تتم كما يجب على مستوى وزارتي الخارجية والعدل"، مستطرداً "كما تحدثت سابقاً، وصلتنا بعض الوثائق، ويتم مراجعتها، ولا يوجد أي تطور إلى الآن في هذه القضية".
وذكّر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بإدانة بلاده للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، منوهاً إلى أنه يترك التعليق في مؤتمراته الصحفية على الخطوات التي اتخذتها تركيا عقب تلك المحاولة "للمسؤولين الأتراك أنفسهم، ما يهمنا نجاحهم الديمقراطي".
وحول الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، ولقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال كيربي " تركيا دولة مستقلة، ولها كامل الحق في إقامة علاقات ثنائية ومتعددة تعتقد أنها تقويها وتطورها، وما يهمنا نحن هي العلاقة التي تربطنا معها عبر حلف الناتو، والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 يوليو/تموز)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية