أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تعرض سيرة مختصرة لأهم أذرع "التشبيح" في جهاز الأسد الدبلوماسي

الأسعد يحضر إحدى التجمعات الطائفية بلبنان - زمان الوصل



كشف مصدر خاص ومطلع عن سيرة واحد ممن وصفهم بأهم "الأذرع التشبيحية" في الحقل الدبلوماسي التابع لنظام الأسد، وعن الوضع الذي آل إليه حاليا هذا الشخص المقرب جدا من وزير خارجية النظام "وليد المعلم".

وبدأ المصدر كلامه لـ"زمان الوصل" معرفاً بسمي "بشار" الذي لايختلف عنه اسما وكنية سوى بحرف واحد، موضحا أنه يدعى "الدكتور بشار الأسعد"، وأنه من مواليد تدمر 1973، لأب يدعى محمد وأم اسمها بدرية.

*"تكريم"
انطلقت المسيرة الفعلية لـ"الأسعد" مع النظام، بعد قبوله في مسابقة لتعيين دبلوماسيين في وزارة الخارجية (كان قبلها مدرسا بجامعة البعث في حمص)، وهو "قبول" لا يحظى به إلا كل "ذي حظ عظيم" سواء من الواسطة أو الرشى، كما يعلم معظم السوريين.

وبعد قبوله، عمل "الأسعد" في مقر وزارة الخارجية بدمشق، ولاحقا جرى نقله إلى لبنان، حيث برز هناك دوره "التشبيحي"، كما يعبّر المصدر، مضيفا: خلال السنوات الثلاثة الأولى للثورة كان بشار الأسعد قنصل النظام في لبنان والذراع اليمنى لسفيره "علي عبد الكريم"، و كانت إحدى الملفات الموكلة إليه متابعة أمور اللاجئين السوريين، حيث برزت عجرفته واتّباعه أساليب "شبيحة" النظام.

ويوضح مصدرنا أن "الأسعد" كان يمارس هواية تعطيل معاملات وأمور اللاجئين، ولا يتورع عن إظهار وجهه المعادي لهم، عبر تعاطيه معهم بمنطق الحقد والكراهية والتشفي؛ بل ويركز في "تشبيحه" على أهالي محافظته "حمص" وبالذات أهالي القصير؛ أملا في إثبات ولائه المطلق وكسب رضا معلمه "السفير علي عبد الكريم"، ورضا الأجهزة الأمنية.

ويبدو أن الحظ ابتسم أكثر لـ"الأسعد"، بحسب مقاييسه، عندما مرض وليد المعلم واضطر النظام لنقله إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت (ربيع 2014)، حيث تزلف "الأسعد" للوزير المريض، وبقي قريبا منه يتابع شؤونه، ولما تماثل "المعلم" للشفاء وعاد إلى عمله، أصدر أمرا بنقل القنصل إلى المكتب الإداري لوزارة الخارجية بدمشق، كنوع من "التكريم" له، لاسيما بعد أن "زكته" الأجهزة الأمنية التابعة للنظام ومليشيا "حزب الله".

*جفت دماء مجزرة الحولة
يقول مصدر "زمان الوصل" إن بشار الأسعد عاد من لبنان بمبالغ ضخمة، أمنت له شراء عقارين في دمشق، معقبا: "سكن في فيلات المزة الفارهة، واشترى سيارة غالية الثمن من أحدث موديل، وفتح عدة حسابات مصرفية بالدولار، مع العلم أن رواتبه مجتمعه لا تكفي ثمن السيارة الباذخة وحدها". ومنذ نحو سنة تقريبا، دخلت حياة "الأسعد" منعطفا جديدا، كان يريد له "المعلم" أن يكون سعيدا ويمني "الأسعد" نفسه بذات الأمر، لكن الرياح جرت بخلافهما.

قرر وليد المعلم أن يرسل بشار الأسعد ليكون ممثل النظام الأعلى في ألمانيا، بعد أن تم تخفيض مستوى تمثيل النظام عن رتبة سفير.

وجاءت خطوة المعلم بترشيح "الأسعد" عطفا على موافقة ألمانيا ترميم العلاقة الدبلوماسية مع النظام، بعد أن كانت قد طردت سفيره وموظفين دبلوماسيين آخرين بدءا من صيف 2012، احتجاجا من برلين وقتها على "مجزرة الحولة"، التي قضى فيها -ذبحا وقتلا- نحو 110 شخصا، نحو نصف أطفال.
أرسل "المعلم" اسم بشار الأسعد ليكون رئيس البعثة الدبلوماسية في برلين، لكن الأخيرة تحفظت ورفضت، ثم ما لبثت أن لانت ووافقت أمام إصرار لافت من وزير خارجية النظام على ترشيح الأسعد، تمثل بمراسلات ومناقشات استمرت قرابة نصف سنة.

كان الرفض الألماني الابتدائي مبنيا على السمعة السيئة لـ"الأسعد"، بوصفه كما يقول مصدرنا "متورطا بالتشبيح على اللاجئين في لبنان، وقبض رشاوى منهم، فضلا عن الشبهات التي تدور حوله بخصوص تبيض أموال لصالح حزب الله".

والخلاصة أن ألمانيا قبلت في النهاية تعيين "دبلوماسي" يتعارض تاريخه وسلوكه مع جوهر الدبلوماسية، دون أن يتضح كثيرا ما هي المسوغات وربما الصفقة التي جعلت برلين تعدل موقفها من "الأسعد".

*وبال على والدته
أرسلت برلين تأشيرة دخول إلى "الأسعد"، لكنها كانت تأشيرة "فردية" إذا صح التعبير، أي إنها كانت خاصة بـ"الأسعد" نفسه، دون أن تكون مصحوبة بتأشيرات لأفراد عائلته أو أي موظف أو حتى حارس.
وسافر "الأسعد" إلى برلين، بتوجيهات من النظام، على أمل أن تتبعه عائلاته، لكن برلين ومنذ 6 أشهر تقريبا تواصل رفض إعطاء أفراد عائلته تأشيرات دخول.

ولم تكتف السلطات الألمانية بذلك، بل عمدت إلى ترك "الأسعد" في مبنى السفارة السورية الواسع وحيدا، إلا من مرافقة مستخدم (آذن) واحد ووحيد.

ورجح مصدرنا أن يكون تصرف ألمانيا تجاه "الأسعد" عائدا إلى خشيتها من كونه مبعوثا خاصا للتجسس على اللاجئين السوريين، ومحاولة الكيد بهم وإيذائهم، إكمالا لدوره في لبنان.

وأضاف المصدر شارحا: ربما بسبب هذه المخاوف، قامت الخارجية الألمانية بمنع بشار الأسعد من اصطحاب أي موظف، كما منعته مغادرة مبنى البعثة الدبلوماسية إلا بموافقة مسبقة، فضلا عن عرقلة منح التأشيرات لعائلته، رغم محاولات النظام الحثيثة.

وختم المصدر مؤكدا أن "تشبيح" بشار الأسعد، لم يجلب فقط سخط أبناء مدينته ومحافظته عليه، بل كان وبالا على عائلته وأمه، التي تعاني حاليا متاعب صحية تحاول أن تجد لها علاجا في ألمانيا، حيث يقيم ابنها "الدبلوماسي الرفيع"، لكن برلين ترفض كذلك منح تأشيرة لأم "بشار الأسعد".

زمان الوصل - خاص
(437)    هل أعجبتك المقالة (262)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي