أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لهذه الأسباب تفككت "كتائب ثوار الشام"

يستبعد مصدرنا إعادة شمل كتائب "ثوار الشام"، في ظل غياب الرؤية لمشروع عسكري متكامل - ارشيف

تتالت الإعلانات عن انسحابات وانضمامات من قبل القائمين على كتائب "ثوار الشام" الفصيل الذي أُعلن عن تشكيله في نيسان/ أبريل من العام الماضي، بقيادة النقيب "ناجي المصطفي" وبائتلاف من عدد من الكتائب العاملة في الريف الغربي من حلب، والمدعوم من فرفة "أصدقاء سوريا" (الموك)، لكن سرعان ما حصلت انشقاقات فيما بين صفوفها، عقب إعلان اندماجها مع "الجبهة الشامية" (لواء التوحيد سابقاً) في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، ليتم الإعلان في منتصف الشّهر الماضي عن انفصال القيادي الأبرز في الكتائب النقيب "علي شاه كردي" عن "الشامية"، بعد أن سبقه إعلان القائد المؤسس للكتائب "ناجي المصطفى" في الانفصال عن الكتائب قبل 6 أشهر من الآن، والانضمام للواء "صقور الجبل" مع عدد كبير من مقاتليه.

ولدى محاولة "زمان الوصل" البحث في أسباب الانقسامات التي وصلت إليها كتائب "ثوار الشّام"، وهي من الفصائل القليلة على الساحة السورية التي تضم في صفوفها عشرات الضباط المنشقين عن نظام الأسد، حيث أجمع من التقتهم الجريدة من مؤسسي تلك الكتائب، والمطلعين على شؤونها، على أنّ "الشخصنة" و"حب القيادة"؛ سببان رئيسيان في حالة التشظي التي وصلت إليها الكتائب، مع الإقرار بأنّ عمليات الاندماج غير المحسوبة مع فصائل أخرى عجّلت في الانقسام.

يقول مصدر واسع الاطلاع في "ثوار الشام"، فضّل عدم نشر اسمه، إنّ قادة الكتائب، يتعاملون مع كافة القضايا بردود أفعال، دون وجود تخطيط استراتيجي، وتكتيكي، فضلاً عن انعدام الرغبة بتطوير الذات، بالتزامن مع التشبث بالكرسي والبقاء كرقم واحد في قيادة الهرم.

ويشير المصدر لـ"زمان الوصل" إلى وجود محاولات عديدة من أجل مأسسة كتائب "ثوار الشّام" من خلال قوننة العمل العسكري، وخروج نظير سياسي له، يرتقي بالعمل، موضحاً اتباع العديد من الدورات التثقيفية للقادة والعناصر في هذا الخصوص، لكن "الشخصنة" -وفق محدثنا- هي من كانت تنسف أي محاولة للتطوير في الكتائب.

ويتولى "مجلس الشورى" في الكتائب القرار في تعيين القادة، وهو يتكون من أناس مدنيين، وضابط أو اثنين من القادة العسكريين للكتائب، لكن انقسامه على بعضه؛ هو ما عجّل في تشتت الكتائب، وتشظيها بين الفصائل -وفق كلام محدثنا.

ويرى المصدر أنّ الاندماج الأخير بـ"الشامية"، لم يكن موفقاً على كافة الأصعدة، كون الأولى لا تملك التنظيم المناسب، وتعيش على عقلية "الحجي"، حيث إن الأولى تحتاج إلى التنظيم، فيما يحتاج الثوار إلى المال، وهو ما عجل باندماجهم، وعليه فإن الاندماج كان مصلحيا، وليس ايدلوجيا، لذلك سرعان ما فرط المشروع، كما أنّ اعتماد الأولى على عقلية "الحجي" يجعل أمر الاستمرار في الاندماج معها شبه مستحيل.

بدوره يرد مصدر مسؤول في "الشامية" على كلام محدثنا، بالقول: "إنّ الشامية أعطت كافة الصلاحيات للقائد العسكري في ثوار الشام علي شاه كردي، الذي انفصل فيما بعد عنها، علما أن الأخير هو من وضع قوانين العمل، وأول من أراد الانقلاب عليها".

ويقرّ المصدر بتمويل غرفة عمليات "أصدقاء سوريا" (الموك) لكتائب ثوار سوريا، عبر مندوبها النقيب "علي شاه كردي"، مشيراً إلى أنّ التمويل كان على أساس وجود مؤسسة عسكرية يقودها ضباط، لكن بعد تشظيها انقطع الدعم وتلاشى، فيما يحاول "شاه كردي" إعادته بعد خروج الكتلة الّتي يقودها من "الشامية"، لكنه لم يُفلح حتّى الآن في ذلك.

بدوره، يشير مصدر في كتلة "أمجاد الإسلام"، التي يقودها "علي شاه كردي" إلى أنّ الخلاف الأساسي مع "الشامية"، يعود إلى بقاء قائد كتلة النور "أبو ياسين" الذي كان قائداً لـ"ثوار الشام" عند اندماجها مع "الشامية"، وعدم انفصاله مع المشكل الأكبر لـ"ثوار الشام" عنها والتي هي "كتلة أمجاد الإسلام".

ويدلل المصدر بالأرقام على أنّ "كتلة الأمجاد" هي الأكبر من حيث العدة والعتاد، حيث يبلغ عدد مقاتليها حوالي 2400 مقاتل، فيما بقي مع "الشامية" حوالي 600 مقاتل بقيادة "أبو ياسين"، في الوقت الذي خرج مع مؤسس الكتائب النقيب "ناجي المصطفى" حوالي مئتي عنصر، والتحقوا بلواء "صقور الجبل".

ويستبعد مصدرنا إعادة شمل كتائب "ثوار الشام"، في ظل غياب الرؤية لمشروع عسكري متكامل، فضلاً عن "عدم وجود الرؤيا والأهداف الحقيقية لتشكيل جيش حقيقي على الأرض، يحمي الأرض والعرض، ويبتعد عن العشوائية في العمل وهوشات العرب".

مضيفا أنّ "التطورات الميدانية على الأرض تُصعب من نضوج أي مشروع عسكري حقيقي لفصائل المعارضة".

زمان الوصل - خاص
(135)    هل أعجبتك المقالة (156)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي