أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زمان الوصل تكشف بيانات الذي "أدهش" التحالف الدولي باعترافات عن علاقة التنظيم بالأسد وإيران

أبو تراب - أرشيف

لم تكد تمضي أيام قليلة على "استعادة" السلطات الكويتية لشاب كان منتميا إلى تنظيم "الدولة"، حتى توالت الأخبار عن إدلائه باعترافات "مدهشة" حول أسرار تخص التنظيم، لاسيما علاقته بنظام بشار الأسد وإيران، وطريقة تسويقه للنفط الذي يعد الشريان الرئيس لتمويل التنظيم.

الاعترافات "المدهشة"، نقلت طرفا منها صحيفة "الجريدة" الكويتية، مؤكدة أن "علي عمر" الملقب "أبو تراب"، قال إنه "حضر شخصياً اجتماعات تنسيقية مع جهات تمثل نظام دمشق ومخابرات طهران"، وهو اعتراف أكثر من خطير صادر عن عنصر كان له وزنه في التنظيم.. فمن هو "علي عمر" الذي توقعت الاستخبارات الكويتية أن يشكل "صيدا ثمينا"، وجاءت اعترافاته التي نشر جانب بسيط منها، ليؤكد هذه التوقعات؟

*تفاصيل
"زمان الوصل" رجعت إلى الأرشيف الخاص بالتنظيم، فوجدت أن هذا الصيد الثمين ما هو إلا "علي محمد عمر العصيمي"، وفق وثيقة "بيانات مجاهد" التي تنظمها "الإدارة العامة للحدود" لكل ملتحق جديد، فور دخوله الأراضي السورية.

واعتمادا على الوثيقة فإن الاسم الحركي (اللقب) الذي يتمتع به العصيمي هو "أبو تراب الكويتي"، واسم والدته "حصة" (تنوه زمان الوصل أن جريدة الجريدة ذكرت اسم أمه مفصلا).

ويقول الحقل الرابع من وثيقة "بيانات مجاهد" الخاصة بالعصيمي إنه دمه من زمرة " o+"، أما تاريخ ولادته وجنسيته فهو: 3-12-1988 كويتي.

وأشارت الوثيقة إلى أن "العصيمي" أعزب، علما أنه تزوج بعد دخوله سوريا من فتاة سورية وأنجب منها طفلا.

وذكرت الوثيقة عنوان ومكان إقامة "العصيمي" مفصلا، وهو: " العمرية/قطعة 3-شارع 101-منزل ثلاث"، منوهة في حقل "التحصيل الدراسي" بأنه ضابط ملاحة في بريطانيا.

وأبانت الوثيقة أن "أبو تراب الكويتي" دخل سوريا بتاريخ 16-4-2014، عن طريق منفذ "الراعي" في ريف حلب، بواسطة "أبو إلياس المغربي"، وبتزكية من "ثوبان الغامدي".

ولم يترك "العصيمي" رقما معينا للتواصل مع ذويه، وإنما اكتفى بالإشارة إلى "مضافة الأخوات/ أمه"، ما يؤكد ما نقلته الصحافة الكويتية من أن أم الشاب  كانت بالفعل من المنخرطات في الدعاية للتنظيم وتجنيد الشباب فيه.

*كنز معلومات
وبالعودة إلى ما نقلته صحيفة "الجريدة" عن مصادر أمنية رفيعة، فقد أكد "العصيمي" أن التنظيم على علاقة جيدة بنظام بشار الأسد والاستخبارات الإيرانية، بل أقر بأنه حضر شخصياً اجتماعات تنسيقية مع جهات تمثل نظام دمشق ومخابرات طهران.

ونوهت "الجريدة" بأن الكويت قبضت على "العصيمي" وأمه "حصة محمد"، وأنهما كشفا " كنزا من المعلومات الاستخباراتية أدهش قيادة التحالف العسكري الدولي" ضد التنظيم.

ومما كشفه "أبو تراب" للاستخبارات، طريقة تهريب التنظيم للنفط وبيعه في السوق السوداء لدول إقليمية وتجار عالميين، موردا جملة من أسماء المتورطين في هذه العملية.

وتأتي أهمية ما أدلى به "العصميي"، كونه كان واحدا من المسوؤلين عن تصدير نفط الحقول التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق.

وقدر "العصيمي" عدد الكويتيين و"البدون" الذين يقاتلون مع التنظيم في سوريا والعراق بحوالي 100 شخص.

"والبدون" مصطلح يطلق في الكويت على فـئة من الناس معدومي الجنسية، ممن لايحلمون جنسية الكويت ولا غيرها من الدول.

وتملك "زمان الوصل" وثائق تكشف عن أسماء العشرات من الكويتيين الذين وردت أسماؤهم كعناصر جدد التحقوا بالتنظيم، أو أشخاص مفتاحيين تولوا تجنيد و"تزكية" الأشخاص تمهيدا لضمهم إلى "الدولة". 

وأشار "أبو تراب" في اعترافاته إلى أن الكويتيين و"البدون" الملتحقين بالتنظيم، خرجوا من الكويت بحجج مختلفة، منها: أداء العمرة، الدراسة، السياحة في تركيا، مؤكداً أنه لا توجد هناك كويتيات في التنظيم باستثناء والدته التي عادت معه.

ولفت "أبو تراب" إلى أن قادة التنظيم في سوريا عراقيون، وأغلب أعضائه من تونس والمغرب والجزائر، فضلا عن السعوديين.

*بتحريض الأمّ
واختار التنظيم "العصيمي" ليتولى منصبا مهما في قطاع النفط، عطفا على اختصاصه المهم وتمكنه من اللغة الإنجليزية، حيث كان الشاب الكويتي على أبواب التخرج من أهم أكاديميات البحر في بريطانيا، وهي "كلية ساوث تاين سايد للعلوم البحرية"، وكانت تنتظره وظيفة في شركة النفط الكويتية، لكنه ترك دراسته وأحلامه بالوظيفة المهمة، والتحق بتنظيم "الدولة".

وثار الحديث عن "العصيمي" في أيار/مايو الفائت، بعد انكشاف أمر انتسابه للتنظيم بالوثائق، وحينها حذر خبراء عسكريون من إمكانية تجيير التنظيم لخبرات "العصيمي" ومهاراته التي تلقاها في مجال الملاحة البحرية ضمن "هجمات إرهابية".


وآنذاك أيضا، أوضح عم "العصيمي" أن الأخير تأثر كثيرا بمقتل شقيقه الأصغر أثناء قتاله مع "المتطرفين"، معقبا: "بدا شخصا مختلفاً بعد وفاة شقيقه، أطلق لحيته، ولم يكن يتحدث إلى كل شخص كما كان يفعل. وكان معتاداً على الاتصال بأسرته كل أسبوعين، وزارهم في نهاية 2013، وكانت تلك آخر مرة يسمعون عنه".

ويوم الاثنين الفائت، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية القبض على "العصيمي" وأحضرته من الخارج، مع والدته المتهمة حصة محمد (مواليد 1964)، إلى جانب طفله، الذي أنجبه في محافظة الرقة من زوجته السورية.

وأفادت الداخلية أن "العصيمي" اعترف بانضمامه مع والدته إلى التنظيم، بتحريض من والدته نفسها، مبينا أنها دفعت أولاً بابنها الأصغر عبدالله (مواليد 1991) للالتحاق التنظيم، حتى قتل في إحدى معاركه الإرهابية بالعراق، وعقب ذلك بادر أخوه (علي محمد عمر) إلى قطع دراسته في بريطانيا، متوجها مع أمه إلى التنظيم في الرقة، ليتم اختياره مسؤولا عن تشغيل حقول النفط والغاز، أما والدته فمارست "تدريس لزوجات وأبناء الإرهابيين، وتحفيزهم نفسيا وفكريا".



زمان الوصل
(204)    هل أعجبتك المقالة (210)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي