أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المرض العجيب .... مازن كم الماز

بدأ كل شيء عند الصباح.كل شيء بدا طبيعيا حتى ذهبت إلى الحمام كي أتبول كعادتي كل يوم لكن و لسبب ما لم أتمكن هذه المرة.....
مر الوقت و بدأت أحس بشيء من الألم في بطني. لم أتمكن من التبول أيضا.جاء المساء و أصبح الألم سكينا مغروزة في أسفل بطني .... لم ينفع شراب النعناع الذي حضرته والدتي و لا الرقية التي تلتها جارتنا عند رأسي....
حل الليل بظلامه و سكونه مفجرا ألاما رهيبة في جوفي...لم يخرج البول المنحبس في أحشائي...كان شيئا غير مفهوم...ففي الأمس فقط كنت أتبول بحرية....حاولت أن أكون منطقيا .حسنا , هناك خطأ ما. لكن لهذا خلق الله الأطباء...إنهم يصلحون كل شيء..تماما كما كان...
تمالكت زمام نفسي و أنا أتعرض لوابل من أسئلتهم المحرجة التي لا تنتهي.سألني أحدهم إذا كنت متزوجا و قهقه طويلا عندما أجبته بالنفي..شعرت بتفاهة محرجة...وضعوني في جناح مزدحم بالمرضى... كان الأنين يملأ الجو و الوجوه تكسوها مرارة كئيبة...حسنا, لا بد أن الله خلق المشافي لأمثال هؤلاء...جاءني طبيب أخر بملابس بيضاء و وجه مبتسم.تفحص جسدي بيديه بطريقة غير مهذبة. و عندما قلت له أنني أشتم رائحة البول في داخلي قهقه من جديد ثم ذهب مبتعدا., و الآن أيها السادة...ماذا بعد؟....حتى الحيوانات يحق لها أن تبول.....عليكم أن تجدوا حلا لهذا...عليكم أن تفعلوا شيئا ما...جاءني ذات الرجل المبتسم من جديد
_هل أنت رجل؟
- أيها ال.........
-هل أنت رجل يا........؟
- ..........اسمع ....أنا غير متزوج .....لكن هناك مواقف يعرف فيها الإنسان أنه .......رجل
-حسنا!......لكننا سنقوم باختبارات لتأكيد الجنس
بلغ الألم حدا لا يطاق...كنت أصرخ أولا بصوت عال طالبا النجدة...لكن أحدا لم يأبه بي....لم أعد أحتمل...كانت صرخاتي تصطدم بجدار من الصمت فترتد مقهورة متعبة و تلوذ بأنات الآخرين .....كان أنيني أولا مرا ثم ما لبث أن أصبح أنينا رتيبا كالنواح.......
-من أنت؟
-.............
-التحاليل غريبة....لا نعرف بالتحديد ما أنت...
-.....................
-هل ولدت من أب و أم؟
-....................
-سنجري مزيدا من التحاليل..........يبدو أن مورثاتك غير إنسانية.....
-....................
ماذا يجري؟..ما هذا؟...ما الذي أصاب العالم اليوم...لماذا أنا هنا؟..... لماذا لا يقوم أحد ما بإنهاء هذه الآلام؟....بدا كل شيء كابوسا لا يريد أن ينتهي....أي ذنب ارتكبت أيها العالم.....؟...أحسست أن شخصا ما...جهة ما قد أدانتني لجريمة لا أعرفها و رمت بي في هذا السجن الكبير...بدا الأطباء سجانين لا يعرفون الرحمة....استطالت جدران المشفى و أصبحت عالية تمتد حتى السماء...و غدت سوداء داكنة.....تحجب زرقة السماء و تخفي عالما كنت حتى الأمس قادرا على العيش فيه....إنني أتألم أيها ال....أتألم!.....
-أنت لست كما .........تبدو.......أنت لست ببشر
-........................
-هذا المرض الغريب اّخذ بالانتشار....لا ندري عنه.....
-.......................
-......لا تظن أنك المريض الوحيد به.....هناك الآلاف ...او الملايين....قد تعيش عدة شهور أخرى أو....
-.........ألا أستطيع أن أبول ؟...........لو سمحت
-...........على كل فعلنا ما علينا و الباقي على الله.......
كان نهارا جديدا ككل النهارات العادية قد بدأ في المستشفى الذي أسجن فيه.....دب النشاط اليومي نفسه بذات الرتابة المعتادة.......كنت كمن مر عليه عشرون عاما مسمرا إلى سرير و هو ينتظر شيئا ما .....شيئا يأتي عادة فجأة من دون دعوة......كانوا يأتون بمرضى آخرين و بعضهم يغادر المشفى إلى حيث لا أدري

(140)    هل أعجبتك المقالة (152)

مينو

2007-08-05

مازن دائما تبدأ الامور طبيعية حينما \" تدب \" الحياة في المجتمعات او الحالات الانسانية ويصبح احيانا الامعقول معقولا وطبيعا \" وتدب \" هنا من دب على الارض وليست دابة مع اننا نقترب قليلا من الثانية مازن اترك لك امر التشكيل في دب ودابة ويدب اقرأها كما تشاء فعلا ادهشتني القصة جدا جميلة وجرعة الفنتازيا مقبولة جدا ولكن الا تعتقد ان بطلك \" محبكها شو \" شكرا لك امتعتني وبدأ صباحي اليوم معك.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي