أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رمضان اللجوء.. السوريون في فنلندا لم يمنعهم طول ساعات الصيام من الحفاظ على تقاليدهم المعتادة

تبلغ ساعات الصيام 21 ساعة

على الواجهة الزجاجية لأحد المتاجر العربية في منطقة "ايتان ايكسوس" بمدينة "هلنسكي" الفنلندية تواجه الزائر لوحة كرتونية تحتوي على عبارة "تخفيضات للصائمين" وإلى جانبها عبارة "رمضان كريم" بلغة البلاد مع رسم تعبيري للقمر، الأمر الذي يعكس انطباعاً إيجابياً عن ممارسة اللاجئين السوريين في فنلندا على قلتهم لطقوسهم وتقاليدهم المعتادة رغم طول ساعات الصيام في هذا البلد الذي يقع في شمال أوروبا ويكاد يجتمع فيها الشمس والقمر. 

"برهان حمدون" مغترب سوري يعيش في مدينة "هلنسكي" منذ سنوات طويلة ويعمل مديراً تنفيذياً لجمعية "هاكونيلا" الدولية أشار لـ"زمان الوصل" إلى أن "اللجوء السوري إلى فنلندا كان محدوداً قياسياً للبلدان الأوربية الأخرى، نظراً لأن هذا البلد -كما يقول- بعيد وغير معروف كغيره من البلدان الأوربية ولقلة فرص العمل فيه علاوة على مناخه الصعب". 

وأول ما يواجه اللاجئين السوريين في فنلندا خلال شهر رمضان -كما يؤكد حمدون- هو مشكلة الوقت- فالشمس فيها تغيب حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، لتبلغ ساعات الصيام 21 ساعة، مما يشكل معاناة ومكابدة لمن لم يعتد على الصيام كل هذا الوقت -حسب محدثنا- الذي أكد أن اللاجئين السوريين وجدوا طرقا للتكيّف مع الأمر كاتباع جداول دول الشرق الأوسط الإسلامية أو أقرب بلد إسلامي.

فبعض اللاجئين -كما يقول- يضطرون للصيام على توقيت مكة وبعضهم بتوقيت تركيا ومنهم من يأخذ خط وسط، بينما يؤثر آخرون الصوم حسب توقيت فنلندا. 

مع بداية شهر رمضان تمتلئ المحلات العربية في فنلندا بأصناف متعددة من الطعام الشرقي والعصائر والتمور، ولفت محدثنا إلى أن اللاجئين السوريين في فنلندا يقبلون على هذه المحلات للتزوّد باحتياجاتهم في رمضان ومحاولة خلق أجواء رمضانية خاصة بهم، وإن كانت بعيدة عما اعتادوا عليه في بلادهم.

وأوضح محدثنا أن "بعض الشبان وبخاصة غير المتزوجين منهم يلجؤون إلى إقامة موائد إفطار جماعية بالتناوب فيما يميل آخرون إلى الإفطار في المساجد التي تقيم موائد يموّلها رجال أعمال أتراك أغلب الأحيان. 

ونوّه محدثنا إلى أن "لدى اللاجئين السوريين الموجودين في كامبات مواقيت معينة لتقديم الطعام وبعدها تُغلق المطابخ مما يضطرهم للاحتفاظ بالطعام إلى موعد الإفطار وبعض مراكز اللجوء –حسب حمدون- يبدون مرونة تجاه اللاجئين فيؤخرون تقديم الغذاء إلى موعد الإفطار. 

وحول موقف الفنلنديين من صيام اللاجئين أكد محدثنا أن "بعض الفلنديين يبدون حساسية تجاه هذا الأمر، ولكن بالمقابل هناك متعاطفون مع المسلمين عموماً ومع تقاليدهم الدينية ومنها الصيام، وأشار حمدون الذي يعيش في فنلندا منذ أكثر من ربع قرن إلى أن بعض جيرانه يسألونه عما يفعل المسلمون في رمضان ويحاولون التعرف على أسرار هذه العبادة، وأصبح لدى الفلنديين -كما يقول- وعي واهتمام وتعايش مع اللاجئين نظراً لأن المسلمين في فنلندا لم يعودوا أقلية كما كان في السابق وأصبحت نسبتهم أعلى من نسبة الروس الأرثوذكس في البلاد. 

وكان استبيان أجري مؤخراً في مراكز استقبال اللاجئين في فنلندا قد بيّن أن نسبة الثلث أو أكثر من اللاجئين السوريين حاصلون على شهادات جامعية و10 % منهم لديهم استعداد للانخراط في سوق العمل بعد تجاوز عائق اللغة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (156)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي