لا يكاد اهتمام اللاجئين بشهر رمضان في هولندا يختلف عن غيره لدى نظرائهم في بلدان اللجوء الأخرى إلا في فروق ثانوية، ولكن ما يجمعهم معاً هو طول ساعات الصيام وندرة السحور الذي لا يفصل بينه وبين الإفطار إلا ساعات قليلة، فيضطرون للاكتفاء بشرب الماء أو بتناول ما تيسّر من الطعام الخفيف ليوصلوا الإفطار بالصيام.
واعتاد الشبان اللاجئون في هولندا على دعوة بعضهم البعض إلى الإفطار–كما يقول اللاجئ "سليم عبارة" الذي يعيش قرب مدينة "أوترخت" وسط هولندا، مشيراً إلى أن مائدة رمضان في هولندا تكون عامرة من أكل المطبخ السوري المتنوع، فالمواد الغذائية متوفرة بشكل كامل وأسعارها مقبولة، وهناك -كما يؤكد- أسواق خاصة بالسوريين في العديد من المدن الهولندية ومنها "أوترخت" و"روتردام" و"دن هاخ و"بريدا" وتنتشر سلع خاصة برمضان في الأسواق متل "قمر الدين" والتمر والعصائر التقليدية كـ"التمر هندي"، بينما يغيب السوس والجلاب عن هذه الأسواق والمشكلة أحياناً في الوصول إلى هذه الأسواق لأن بعض المدن والبلدات -حسب محدثنا- تخلو من مراكز تسوق.
وكشف "عبارة" أنه يضطر لأن يسافر إلى مدينة أخرى حتى يشتري الخبز العربي أو الحمص أو الفول لعدم توفرها حيث يقيم.
ولفت اللاجئ منذ عامين إلى أن اللاجئين السوريين في هولندا يحاولون أن يتماشوا مع أوضاعهم المادية والإنسانية قدر الإمكان نظراً لمشكلة الوقت، منوّهاً إلى أن "معظم المحلات تغلق أبوابها في السادسة مساء بينما إفطار الصائمين يكون في العاشرة ليلاً ومن لديه مدرسة أو سفر أو عمل يجد صعوبة في تأمين حاجيات الإفطار، ويعيش الصائمون في هولندا كفاف يومهم بحسب عبارة- لأن الحكومة الهولندية-كما يقول- تقدم مساعدات مادية تكفي حاجتهم دون زيادة أو نقصان نظراً لأن النظام المالي في هولندا مراقب.
وأشار اللاجئ عبارة إلى أن موقف الهولنديين من صيام اللاجئين يختلف بحسب الأشخاص، فالمتدينون يرون في الصيام نوعاً من الالتزام الديني الصعب وعليهم واجب احترامه، وبعضهم لا يهتم للموضوع، ولكن أغلبية الهولنديين يقدّرون الصائمين دون أن يفهموا طبيعة الصيام أو الهدف منه.
وروى "عبارة" في هذا السياق أنه كان بضيافة عائلة هولندية وعندما عرفوا أنه صائم أخروا موعد آخر وجبة من الساعة السادسة إلى العاشرة (وقت الإفطار) والمفارقة كما يقول أنهم عرضوا عليه شرب النبيذ كمشروب بعد الإفطار وكأنه إذا أفطر يحق له شرب النبيذ دون أن يعرفوا أن الخمر محرم في الدين الإسلامي.
ويعيش في هولندا حوالي 35000 لاجئ يتوزعون في سجون مغلقة تم إفراغها من المساجين أو في صالات رياضية أو قاعات ترفيه وهي أماكن مؤقتة تتوفر فيها كل وسائل المعيشة ريثما يحصل اللاجئ منهم على إقامته، وتعهدت السلطات الهولندية بتسريع إجراءات اللجوء من خلال قوانين استثنائية تمكّن اللاجئين السوريين من الحصول على حق اللجوء في ظرف ثلاثة أشهر شريطة أن يقدم هؤلاء جميع الوثائق اللازمة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية