أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رمضان اللجوء .. سوريون في بريطانيا صيامهم صامت

"سبحان الله" على الحافلات البريطانية - وكالات

دُهش المارة في شوارع لندن وبعض المدن البريطانية لرؤية حافلات النقل التقليدية ذات الطابقين وقد زُينت جنباتها بعبارة "سبحان الله" باللغة الإنجليزية قبل شهر رمضان بأيام ليتضح أن الفكرة هي جزء من حملة بدأت في العاصمة البريطانية وستمتد إلى مدن برمنغهام ومانشستر وبرادفورد مع دخول الشهر الفضيل.

وتنظم مؤسسة "الإغاثة الإسلامية" (Islamic Relief) هذه الحملة طوال هذا الشهر لجمع المساعدات من أجل ضحايا الحرب في سوريا.

ولكن أحوال اللاجئين السوريين سواء داخل كامبات اللجوء أو خارجها مع شهر رمضان لا تسر الخاطر، فلا زينة ولا مظاهر ولا مفردات يومية لطالما ميّزت هذا الشهر الفضيل في سوريا.

منذ سنتين قدم اللاجئ الشاب "مضر عبارة" من حمص ليعيش في مخيم بمدينة برمنغهام، وهناك افتقد خلال رمضانين -كما يقول- لـ"زمان الوصل" أي مظاهر لهذا الشهر سواء في الأسواق أو المطاعم أو حتى المحلات أو حتى الموائد الرمضانية التي لطالما اشتهرت بها الدول العربية وبعض البلدان الآسيوية.

ولفت إلى وجود بعض النشاطات في أوساط الجالية المسلمة بخصوص رمضان، حيث اعتادت بعض الجمعيات والمراكز ذات الصبغة الإسلامية -كما يقول- على توزيع وجبات على العائلات الفقيرة والمحتاجة أوتوزيع إعانات مادية وغيرها، كما توزّع الجوامع التي يؤدى فيها صلاة التراويح التمر والماء ومشروب التمر هندي مع وجبة خفيفة لمرتين في الأسبوع لا أكثر وليس في كل الأحيان.

ولم يشعر عبارة –كما يؤكد- بطعم أو نكهة لشهر رمضان حينما كان في برمنغهام مشيراً إلى أن "بعض اللاجئين السوريين الذين من كانوا معه في المخيم كانوا يصومون بصمت ودون أن يُشعروا أحداً بما يقوموا به".

وأكد محدثنا أن الوجبات التي كانت تؤخر لتُقدم لهؤلاء الصائمين كانت سيئة جداً وغير كافية فهي أشبه بطبخ العساكر-حسب وصفه.

ونوّه "عبارة" إلى وجود نوع من الضغوطات من قبل الحكومة البريطانية بهذا الخصوص وبالذات بعد أحداث معينة وما يسود فيها من تشدد ضد المسلمين، ولفت "عبارة" إلى أن "بعض الممارسات العنصرية والإزعاجات الجسدية واللفظية للمسلمين حتى ولو كانوا يحملون الجنسية البريطانية تحدُّ من إظهار ممارساتهم الدينية وبخاصة في شهر رمضان.

وأشار محدثنا إلى أن مخاوف اللاجئين من هذه الممارسات تصاعدت بعد قيام شركة محلية تم تفويضها من قبل الحكومة لإسكان طالبي اللجوء الفارين من مناطق الحروب بطلاء أبواب منازلهم باللون الأحمر في مدينة "ميدلزبره" شمال شرق بريطانيا وما تحمله هذه الخطوة من سياسة تمييز عنصرية سرية ضدهم. 

وتتحفظ الحكومة البريطانية على أي معلومات بخصوص عدد اللاجئين الموجودين في بريطانيا أو أماكن تواجدهم أو حتى المخيمات التي جاؤوا منها متذرعة بسعيها من خلال هذا التحفظ لحماية هؤلاء اللاجئين.

وسمحت بريطانيا بتوطين 4980 طالب لجوء سورياً منذ بداية الحرب وهو رقم يعده مراقبون ضئيلاً بالمقارنة مع إجمالي الطلبات التي وصلت بها والتي فاقت 25 ألف طلب خلال عام 2015.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي