أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التشكيلي السوري "عبد اللطيف الجيمو" لـ"زمان الوصل": لا أستطيع أن أضع زهرة على أشلاء طفل

الجيمو

"ماحدث هناك في بلدي هو شيء لا منطقي، الموت كما الماء موجود بكثرة والدمار كذلك يشبه غيوم الشتاء السوداء المخيفة"، بهذه الكلمات المعبّرة لخّص الفنان التشكيلي "عبد اللطيف الجيمو" تجربته الجديدة في تحويل أدوات القتل اليومية إلى آلات موسيقية" هادفاً من خلالها -كما يقول- إلى خلق حالة من التناقض اللامنطقي.

ولد الفنان "الجيمو" في مدينة "جرابلس" في منطقة جميلة التفاصيل يتجاور فيها النهر والسهل والجبل وتتمازج فيها حكايات الجدات اللواتي ينسجّن الخرافة ولون الفرات الفيروزي ورائحة الحور" -كما يقول-لـ"زمان الوصل" مشيراً إلى أنه استند إلى مخزون معرفي يراه جزءاً لا يتجزأ من شغفه الفني، فالعمل الفني–كما يؤكد- هو منتج لحصيلة من المعرفة والملاحظات والتطور التقني والذهني" وهذا يصطحب بشكل خاص من يمتلكون الشغف في الانصياع لهيستريا الإنتاج الإبداعي.

ويردف "الجيمو" أن "العمل الفني يجب أن يكون صاحب قيمة جمالية وفكرية متطورة جدا تتجاوز الرأي العام والذوق العام".

*حساسية الفنان ومفردات الذاكرة
ويعيش الفنان في غالب الأحيان حالة من المرض أثناء إنتاجه للعمل الفني ناسجاً من مفردات عمله حياة كاملة يكرهها ويحبها واحياناً يقتلها، وهذه الحالة تجعل "الجيمو" -كما يقول- يعيش في كثير من الأحيان حالة اختلاج في فهم شعوره السادي والرحيم بذات الوقت، وهذا لا يمنع من القول إن الفن هو القلق الذي يعيشه الفنان باحثاً عن المتعة".

ولفت "الجيمو" إلى أن "كل الأشياء هي ملكية خاصة" موضحاً ذلك بالقول:"حين أمشي في شارع فكل عناصره هي في عالمي أنا لأني أراها بطريقتي المختلفة، وكذلك التكسي والباص والمقاهي و.. و..".

ويضيف أن "الذاكرة تحتفظ بما تشتهي من كل هذا لترميها في فضاء الفنان حين الحاجة لذلك أكثر الناس حساسية مع ذاكرتهم هم الفنانون لأنهم يعيشون حياة كاملة مع مفردات الذاكرة".

*زهرة على أشلاء طفل
ويتعمّد "الجيمو" تشويه شخوص لوحاته وتمويه ملامحها وحول ذلك يقول:"لا أعتمد في أعمالي على نقل الواقع كما يفعل الكثيرون فالصورة أو مقطع الفيديو المنقول عن مجزرة ما أو قتل ما هو كامل التعبير وكامل التأثير في توصيل المعاناة والألم".

ويستدرك:"لا أستطيع أن أضع زهرة على أشلاء طفل وكذلك لا أستطيع أن أجمع بعض الصور وأكتب عليها عبارات عن الألم أنا أريد أن أنقل المرض والحالة الهستيريا من اللا منطق واللا معنى فيما يحدث اعتمدت القبح في الوجوه التي أرسمها كي أقول هم وحوش ولا إنسانيين هو ممسوخون في الملامح والشكل العام".
ويعزو الفنان "الجيمو" عدم انحياز أغلب الفنانين التشكيليين المعروفين في سوريا للثورة إلى الخوف من المجهول"، لافتاً إلى أن "الحركة الثقافية بشكل كامل أو أقل بقليل هي من صناعة البعث والأجهزة الأمنية بمعنى أغلب الفنانين هم تبع للنظام لا يتركون أربابهم لأي سبب". 

وأكد محدثنا أن الثورة السورية وخلال أكثر من خمس سنوات من انطلاقها لم تنتج حركة ثقافية مبشرة"، مرجعاً السبب إلى غياب مؤسسات ذات قيمة فهناك –كما يقول- بعض المشاريع التي تدعي أنها تدعم الفن لكنها تدعم أفلاما وثائقية سياسية مع أن دورهم يجب أن يكون دعم التجارب الجديدة المتحررة من القيود والبحث عن وسائل لإيجاد جسور تواصل بينها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(184)    هل أعجبتك المقالة (172)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي