يعيش لاجئون سوريون في الريف النمساوي أجواء قريبة الشبه بما اعتادوا عليه في بلادهم أثناء شهر رمضان، ففي قرية صغيرة تُدعى "بركسلغ" مثلاً اعتادت الجالية التركية على تنظيم إفطار جماعي في جامعها، وإحياء جوانب من العادات والتقاليد التي ارتبطت بهذا الشهر، فيما تعرض المحلات التجارية التركية سلعاً خاصة طالما ميّزت الشهر الفضيل ومنها القمر الدين والزبيب، والعرقسوس والتمر هندي والمكسرات والقطائف والكنافة والبقلاوة والبسكويت وغيرها من المنتجات التي تعكس تمسك المسلم بعاداته وتقاليده في المأكل والمشرب.
"علاء موسى حسن" لاجئ سوري يعيش في مقاطعة "تيرول" (قلب جبال الألب) منذ 10 أشهر تحدث لـ"زمان الوصل" عن تقبل النمساويين لموضوع الصيام واحترامهم للصائمين واعتبار ما يقومون به حرية دينية.
ولفت محدثنا إلى تفاعل أهل البلاد مع صوم اللاجئين لدرجة أن 3 فتيات نمساويات –كما يؤكد- بدأن بالصوم معهم كنوع من المجاملة، وبعض العائلات النمساوية دأبت على تنظيم ولائم للاجئين الصائمين على الإفطار.
وأضاف أن "هذه العائلات ترفض الأكل حتى يسمعون الآذان وكأن اللاجئ بين أهله وأحبابه".
ويبلغ عدد ساعات الصيام في النمسا 18 ساعة ونصف، حيث "يخلو الصيام من المشقة باستثناء الامتناع عن التدخين لمن اعتاد عليه".
وبحكم تجربته السابقة في الغربة اعتاد علاء على الطبخ بنفسه وبخاصة في رمضان، وتتنوع الطبخات التي يعدها -كما يقول- بين الرز والبازلاء والبرغل ببندورة والكباب الهندي وصينية البطاطا والفروج السباكيتي وهي الأكلات التي يتناولها اللاجئون الصائمون في الإفطار عادة.
ويضيف محدثنا الذي يصوم رمضانه الأول في النمسا إلى أنه ما إن يتم الإفطار حتى يبدأ الاستعداد للسحور، فهو يصوم وفقاً لفتوى تقول بأن الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وغالباً ما يقتصر السحور-كما يقول- على الحواضر الخفيفة، مشيراً إلى أن "المحلات التجارية في النمسا باتت تمتلئ بالمنتجات السورية ومنها الزعتر واللبنة والمكدوس والزيتون".
ولفت محدثنا إلى أن "فترة ما بعد الإفطار يخصصها اللاجئون غالباً للسهرات في المطاعم والبعض منهم يذهب إلى المقاهي لمتابعة مباريات كأس الأمم الأوروبية، حيث توضع شاشات كبيرة لهذا الغرض".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية